الرؤوس النووية تُطل

03:50 صباحا
قراءة 3 دقائق
حافظ البرغوثي

عند اشتداد التوتر الدولي تخرج تحذيرات عن خطر اندلاع حرب نووية بين الدول الكبرى التي يبدو أنها تقف الآن على حافة الهاوية، بسبب الأزمات المتلاحقة سواء الأزمة الكورية أو الأزمة الأوكرانية، أو الحرب التجارية بين واشنطن وبكين التي تتدحرج ككرة ثلج وتهدد بالتحول إلى صراع مفتوح، أو التوتر بين واشنطن وطهران حالياً.
وكانت خبيرة أمنية كبيرة بالأمم المتحدة، حذرت قبل أيام من أن الخطر من استخدام الأسلحة النووية بات الآن في أعلى مستوياته منذ الحرب العالمية الثانية، واصفة ذلك بالمسألة «العاجلة» التي يتعين على المجتمع الدولي التعامل معها على نحو أكثر جدية. وقالت ريناتا دوان، مديرة معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، إن كل الدول التي تمتلك أسلحة نووية لديها حالياً برامج للتحديث النووي، وإن المشهد الخاص بالرقابة على الأسلحة يشهد تغيراً لعدة أسباب، منها التنافس الاستراتيجي بين الصين والولايات المتحدة.
وكانت معاهدة الحظر النووي التي تعرف رسمياً باسم «معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية» لاقت تأييداً من الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية، وصادقت على المعاهدة حتى الآن 23 دولة من الدول الموقعة عليها، وتحتاج إلى تصديق 50 دولة كي تدخل حيز التنفيذ، فيما واجهت المعاهدة معارضة قوية من الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى لديها أسلحة نووية.
وكان قرار الرئيس ترامب بتعديل أمر الطوارئ الموقّع من قبل جورج دبليو بوش والصادر في 11 أيلول/سبتمبر سنة 2017، بالسماح للقوات الجوية باستدعاء حوالي 1000 طيار من الطيارين المتقاعدين لمعالجة ما وصفته البنتاجون بأنه نقص حاد في الطيارين، مفاجأة كبيرة. كانت هذه المرة الأولى التي نسمع فيها عن هذا النقص في اليد العاملة.
وبموجبه أعادت القوات الجوية الأمريكية وضع القاذفات النووية (ب 52) في حالة تأهب على مدار 24 ساعة، ولم نشهد هذه الحالة منذ انتهاء الحرب الباردة في عام 1991. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعترف في خضم الأزمة الأوكرانية بأن بلاده وضعت قواتها النووية في حالة تأهب.
وبالعودة إلى المشهد المتوتر بين الولايات المتحدة وإيران حالياً، فعلى الرغم من أن الطرفين يخوضان حرباً إعلامية وحشداً متبادلاً، ويؤكدان يومياً أنهما لا يرغبان في خوض حرب فعلية، وتركا المجال للوساطات المختلفة لكي تسعى بينهما،فإن الخبراء يقولون إن الحروب تنشأ عادة نتيجة خطأ في التقدير، فينزلق الطرفان رغماً عنهما إلى الحرب ويجران غيرهما إليها مرغمين، بمعنى أن كل الاحتمالات واردة.
وكانت «إسرائيل» أول من استعد لاستخدام السلاح النووي منذ الحرب العالمية الثانية حيث تحدثت المعلومات عن استعدادات «إسرائيلية» لاستخدام السلاح النووي خلال عدوان 1967، حيث قال البروفيسور إيلي جيسلر، وهو «إسرائيلي» يعيش حالياً في الولايات المتحدة، في مقابلة نشرت في موقع معهد «وودرو ويلسون» في واشنطن، إنه خلال تلك الحرب حرب كان هو القائد المسؤول عن قاعدة عسكرية سرية في داخلها جهاز نووي، خطط لتفجيره في سيناء لردع الدول العربية.
يشار إلى أن جيلسر يعيش في الولايات المتحدة منذ عام 1973. وكان قد تجند في الجيش «الإسرائيلي» عام 1963. وبحسب شهادته، فقد خدم في وحدة سرية نشر عناصرها في مركز الأبحاث النووي في ديمونا، وعمل كمراقب على الأشعة النووية.
وبحسبه، كما نقلت ذلك صحيفة «هآرتس» فقد عمل على مراقبة عملية نقل «رزمة» صغيرة محفوظة في صندوق خشبي من ديمونا إلى القاعدة الجديدة، وفي داخلها جهاز نووي، وتم وضعها في غرفة مغلقة بدون شبابيك.
كما أعلنت «إسرائيل» حالة التأهب النووي في حرب أكتوبر 1973 بعد اقتحام خط بارليف، وكانت مستعدة لاستخدام السلاح النووي ضد مصر لولا تدخل وزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كسينجر الذي عمل على إقامة جسر جوي أمريكي لنقل الأسلحة إلى الجيش «الإسرائيلي» ما ساعد في إحداث ثغرة الدفرسوار الشهيرة عن طريق كشفها بالأقمار الصناعية. ف«إسرائيل» هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية استراتيجية وتكتيكية معاً، ولديها قرار استراتيجي بمنع أي دولة في المنطقة من امتلاك سلاح نووي ولهذا دمرت المفاعل النووي العراقي، ومنشأة سورية قيل إنها نووية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"