الجامعات الأفضل تجذب الطلاب

21:26 مساء
قراءة 3 دقائق

د. عبدالعظيم حنفي *
تأخذنا دراسات اقتصادية أمريكية في جولة إلى مؤسسات أمريكية مرتبطة بالاجتماعات، ومنها حفلات «الكوكتيل» التي تقام في الأمسيات من قبل مختلف أقسام الجامعات، للاحتفال بخريجيها وأصدقائها. من ناحية المبدأ، أنت مرحب بك ومن دون دعوة، ولكن قد تشعر بأنك غريب. فإذا كان الحديث يتم بالاختزال في الطرقات، فإنه يكون أكثر اعتماداً على الاختصارات في حفلات «الكوكتيل»؛ حيث يتم التغاضي عن ذكر كثير من الأمور المعروفة مسبقاً؛ إذ إن هؤلاء الأفراد بشكل أو بآخر كانوا معاً في نفس المعسكر، ودخلوا إلى سوق العمل في فترات مختلفة، وتقدموا، وغيروا عقائدهم - أو فشلوا في التغيير، ولا يمكن إغفال حقيقة أن المفاجآت تحدث؛ حيث يصبح الطفل البريء مغروراً، ويتحلى الهادئ باللباقة. وتتحول الوجوه المنسية بشكل كلي، لتصبح من النبلاء، الذين يحتلون مواقع آمنة في أماكن أعمالهم. ويجتمع الناس مع بعضهم، ويعيدون باختصار العيش في أمجاد الماضي، ومن ثم يتوجهون إلى العشاء في مجموعات مختلفة إلى حد ما.

تظل جامعات - هارفارد وشيكاغو وبرينستون وبيركلي وستانفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا - هي الجامعات التي تضم أفضل الأقسام عاماً تلو الآخر. ولكن يظل التغيير احتمالاً قائماً في جميع الأحوال. ويمكن تشبيه الأقسام بالفرق الكبرى في الدوري؛ حيث لا تعمل فقط على توظيف الاقتصاديين الجدد، وإنما تسعى بشكل أو بآخر إلى ضم النجوم من الأقسام الاقتصادية في الجامعات الأخرى - عارضة موجة من العروض في بعض الأحيان- وموقعة لعدد من العقود الحرة مع الوكلاء. وبشكل أو بآخر، فإن القطب الأعلى دائماً ما يجذب الأفضل. وعلى سبيل المثال، قامت جامعة «برينستون» الغنية بتقديم عروض لنحو عشرين من أفضل الأفراد على مستوى العالم. وإذا ما كان قد تم قبولهم جميعاً بشكل مفاجئ، فقد كان من الممكن أن يعد قسم الاقتصاد في جامعة «برينستون» الأفضل على مستوى العالم، لكن لا يمكن إغفال وجود قوى عكسية شديدة، مثل الرغبة في العودة التي تداهم البعض.

وعلى ما يبدو هناك عشرات من المرشحين لنقاط التركيز الخمس العالية في نظام الاختيار، كامبريدج، أكسفورد، ومدرسة لندن للاقتصاد، وجامعة نورث ويسترن، وجامعة بوسطن وجامعة نيويورك وجامعة بنسلفانيا إضافة إلى جامعة ميتشجان. وبعيداً عن هذه الطبقة الثانية، يوجد عدد من أقسام الاقتصاد في جامعات جيدة، ويمكن أن تجرى فيها أبحاث عالية الجودة، والقاعدة هي وجود دائرة من الاعتماد المتبادل: الجامعات الأفضل هي التي تحصل على أفضل الطلاب، وبالتالي فإنها تجذب أفضل المدرسين والباحثين، ومن ثم تعمل على إضافة خليط كما سبق. إلا أن هناك عدداً من الطلبة الجيدين، والقادرين على دعم أكثر من 100 برنامج، للحصول على درجة الدكتوراه في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، ومنها 40 أو 50 يتمتعون بدرجة معقولة من الجودة. والمحطة الأخيرة من جولتنا تلك، وهي الأهم على مختلف المستويات، والتي سنجدها إذا ما قمنا بجولة في الممرات بعد انتهاء حفلات «الكوكتيل»، واتجاه الحضور ليلاً إلى المطاعم المجاورة في المدينة. ففي الطوابق العامة من الفنادق، يتم تخصيص حجرات جانباً لحفلات عشاء صغيرة. وهى حفلات العشاء الخاصة بالمحررين / والمحكمين في الصحف، والتي عادة تكون شبه خفية كما تكون مقصورة على بعض الأفراد مقارنة باللقاءات الأخرى؛ حيث لا يمكن التسلل لتلك الدعوات.

* أكاديمي مصري

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p975bjx

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"