عادي
صيفنا ثقافة

عبدالعزيز محمد.. يغامر بالفانتازيا في رواية

17:43 مساء
قراءة دقيقتين
عبدالعزيز محمد علي

الشارقة: أشرف إبراهيم

عبدالعزيز محمد علي روائي جرب نفسه في الفضاء السردي مبكراً فتناغمت كتاباته مع واقعه المعيش، وهو يبرهن على أن الكتابة تولد من قلب المعاناة، وأن الكلمة أمانة، والبوح الصادق أقرب الطرق إلى قلب القارئ، فتجمعت همومه في روايته وهو يشق طريقاً آخر للسرد، يختار من خلاله نماذجه وهو يمضي خلف حلمه فتضيء قناديل أفكاره من قلب المحنة، فيبتلع أحزانه بجسارة ليحول كلماته البسيطة إلى حكايات ترصد آلامه وهو على سرير المرض، لكنه استطاع أن ينتصر بالكتابة فقد بدأت مسيرته الأدبية بكتابة مجموعة قصصية لم تنشر بعد «مذكرات مريض»، ثم أصدر ثلاث روايات حملت عناوين «جزء من النص مفقود، أعمق مما تظن، حتى إشعار آخر».

وفي روايته الجديدة، والتي لم يستقر على اسمها بعد، يغامر عبدالعزيز محمد بلون سردي آخر من خلال الانخراط في أدب الفانتازيا، فيحكي بغرابة عن وقائع خيالية تستوعب الحياة ونقائضها بطريقة تلقائية تعبر عن أسلوبه الشفاف في النفاذ إلى خبايا الأمور بتسلل وإحكام، فيجسد في هذا العمل السردي قصة مجموعة من المسافرين الذين يتنقلون بين البلدان ثم يتعرضون لمواقف خارجة عن إرادتهم، تدفعهم للبحث عن الأسباب الغامضة التي تجعلهم في حالة مكابدة مستمرة، وهنا يؤدي الراوي دوراً بارزاً في توظيف حسه الخيالي وشاعريته في السرد من خلال وضع نقاط جاذبة لكل فصل، ومسار خاص لكل شخصية، فيكشف بالتلميح أو التصريح عن حالات الهلع التي تنتاب أبطال العمل والتي يخفيها بعضهم ولا يستطيع البعض الآخر التماسك وعدم إظهار ما ينتابهم من خوف، فالرواي يمتلك قدرة على توظيف العلائق الإنسانية ويتحرر من الأسلوب الواقعي في السرد الذي برع فيه من قبل، ليضع لمسات تشويق تجسد الرعب ضمن سياق المغامرة، والمدهش في الرواية أنها تمثل أحداثاً غرائبية تعبر عن المكنونات البشرية وهي تواجه مصائر غامضة بأسلوب بليغ في السرد بما تقتضيه الأحداث، فقد اختار الكاتب سبعة شخوص تدور حولهم الرواية، ليذهب بعيداً في السرد عما يمكن أن يتوقعه القارئ لكيلا ينفرط عقد الأحداث في إبراز بؤرة معينة، فهو يتجاوز الزمن ويعبر بالشخوص بين الأمكنة، ويجعل المصائر معلقة، تهيم في ضجيجها وهي تفكر عن حل لكل هذه المعاناة التي تشكل مصير كل فرد بين الفصول، ليصل السرد بمتعته الحقيقية إلى مستوى عميق في بلورة رواية تنفذ إلى صميم الفانتازيا، فتنصهر حلقاتها في مدن عالمية يتحدث عنها الكاتب وفق الأحداث تؤكد ثراء ثقافته كونه يعلم الكثير عن تاريخها وأساطيرها وأسرارها الغامضة.

ويعكف علي في هذه الأيام على القراءة، حيث يواصل مطالعة الآداب المترجمة خصوصاً أنه مولع بالثقافة العالمية التي يدين لها بالفضل في تغذية خيالة وتنمية مهاراته في الكتابة، لذا لا يفوت الفرصة دون أن يقرأ كل يوم، ومن ثم يكتب أيضاً حيث يشعر بأن أعماله الروائية تصلح للتلفزيون أو السينما كونها تقترب من جوهر الإنسان وتلتحم بمشكلاته في سياقاتها المجتمعية الملهمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4y7e53pc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"