عادي

رغم الحرب.. روسيا مازالت تحتفظ بدعم عالمي كبير

20:43 مساء
قراءة 3 دقائق
1

موسكو (أ ف ب)

يمكن لروسيا دائماً الاعتماد على دعم العديد من دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية ودول آسيوية، من بينها الصين، على الرغم من الجهود التي يبذلها الغرب لإظهارها منبوذة، ولاسيما بعد اندلاع حربها مع أوكرانيا في فبراير 2022.

وظهر فلاديمير بوتين الجمعة محاطاً بنحو 15 من رؤساء الدول الإفريقية في سانت بطرسبرغ خلال القمة الروسية الإفريقية الثانية.

وتمثّل هذه الصورة رسالة تؤكد أنّ موسكو تنوي العمل «جنباً إلى جنب» مع القارة السمراء التي يزيد عدد سكانها على مليار نسمة.

وقال بوتين إنّ «اهتمام روسيا بإفريقيا يتزايد»، مشيراً إلى أنّه يريد «بناء شراكة استراتيجية» مع هذه القارة التي أقام معها الاتحاد السوفييتي علاقات قوية.

وفي اليوم السابق، سحب الرئيس الروسي من جعبته ورقة «دبلوماسية الحبوب»، متعهداً تسليم الحبوب بشكل مجاني إلى ست دول إفريقية، وسط مخاوف لدى دول القارة أثارها تخلّي موسكو عن اتفاقية أتاحت تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية.

غير أنّ عملية الاستقطاب التي يتبناها سيّد الكرملين تجاه إفريقيا لا تعود فقط إلى فترة الصراع في أوكرانيا، فمنذ عدّة سنوات، تقوم روسيا بتحرّكات دبلوماسية واقتصادية في القارّة، مع عرض خدماتها الأمنية للدول الواقعة في قبضة التهديد الأمني، عبر مجموعة فاغنر المسلّحة.

ولكن في الأشهر الأخيرة، كان على روسيا أن تكثّف بحثها عن بدائل من الشركاء الأوروبيين التاريخيين.

وفي إشارة إلى هذا الاهتمام، قام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بجولتين في القارة منذ مطلع السنة، في محاولة لجذبها إلى معسكر موسكو، مقدماً ذلك على أنه حصن في وجه «الإمبريالية» و«الاستعمار الجديد» الغربي.

معارضة الغرب

ولا تزال موسكو تحظى بدعم العديد من قادة أمريكا الجنوبية وآسيا، خصوصاً الدول التي تتعرّض لانتقادات مستمرة من الغرب.

وفي هذا السياق، رفض الحلفاء التاريخيون لموسكو مثل فنزويلا وكوبا، إدانة الحرب المستعرة في القارة الأوروبية خلال القمة الأولى بين أمريكا اللاتينية والاتحاد الأوروبي في بروكسل في وقت سابق من تموز/ يوليو.

واكتفى القادة في بيانهم المشترك بالإعراب عن «قلقهم العميق إزاء الحرب الدائرة» من دون أن يذكروا موسكو، حتى إنّ هذه الصيغة البسيطة لم تحصل على الموافقة بالإجماع، إذ رفضت نيكاراغوا الانضمام إليها.

ومن دون أن تمضي إلى حدّ دعم موسكو، رفضت البرازيل بقيادة لويس ايناسيو لولا دا سيلفا إمداد أوكرانيا بالسلاح أو فرض عقوبات على روسيا، داعية الأوروبيين والأميركيين إلى وقف «تشجيع الحرب».

ويقول فيودور لوكيانوف المحلّل السياسي المقرّب من دوائر السلطة الروسية لوكالة فرانس برس إنّ «العزلة (الروسية) فكرة اخترعها الغرب».

ويضيف «يُنظر إلى روسيا على أنّها دولة ربما تكون على حق، وربما تكون على خطأ، لكنّها دولة تعارض الغرب»، مشيراً إلى أنه «في البيئة الدولية الجديدة، فإنّ هذا التموضع أكثر فاعلية وجاذبية ممّا قد يتخيّله المرء».

صمت ورفض

وفي 24 شباط/ فبراير، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة لصالح دعوة لسحب القوات الروسية من أوكرانيا، غير أنّ حلفاء موسكو المعتادين، مثل بيلاروسيا وكوريا الشمالية وسوريا، صوّتوا ضدّ الدعوة، بينما امتنعت نحو 30 دولة عن التصويت.

ومن بين هذه الدول، الهند التي تعدّ زبوناً مميزاً للنفط الروسي، والصين التي تعدّ الشريك الثابت لروسيا.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد استُقبل بحفاوة في موسكو في مارس، خلال زيارة هدفت إلى نقل العلاقات الروسية الصينية «إلى حقبة جديدة»، ومنذ ذلك الحين، أجرى الجيشان الروسي والصيني سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة.

وفي إشارة أخرى إلى اتفاقهما القائم على الرغبة في مواجهة الهيمنة الأمريكية، يتوجه فلاديمير بوتين إلى الصين في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، في أول زيارة له إلى إحدى دول مجموعة العشرين منذ بدء الصراع في أوكرانيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2tcfvz9p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"