طموح سلطان من أبي الفنون

03:38 صباحا
قراءة 3 دقائق
تتوالى الأنشطة فيها يوماً بعد آخر، فلا تكاد تنتهي من عرس ثقافي إلا وتبدأ في عرس آخر، وهذا النشاط الفاعل أصبح سمة دائمة تتصف به، واتسعت خارطة الحديث عنها باتساع الجغرافيا التي استفادت من هذا الحراك بشكل أو بآخر، فأين ما تولي فثم اسمها الفاخر ووجهها الساحر، والجميل في هذا التوسع المكاني هو اتساع رقعة الثناء بين من استفاد أو تعامل أو سمع عنها، ولذلك نقول كما يقول المثل "امسكوا الخشب" وقولوا ما شاء الله حين تتحدثون عنها أو ترونها متألقة تدب في كل جزء منها الحيوية والنشاط، وتتجلى بثوب جديد لا يقل ألقاً عن سابقه .
الشارقة الباسمة تكمل ربع قرن على ولادة أبي الفنون فيها، هذا الذي ولد كبيراً لأنه نشأ وترعرع على يدي كبير كريم أولاه عناية أبوية واضحة، وهو منذ انطلاقته وحتى هذا اليوم أسهم في رفد الحركة المسرحية بالعديد من الأسماء في المجالات التي ترتبط بالمسرح مثل التمثيل والإخراج والكتابة، وما يصاحب هذا الحراك من عملية نقدية تسلط الضوء على الأعمال المقدمة بالتحليل والرؤية، وهو ما خلق مناخاً للتنافس على جوائز عدة حركت الراكد من الإبداع وجعلته يتفجر طاقات إبداعية نتج عنها مؤلفات عديدة بعضها تم نقله من بين الورق إلى خشبة المسرح .
أبو الفنون ضارب في التاريخ، وامتداده طويل جداً، وله دور كبير في المساهمة في التوثيق وترسيخ حضارة الشعوب، وعلى هذا المسرح تعرض ثقافات الأمم، فليست المسرحية وحدها من تتحدث بلسان مبين على تلك الخشبة، فالرقص والشعر والخطابة والقصة والرواية والدراما تجد متنفسها على خشبته، وربما تتجمع عناصر أدبية كثيرة في عمل واحد ليمسرح ويقدم للمتلقي، ولذلك يعرف المسرح بأنه "واحد من أشكال الفنون المختلفة ومكان للأداء والتمثيل، كما أنه المكان الذي يجسد أو يترجم القصص والنصوص الأدبية أمام المشاهدين وذلك باستخدام مزيج من الكلمات وبعض الإيماءات بالموسيقى والصوت على خشبته"، ولذلك، فإن إمارة الشارقة أعطت المسرح حقه وأهميته، وفعلت دوره على مدار العام، وتعددت فيها المهرجانات بتعدد المؤسسات والأماكن التي تختص بهذا الجانب، والتي تجد دعماً متواصلاً من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رعاه الله، فقد دعم الفرق المسرحية المحلية لرفع جاهزيتها في تقديم أعمال مميزة وهادفة، كما دعم سموه مهرجان الإمارات لمسرح الطفل مع غيرها من المؤسسات المرتبطة بالمسرح، وامتد هذا الدعم ليصل إلى دول كثيرة من خلال هيئة عربية مدت جسور التواصل مع الآخر لينتج عن هذا التواصل عملاً تراكمياً فتح الباب على مصراعيه للتواصل الإنساني والاجتماعي بين الشعوب، وأصبحت الشارقة حاضنة للعديد من الفعاليات، وخلال هذه الأيام فإن هذه الإمارة ستعيش أياماً أشبه بالعرس، يتجلى فيها المسرح بالعديد من العروض التي ستجمع الفرق من مناطق عديدة على خشبة واحدة تنظمها إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام لتؤكد شارقة سلطان بأن العمل المسرحي يحظى برعاية وعناية ومتابعة من قبل سموه حسب منهج واضح ورؤية سليمة تتطلع إلى تراكم ثقافي يدعم مسيرة بناء الإنسان بناء حضارياً ثقافياً يرتكز على هويته وموروثه وتاريخه العريق ليحقق طموح سموه من أبي الفنون لتفعيل دوره الحقيقي في المجتمع .

محمد عبدالله البريكي
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"