دبي.. ملحمة خالدة

00:22 صباحا
قراءة 3 دقائق

محمد خليفة

يصنع التاريخ رجالاً، لكن الأبطال هم من يصنعون التاريخ، خاصة في الأوقات الحالكة، لهذا قيل قد يُنسى التاريخ، لكن من صنعوه لا يطويهم النسيان.

 لقد مرت منطقتنا العربية بفترات صعبة، إلى أن قيد الله لها رجلاً بحجم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، الذي انطلقت مسيرة النماء والخير على يديه، وصولاً إلى عقله وروحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي واصل السير الحثيث، على خطى والده، في تنفيذ الخطط الطموحة في البناء والتطوير، فنعمت دبي بالعديد من الإنجازات التي أثمرت نهضة علمية واقتصادية واجتماعية، وبرؤية تطويرية شاملة، بلغتها دبي، كمدينة عالمية بكل ما تحمل الكلمة من معان ومضامين.

 هذا النجاح وهذا التفوق الذي حققته دبي هو تتويج وصدى، لنجاح دولة الإمارات العربية المتحدة، ولقيادتها الحكيمة، منذ المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصولاً إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد.

 لقد سعت القيادة، منذ بدء عهد الاتحاد، إلى تسخير الثروة لتنمية إمارات الوطن، فكان توزيع الثروة أفقياً شمل كل إمارة وقرية على امتداد الوطن الغالي، ما أدى إلى حدوث هذه النهضة التي باتت تسترعي انتباه البشر في مختلف مناطق المعمورة. وحبا الله دولة الإمارات موقعاً جغرافياً مميزاً، حيث إنها تقع في قلب العالم، وبالتالي فهي قلب شرايين العالم الطبيعية من غرب العالم إلى شرقه ومن شماله إلى جنوبه.

إن عظمة الإمارات وقيادتها لا تتجلى فيما حباها الله من مكان، بل ما سعت إليه من مكانة استحقتها بجد واجتهاد، وعمل دؤوب، فقد تميزت دولة الإمارات بسياستها المتوازنة والمنسجمة مع القانون الدولي ومبادئ العلاقات بين الدول، ما جعلها محط احترام الجميع، وهذا ما نراه من تهافت مختلف الدول على بناء علاقات قوية معها، وبما يعود بالفائدة على مختلف الأطراف. وفي هذا الوضع المميز للدولة نمت دبي وتحولت خلال فترة قصيرة إلى مدينة عالمية، حيث إنها تحتضن بشراً من مختلف مناطق العالم، يتحدثون مجموعة واسعة من اللغات، ويتبادلون ثقافات متعددة في جو فريد من التسامح.

 ويعود هذا التنوع الكبير إلى أن المدينة تشهد نمواً اقتصادياً سريعاً بسبب التسهيلات الكثيرة التي تقدمها الحكومة، والتي جذبت المستثمرين ورؤوس الأموال والأفراد على السواء. وتم تصنيف دبي واحدة من أكثر المدن أمناً في العالم. وهي موطن لواحد من أكثر المطارات ازدحاماً، وواحدة من أكبر مراكز التسوق في العالم. وهي كلها أمور كفيلة بجذب البشر من كل مكان. وقد تفوقت دبي على مدن أخرى كثيرة من حيث عالميتها، حتى أصبح ذكر المدينة العالمية مقروناً مع مدينة دبي فقط. وفي خطوة تجسد تلك المكانة الكبيرة التي بلغتها هذه المدينة، فقد أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قانوناً ينص على أن يكون لدبي «شعار خاص بها، يعكس حضارتها وقيمها ومبادئها، ويحدد شكل الشعار، وفقاً للنموذج الملحق بالقانون، على أن يعتبر الشعار ملكاً لإمارة دبي، ومحمياً بموجب هذا القانون، والتشريعات السارية فيها».

ومن المؤكد أن الشعار الجديد، يمثل إضافة كبيرة لمكانة دبي، وعظمة إنجازها، وهو يعكس طيفها المتناغم وسط عالم مليء بالتناقضات. إلا أنها تبرز كقوة جذب لا مثيل لها في المنطقة، وهذا ما يمكن ملاحظته من خلال الشركاء الدوليين لها، فمنذ سنوات برزت الصين كأكبر شريك تجاري دولي لدبي، وكانت الهند ثانياً بين الشركاء التجاريين الرئيسيين لدبي، تليها الولايات المتحدة،. لقد حقق اقتصاد دبي، نمواً حقيقياً خلال العام الماضي بنسبة 4.4%، ليرتفع الناتج المحلي الإجمالي للإمارة بالأسعار الثابتة إلى 414.5 مليار درهم، مقارنة بالعام الذي سبقه، والذي بلغ فيه ناتج دبي المحلي زهاء 397.2 مليار درهم وبحسب بيانات حديثة صدرت عن «مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء» بهيئة دبي الرقمية، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لدبي بالأسعار الجارية بنسبة 10.7% إلى 464 مليار درهم. 

 إن هذا النجاح الاقتصادي لدبي، يعزز نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة، ويؤكد ريادتها، وهو، في نفس الوقت، انعكاس لرؤية القيادة الحكيمة لدولة الإمارات في أبوظبي التي ترسم الخطط، وتضع الاستراتيجيات، وتطور العلاقات الخارجية للدولة، كي يتدفق النمو الاقتصادي في ربوع الوطن.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4z38hb3m

عن الكاتب

إعلامي وكاتب إماراتي، يشغل منصب المستشار الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات. نشر عدداً من المؤلفات في القصة والرواية والتاريخ. وكان عضو اللجنة الدائمة للإعلام العربي في جامعة الدول العربية، وعضو المجموعة العربية والشرق أوسطية لعلوم الفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"