عادي

مصر.. براءة سيدة الشرقية من قتل طفلها وأكل جثته

13:39 مساء
قراءة دقيقتين

قضت محكمة جنايات الزقازيق في مصر، السبت، ببراءة سيدة الشرقية من تهمة قتلها ابنها، وأكل أجزاء من جثته بعد طهيها، في القضية التي شغلت الرأي العام خلال الفترة الماضية، وضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي.
 وأمرت المحكمة بإيداع هناء محمد حسن، مستشفى الأمراض النفسية والعصبية.
وقُدِّمَت المتهمة التي تقيم بقرية أبو شلبي بمركز فاقوس، إلى محكمة الجنايات، لما أسند إليها من تهمة ارتكابها جناية قتل ولدها الطفل البالغ من العمر خمس سنوات عمداً مع سبق الإصرار، بعد أن انتهت التحقيقات إلى عزمها على قتله خوفاً من أن يبعده عنها مطلِّقها، مدفوعةً برغبتها الدائمة في الاستئثار به، وتشبثها المستمر بحجبه عن الناس؛ إذ أعدت لقتله عصا فأس كانت بمسكنها، وأغلقت نوافذ المسكن، وانفردت به مستغلة اطمئنانه إليها، وسكونه في وجودها، فغافلته وانهالت على رأسه بضربات ثلاث فقتلته، ثم في سبيل محاولتها إخفاء آثار جريمتها قطعت جثمانه لأشلاء لإخفائه، وألقي القبض عليها قبل أن تدفنها.
وكانت النيابة العامة حريصة منذ بدء التحقيقات على تحري حقيقة بواعث المتهمة لقتل ولدها والتمثيل بجثمانه على نحو غير مسبوق لم يشهده المجتمع المصري من قبل، وكذا حرصت على تحري ما أثير منذ بدء التحقيقات حول سلامة قواها العقلية وشبهة اضطرابها نفسيّاً كسبب لارتكاب الجريمة، فانتهت بعد اتخاذها العديد من إجراءات التحقيق الدقيقة والمتواترة إلى ارتكابها الواقعة عن وعي وإدراك سليمين، مولعةً برغبة الاستحواذ عليه، ومنع مطلِّقها وذويه من الاختلاط به، أو ملاحقتها بحق رؤيته.
ولم تعتمد النيابة العامة في إقامة الدليل قبلها على إقراراتها التفصيلية بارتكاب الجريمة؛ بل استوثقت من صحة تلك الإقرارات وصحة إسناد الاتهام إليها من شهادة ستة عشر شاهداً، وما تبينته خلال معاينة مسرح الجريمة وما عثرت عليه فيه من بقايا جثمان القتيل وأدوات الجريمة وآثارها، وما ثبت بتقارير مصلحة الطب الشرعي التي أكدت نسبة الأشلاء إلى القاتلة وراثياً، ونسبة الدماء التي تم العثور عليها على ملابسها للقتيل، كما أثبتت جواز حدوث الواقعة على نحو ما اعترفت به المتهمة، وباستخدام الأدوات التي ضبطت، وكذا أثبتت التقارير عدم تعاطيها أي مواد مخدرة وخلو الأدوية المضبوطة بمسكنها مما يؤثر في الصحة النفسية أو العصبية.
وكان ما قطع بسلامة المتهمة عقليّاً ونفسيّاً وبمسؤوليتها عن ارتكاب الجريمة، ما ثبت بالتقرير الصادر عن إدارة الطب النفسي الشرعي للمجلس الإقليمي للصحة النفسية من أنها لا تعاني لا في وقت الفحص ولا وقت ارتكاب الجريمة، أي اضطراب نفسي أو عقلي يفقدها أو ينقصها الإدراك والاختيار ومعرفة الخطأ من الصواب والتمييز والحكم السليم على الأمور، ما يجعلها مسؤولة مسؤولية كاملة عن الجريمة التي ارتكبتها.
وبعد عدة جلسات، قررت محكمة جنايات الزقازيق في محافظة الشرقية برئاسة المستشار سلامة جاب الله رئيس المحكمة، حجز القضية لجلسة السبت، لتصدر المحكمة حكمها ببراءة المتهمة وإيداعها مستشفى الأمراض النفسية والعصبية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5edwv586

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"