عادي
زيارات متعددة إلى نيامي لحث الانقلابيين على عودة بازوم إلى السلطة

من يحسم الصراع في النيجر.. «الوساطة الدينية أم جيوش إيكواس»؟

14:58 مساء
قراءة 7 دقائق
بازوم

الخليج - متابعات

جرت وما زالت تجري زيارات متعددة، إلى العاصمة النيجرية نيامي خلال الأيام الأخيرة، أملاً في التوصل إلى حل سياسي لإقناع قادة الانقلاب العسكري، بإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم إلى السلطة حقناً للدماء، والعودة إلى المسار الديمقراطي، بعيداً عن الصراعات والمواجهة المسلحة.

وقد تنوعت هذه الوفود الزائرة بين دبلوماسية وبرلمانية ودينية وقبلية من دول مجاورة، تربطها علاقات تاريخية وطيدة بالقادة النيجريين، إضافة إلى زيارة من واشنطن، ومن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس». حيث تسعى دول مجموعة إيكواس إلى استنفاد كافة سبل الحل والتفاوض السلمي قبل اللجوء إلى التدخل العسكري لمواجهة قادة الانقلاب، في حرب لا نعلم ماذا سيكون مصيرها أو نتائجها أو المنتصر فيها في ظل تردد إيكواس الشديد والحذر لتحديد ساعة الصفر. حيث أعلنت المجموعة قبل أكثر من أسبوع أن قرار التدخل بالقوة اتخذ فعلاً، ولم يبقَ سوى تحديد ساعة الصفر.

والسؤال الذي يثور هنا.. من يحسم الصراع في النيجر.. «الوساطة الدينية أم سلاح جيوش إيكواس»؟.

وفي حالة التدخل عسكرياً.. هل ستشارك قوات باريس وواشنطن المقدرة ب 1100 و1500 عسكري والمرابطة في النيجر، والذين لم يتم التخطيط لإجلائهم أم ستقتصر المهمة على جيوش إيكواس من الدول الإفريقية دون مشاركة باريس؟.

زيارات مؤيدة للانقلاب

في مقابل الوفود الزائرة لنيامي للضغط على الانقلابيين لترك السلطة وحثهم على عودة بازوم إلى الحكم من جديد، قامت كل من بوركينا فاسو ومالي المؤيدين لانقلابيي النيجر، بإرسال وفدين داعمين لقادة الانقلاب، كما أكدتا أن أي تدخل مسلح في النيجر، سيعد إعلان حرب على بلديهما.

زيارة برلمانية

قال متحدث باسم برلمان (إيكواس)، السبت، إن البرلمان يعتزم إرسال لجنة إلى النيجر لعقد لقاء مع قادة الانقلاب العسكري الذين استولوا على السلطة الشهر الماضي، ويرفضون حتى الآن الضغوط الدبلوماسية لإعادة الحكم المدني، وفقا ل«رويترز».

زيارة دينية

وصل السبت إلى نيامي وفد وساطة يضم رجال دين نيجيريين للقاء أعضاء المجموعة العسكرية التي استولت على السلطة، في انقلاب أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم، وفق ما أفادت مصادر مقرّبة من الانقلابيين وكالة «فرانس برس».

وتأتي زيارة وفد الوساطة الذي استقبله رئيس الوزراء المدني المعيّن مؤخراً علي الأمين، في حين تواصل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) إعطاء الأولوية لحل دبلوماسي للأزمة، بعدما كانت قد أعطت موافقتها على نشر قوة تدخل لإعادة بازوم إلى منصبه.

زيارة قبلية

وقد سبق هذه الزيارة الدينية زيارة أخرى قبلية لأمير كانو السابق، الأربعاء، حيث قال إنه زار نيامي، لإجراء محادثات وساطة مع القادة العسكريين في النيجر، الذين نفّذوا الانقلاب.

وصرّح الأمير السابق لكانو (شمال نيجيريا) سنوسي لاميدو سنوسي للتلفزيون النيجيري الرسمي «تحدثنا إلى الجنرال عبد الرحمن تشياني، وسنعود إلى نيجيريا، لننقل للرئيس بولا تينوبو رسالة من الجنرال»، مضيفاً أنه ليس مبعوثاً من الحكومة.

وجاءت تصريحاته عشية قمة عقدها قادة (إيكواس) برئاسة تينوبو لتسوية الأزمة الأخيرة في منطقة الساحل.

والمعروف أنّ سنوسي صديق مقرب من تينوبو الحاكم السابق لولاية لاغوس مسقط رأس سنوسي.

وقال سنوسي: «جئنا بأمل أن يمهّد وصولنا الطريق أمام محادثات حقيقية بين قادة النيجر وقادة نيجيريا».

وكان تينوبو أعلن أنّ الدبلوماسية هي «السبيل الأفضل الواجب سلوكه» لحلّ الأزمة في النيجر، علماً بأنّ إيكواس لوحت بتدخل عسكري محتمل، لإعادة الحكومة النيجرية المنتخبة إلى السلطة.

تواصل أمريكي.. وزيارة دون نتائج

قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة الماضية، إن الوزير أنتوني بلينكن تحدث، مع رئيس النيجر السابق محمدو إيسوفو، وعبر عن قلقه البالغ إزاء استمرار احتجاز الرئيس الحالي محمد بازوم وعائلته.

وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر في بيان: «أكد الوزير للرئيس السابق التزام الولايات المتحدة المستمر بالعمل من أجل التوصل إلى حل سلمي يضمن للنيجر أن تظل شريكاً قوياً في الأمن والتنمية في المنطقة».

وكانت نائبة وزير الخارجية الأمريكي فكتوريا نولاند قد أنهت مؤخراً زيارة لنيامي التقت خلالها قادة الانقلاب، لكنها لم تسفر عن نتائج إيجابية لحل الأزمة. حيث شكل قادة الانقلاب حكومة جديدة بتعيين رئيس وزراء مدني ووزراء.

زيارة طبية

تلقى رئيس النيجر محمد بازوم المحتجز في مقر إقامته الرسمي في نيامي منذ انقلاب أطاح به في 26 يوليو/تموز، «زيارة من طبيبه»، السبت، بحسب ما أكد أحد أقاربه لوكالة فرانس برس.

وأكد المصدر أن «رئيس الجمهورية» محمد بازوم «تلقى زيارة من طبيبه اليوم» الذي «أحضر له طعاماً»، وكذلك لنجله وزوجته المحتجزَين معه.

وأضاف «إنه بخير بالنظر إلى الوضع».

وأعرب عدد من ممثلي المنظمات والدول الحليفة للنيجر قبل الانقلاب، عن قلقهم بشأن ظروف الاحتجاز والحالة الصحية للرئيس المعزول.

قلق إقليمي ودولي

وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، الجمعة عن «قلقه الشديد» حيال «تدهور ظروف احتجاز» بازوم. ورأى أن «مثل هذه المعاملة لرئيس منتخب ديموقراطياً من خلال عملية انتخابية قانونية غير مقبولة».

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلقه العميق».

كذلك أبدى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن «استياءه» من رفض العسكريين الإفراج عن بازوم وعائلته «كبادرة حسن نية».

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الأربعاء، أنه «قلق جداً» بشأن «الظروف المعيشية البائسة التي يقال إن الرئيس بازوم يعيش في ظلها مع عائلته»، وفق بيان صادر عن الأمم المتحدة.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تحدثت مع بازوم إنّ معاملته وعائلته «غير إنسانية وقاسية»،

وذكرت «سي إن إن»، الأربعاء، بأن بازوم معزول، ولا يأكل غير الأرز والمعكرونة.

وذكرت الشبكة أن الرئيس قال في سلسلة من الرسائل النصية التي تبادلها مع أحد أصدقائه إنه «محروم من أي اتصال مع إنسان منذ الجمعة»، إضافة إلى عدم تزويده بالطعام أو الدواء.

وتأتي زيارة الطبيب لمحمد بازوم، بعد يومين على موافقة رؤساء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) على نشر «القوة الاحتياطية» التابعة للمنظمة، لاستعادة النظام الدستوري في النيجر.

عواقب وخيمة

الأسبوع الماضي توقع رئيس النيجر محمد بازوم المنتخب ديمقراطياً حصول عواقب وخيمة على بلاده ومنطقة الساحل والعالم بأسره، في حال نجاح المحاولة الانقلابيّة لإطاحته من السلطة، داعياً الأسرة الدولية إلى تقديم المساعدة، فيما توعد الانقلابيون كل من يشن «عدواناً» على البلاد «برد فوري». وغادر وفد إيكواس نيامي من دون لقاء قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تشياني ولا الرئيس بازوم.

نفاد مهلة إيكواس

وارتفع منسوب التوتر في النيجر، بعد انقضاء المهلة التي وضعتها (إيكواس) لعودة النظام الدستوري.

حيث أعلن الانقلابيون في بيان تُلي عبر التلفزيون إلغاء اتفاقيّات عسكريّة عدّة مبرمة مع فرنسا، تتعلّق خصوصاً ب«تمركز» الكتيبة الفرنسيّة وب«وضع» الجنود الموجودين في إطار المعركة ضدّ الإرهابيين.

وجاء في البيان في «مواجهة موقف فرنسا اللامبالي» وردّ فعلها تجاه الوضع في النيجر «قرّر المجلس الوطني لحماية الوطن إبطال اتفاقيّات التعاون مع هذه الدولة في مجال الأمن والدفاع».

وكان مُنفّذو الانقلاب أعلنوا قبل ثلاثة أيّام من نهاية مهلة أعطتها المنظّمة من أجل عودة النظام الدستوري في النيجر، أنهم سيردّون «فوراً» على أيّ «عدوان أو محاولة عدوان» ضدّ بلادهم من جانب (إيكواس).

وقال المجلس العسكري الانقلابي: إنّ «أيّ عدوان أو محاولة عدوان ضدّ دولة النيجر، ستشهد رداً فورياً ومن دون إنذار من جانب قوّات الدفاع والأمن النيجريّة على أيّ عضو (من أعضاء المنظّمة)، باستثناء الدول الصديقة المُعلّقة عضويّتها» في إشارة إلى بوركينا فاسو ومالي.

وأتى ذلك بعيد وصول وفد من «إيكواس» إلى نيامي في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة، بعد أيام على الانقلاب، الذي أطاح الرئيس بازوم في 26 يوليو/ تموز.

«مقال بازوم في واشنطن بوست»

وأتى كلام بازوم في مقال رأي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، حذر فيه من «العواقب المدمرة» للانقلاب على العالم ومنطقة الساحل، التي قد تنتقل برأيه إلى «نفوذ» روسيا عبر مجموعة فاغنر المسلحة.

ودعا بازوم في أول تصريح علني طويل منذ أطاحته «الحكومة الأمريكيّة والمجتمع الدولي بأسره إلى مساعدتنا في استعادة النظام الدستوري».

وقال بازوم، المحتجز منذ إطاحة حكومته، «أكتب هذا بصفتي رهينة»، مشدداً على أنّ «هذا الانقلاب ليس له أيّ مبرّر».

وكانت إيكواس التي فرضت عقوبات شديدة على نيامي، أمهلت الانقلابيين حتى الأحد الماضي، لإعادة بازوم إلى منصبه تحت طائلة استخدام «القوة».

لكن رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى أيضاً رئاسة إيكواس الدورية، طلب من وفد المجموعة بقيادة رئيس الدولة النيجيري السابق عبد السلام أبو بكر، بذل كل الجهود الممكنة، «لإيجاد حل وديّ».

وفد إيكواس يغادر دون لقاء تشياني ولا بازوم

بيد أن عضواً في الوفد أكد الجمعة قبل الماضية أن وفد دول غرب إفريقيا غادر النيجر من دون لقاء قائد الانقلابيين.

وأوضح المصدر أن «مبعوثي إيكواس غادروا» ليل الخميس/الجمعة قبل الماضية، ولم يلتقوا لا قائد العسكريين الذين تولوا السلطة الأسبوع الماضي الجنرال عبد الرحمن تشياني، ولا الرئيس محمد بازوم.

وفي وقت سابق الخميس، قالت المجموعة التي علقت تعاملاتها المالية مع النيجر بين عقوبات أخرى، إنها تستعد لعملية عسكرية، لكنها أكدت أنها ستكون «الخيار الأخير».

ويعقد رؤساء أركان جيوش دول إيكواس اجتماعاً في أبوجا الجمعة. وأعلنت جيوش دول عدة في غرب إفريقيا من بينها السنغال استعدادها للتدخل في حال عدم احترام «مهلة الأحد» الذي مر عليه نحو أسبوع دون أي مؤشرات قوية على الأرض، لتدخل عسكري محتمل من قبل إيكواس.

«قطع بث إذاعة فرنسا وفرانس 24» وعزل سفراء

وتشهد العلاقات بين نيامي وإيكواس توتراً، وكذلك مع فرنسا قوة الاستعمار السابقة في البلاد.

وأقال الانقلابيون سفراء النيجر في فرنسا والولايات المتحدة وتوغو ونيجيريا.

وأوقف الخميس قبل الماضي بث برامج «إذاعة فرنسا الدولية» (RFI) ومحطة «فرانس 24» التلفزيونية في النيجر، في قرار اتخذ خلافاً للأطر القانونية على ما أفادت شركة «فرانس ميديا موند» التي تشرف على الوسيلتين هاتين.

وقال مسؤول رفيع المستوى في النيجر لوكالة «فرانس برس»، إن بث الوسيلتين قطع بتعليمات من السلطات العسكرية الجديدة.

ونددت فرنسا بشدة بهذا القرار.

وسبق أن عُلق بث هاتين الوسيلتين في بوركينا فاسو ومالي المجاورتين.

إجلاء

من جهتها أجلت فرنسا 577 من مواطنيها من النيجر، الأسبوع الماضي، بعد حوادث تخللت، تظاهرة أمام سفارة فرنسا في نيامي.

وتظاهر الآلاف من الأشخاص الداعمين للانقلاب في شوارع مدن عدة الخميس قبل الماضي بدعوة من حركة «إم 62»؛ وهي ائتلاف يضم منظمات مجتمع مدني سيادية.

وردد الكثير منهم شعارات منتقدة لفرنسا، ورفعوا أعلام روسيا التي تقربت منها مالي وبوركينا فاسو.

ومنعت القوى الأمنية في النيجر، الخميس، الوصول إلى السفارة الفرنسية وقنصليات أخرى قريبة على ما أفاد صحفيو وكالة «فرانس برس». وقبل التظاهرة، أكدت باريس أن «أمن الطواقم الدبلوماسية واجب بموجب القانون الدولي».

ورأى قائد الانقلابيين عبد الرحمن تشياني أنه لا يوجد سبب أي موضوعي لمغادرة البلاد.

وخصصت الولايات المتحدة طائرة لإجلاء موظفيها غير الأساسيين في البلاد، فيما دعا الرئيس جو بايدن إلى «الإفراج فوراً عن الرئيس بازوم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5fvw6abm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"