عادي
صيفنا ثقافة

عمر العامري..كتابات تختزل تفاصيل ومشاهد الحياة

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين
عمر العامري

الشارقة: أشرف إبراهيم

بصيرة الأديب عمر العامري تختزل كثيراً من مشاهد الحياة، وهو ما جعل ذاكرته محتشدة بالخبرات، فهو أديب يمتلك أسلوباً خاصاً في كتابة القصة القصيرة والرواية، وينتمي إلى جيل الثمانينيات، وفي رصيده الإبداعي 9 مؤلفات متنوعة في عالم السرد: «مجرد حلم، ألوان الحب، من كل مكان قصة، حدث ذات شتاء، الحب لا يموت أبداً، آه لو تعلم، كان ذلك باختياري، لم تره عيناه، تراب فوق السحاب» ووصلت بعض مؤلفاته إلى قائمة الأكثر مبيعاً في كثير من معارض الكتب الدولية، ونالت إعجاب القرّاء، حيث يجمع في سرده المكثف بين الحكمة وقوة التأثير في التعبير عن الحب، والمشكلات الإنسانية، فتعمقت تجاربه بصورة لافتة في الساحة الأدبية، من خلال التراكمات المعرفية، والتأني في نشر أعماله التي أحدثت فارقاً إبداعياً، وهو ما يؤكد نجاحه في تكوين رؤية يصوغها بمشاعره الصادقة التي تستحق الإضاءة عليها، والكشف عن محتواها الجمالي.

تتميز كتابات العامري باشتمالها على رسائل اجتماعية وإنسانية يصوغها بأسلوب ممتع، فهو يدرك الوظائف الجمالية للسرد بتقنياته المتنوعة، وفي روايته الجديدة غير المنشورة التي تجمع بين جماليات التصوير والغوص في الحالات الوجدانية والفكر والفلسفة يقدم رؤية تبرز مهاراته في القص، فيعرض شخوصه بأبعادها الإنسانية، وسرده يعنى باكتشاف بواطن الإنسان في خيره وشره، وقد وضع عنواناً لها يؤكد هذا المنحى وهو «آسف لا تكفي» ويقع زمن الرواية في بداية الألفية التي نعيش في أعقابها الآن، لكنه يستحضر، بذكاء الراوي الخبير، كيف أن الخطأ الفادح لا تكفي بعده كلمة اعتذار، خاصة أنه ترتب على هذا الخطأ أحداث مؤلمة لبطلة الرواية لا يمكن مداواتها.

وفي روايته الثانية التي يعدها للنشر وتخير لها العنوان «سراب فوق السحاب»، يستحضر حالات نادرة من البشر تتفاوت قدراتهم في استيعاب الحياة بوجهها النضر، وهو ما يجعل بطل الرواية يقع في سلسلة طويلة من الإخفاقات، وكأنه يبحث عن سراب الماء الذي يتخايل له في كل المناطق التي تتسع فيها دائرة خيباته، وهنا تبرز قدرة الراوي في توهجه السردي، سرد قابل للهضم المعرفي والانقداح في أعماق النفس الإنسانية، باختزال مسافات عميقة من الخبرات الحياتية التي تجعله يتخير موضوعات ذات أثر في السرد بوجهها الحيوي المتدفق الراصد لإشكاليات تمور بها الحياة، فأسلوب العرض هو الذي يميز كاتباً عن آخر، فتستحق كتاباته التوغل في مضامينها وإيقاعاتها البصرية، خاصة أن العامري انتهى مؤخراً من كتابة سيناريو لإحدى رواياته «لم يخطر على البال» التي تمتلئ بمشاهدها الملونة وإيغالها في استحضار بواطن الأمكنة العابقة بسيرتها التاريخية والحضارية، فقد سافر الراوي إلى أكثر من 20 دولة من مختلف قارات العالم، ليكتشف أسرار المدن والعادات والتقاليد، وقد استطاع أن يُضفي إيقاعاً خاصاً على كتاباته التي تميزت بحضورها الشفيف في عالم السرد، ومدى قابليتها لدى القرّاء الذين يزدادون يوماً بعد آخر مع كل كتاب يصدره العامري.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/28cv854s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"