قالت، هايدي غاردنر، مستشارة القيادة في كلية الحقوق بجامعة هارفارد، إن التغييرات السريعة في سياسة «ميتا»، وتوجيهاتها الجديدة للموظفين بضرورة الدوام ثلاثة أيام على الأقل في المكتب أسبوعياً، من المرجح أن تسبب قدراً هائلاً من عدم الثقة بالمؤسسة وإدارتها، وقد ينعكس سلباً على الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ.
وكان عملاق التكنولوجيا قد أعلن في عام 2021 عن سياسة شاملة للعمل عن بعد، قبل أن يتراجع إلى جدول زمني «هجين» في يونيو/حزيران، لافتاً إلى أن القواعد الجديدة ستدخل حيز التنفيذ في الخامس من سبتمبر/أيلول المقبل.
ومن وجهة نظر غاردنر، تحتاج سياسة العودة إلى المكاتب في جميع أنحاء البلاد إلى إظهار أسباب مبررة أكثر، وعلى نطاق أوسع، خاصة عندما يعارض الموظفون أنفسهم ذلك الأمر.
وأضافت: «ربما يعاني شخص ما قلقاً اجتماعياً يؤثر في أدائه في بيئة المكتب، أو أنه يتعافى من صدمة أو غير قادر على التنقل إلى مكان العمل. لذا على الرؤساء التنفيذيين التفكير أكثر والنظر في سبب عدم حماس الموظفين للعودة إلى العمل من المكتب قبل اتخاذ القرارات».
مشكلة التعاطف
يقول الخبراء إن التعاطف، أو عدمه، أصبح مشكلة بالنسبة للرؤساء التنفيذيين في جميع أنحاء البلاد مع تحول أماكن العمل عن بروتوكولات عصر «كوفيد-19».
وبهذا الخصوص أضافت غاردنر: «يجب على القادة التأكد من أنهم يمارسون الشفافية، وأن تتطابق أفعالهم مع أقوالهم. فأن تكون جديراً بالثقة هو جزء أساسي من كونك قائداً، ولخلق هذه الثقة يتطلب الأمر تعاطفاً مع المرؤوسين».
بدوره أشار مدرب القيادة موريل ويلكنز في وقت سابق من هذا الشهر بأن القادة يريدون الآن تحقيق النتائج فقط ويهملون التعاطف، مبررين ذلك بالقول: «حسناً، إما أن تقود النتائج أو أن تكون متعاطفاً. لا أستطيع أن أفعل كلا الأمرين».
وبحسب غاردنر، فإن هذه العقلية القائمة على النتائج، والتي ربما تفاقمت بسبب سلسلة من عمليات تسريح العمال في صناعة التكنولوجيا بين أواخر عام 2022 ومنتصف عام 2023، تجعل من الصعب على الرؤساء أن يضعوا أنفسهم في مكان موظفيهم في الوقت الحالي.
وفي حالة «ميتا»، معلومٌ أن الشركة سرحت أكثر من 20 ألف موظف بين نوفمبر/تشرين الثاني 2022 ومايو/أيار 2023. وبعض هؤلاء تم إخطارهم بمجرد بريد إلكتروني، ما تسبب في حدوث شرخ آخر في جدار الثقة بين زوكربيرغ وموظفيه. (وكالات)
