عادي

شعراء مغاربة: الشارقة حاضنة الإبداع العربي

19:29 مساء
قراءة 5 دقائق
عبد الله العويس ومحمد القصير في ختام مهرجان مراكش للشعر

اختتم مهرجان الشعر المغربي فعاليات الدورة الخامسة التي أقيمت تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ ونظمتها دار الشعر في مراكش بالتعاون مع دائرة الثقافة في الشارقة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، على مدى 3 أيام بمشاركة واسعة من شعراء ومثقفين ونقاد وفنانين، والذين أشادوا بدور الشارقة في احتضان الإبداع العربي.

حضر حفل الختام عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وعبد الحق ميفراني مدير دار الشعر في مراكش، وعدد كبير من الأكاديميين والطلاب والمهتمين بالشعر.

وشرّع المهرجان، خلال أيامه الثلاثة المميزة، أبوابه للمبدعين القادمين من مختلف المدن المغربية، لتصبح مراكش عاصمة الشعر المغربي خلال فترة المهرجان حيث شهدت زخماً شعرياً لافتاً لأكثر من 40 مبدعاً مغربياً..

وتنقّل المهرجان بين مؤسسات ثقافية وأكاديمية ومناطق داخل مدينة مراكش، محتفياً بالقصيدة ومبدعيها، وسط حضور كبير يؤكد أهمية الحدث الشعري.

*200 طفل

شهد اليوم الختامي جلسة شعرية صباحية شارك فيها الشعراء: زينة بوحيا، ومبارك لعباني، وزينة بوظهير، وحمزة العمري.

وقد احتشدت قاعة القراءات الشعرية بأكثر من مئتي طفل ويافع وشاب كانوا قد شاركوا في دورات الكتابة الشعرية ودراسة علم العروض خلال عام كامل، وقد قام عبد الله العويس ومحمد القصير بتكريمهم وتسليمهم شهادات المشاركة تشجيعاً لهم.

وكان لهذا الحضور الكثيف من قبل الطلبة والمهتمين إضافة مهمة للمهرجان، وشكّل فرصة لاجتماع أجيال شعرية متنوعة في مكان واحد.

وفي الأمسية الشعرية من اليوم نفسه في حديقة «مولاي عبد السلام»، شارك الشعراء: جميلة شكير، وثريا القاضي، ومحمد حمودان، وعبد اللطيف السخيري، وهو أحد الفائزين بجائزة الشارقة للإبداع العربي- الإصدار الأول، في دورة سابقة.

*ندوة نقدية

شهد ثاني أيام المهرجان ندوة نقدية بعنوان «الشعر المغربي وإبدالات النقد والترجمة»، بمشاركة الباحثين: د. محمد عيناق، ود. عبد العزيز الحويدق، ود. فاطمة الزهراء ورّاح، وأقيمت في كلية اللغة العربية في مراكش، وحضرها عدد كبير من الأكاديميين والطلاب وجمهور المهرجان.

وقدّمت د. الزهراء ورقة بعنوان «الشعر وإبدالات اللغة»، وأبرزت أن النص الشعري يجب أن يطرح وجوده كسؤال، مضيفة أن هذا السؤال هو الذي يتخذه النقد موضوعاً له مما يجعل مسار النقد مساراً قلقاً، ولعل مبعث قلقه هو ما يطرحه النص الشعري كوجود خاص في بنيته المرتبطة بالمرجع الخاص، فالنقد مطالب بتوصيف كيفية بناء النسيج النصي وبحث خصوصيته الفنية.

وتناول د. محمد عيناق ورقة بعنوان «ظاهرة الشعر العمودي والأشكال الجديدة»، وقدّم جملة من العناوين ركّزت على إبراز الفروقات بين أشكال الشعر، وأشار في البداية إلى أن الشكل القديم هو الأصل والأساس، وهو تراث فني إنساني.

وأضاف أن التجديد يجب أن يروم ما يلائم النفس الإنسانية من جميع نواحيها المتعددة في كل زمان ومكان، وركّز على أن الشكل لم يكن أبداً مقياساً وحيداً لتمييز الشعر.

وجاءت ورقة د. عبد العزيز الحويدق بعنوان «العلاقة بين الشعر والنقد»، واستعاد فيها بداية النقد العربي القديم، انطلاقاً من محطات بارزة تعكس تلك التفصيلات التي تُبين عن هذه العلاقة الجدلية بين الخطاب الإبداعي والخطاب النقدي الواصف.

وكان اليوم الثاني تضمن قراءات شعرية شارك فيها الشعراء: مصطفى ملح، وعبد العظيم حيداوي، وحسن بولهويشات، ودامي عمر، وحمزة الخازوم، ونزار كربوط، وفاطمة حاسي، وسعيد الباز.

*شهادات

أكّد شعراء ونقاد وباحثون مشاركون في المهرجان أن الشارقة غدت حاضنة للإبداع من خلال أنشطة دائرة الثقافة الفاعلة في الوطن العربي، مثمّنين الدور الفاعل الذي تشكّله دار الشعر في مراكش على المستوى المحلي والعربي.

وقال الشاعر والناقد عبد اللطيف السخيري: «إن الدورة الخامسة من المهرجان، بالنسبة لي، عنوان على إصرار دار الشعر بمراكش على لم شمل كل الواعين بمكانة الشعر في ترسيخ إنسانية الإنسان».

واعتبرت الناقدة فاطمة الزهراء أن الدورة الخامسة من المهرجان تشكل ملتقى لفعاليات ثقافية منتجة لكل ما يرتبط بالشعر على مستوى الإبداع والنقد الذي يشكل نشاطاً فكرياً ينتج معرفة بالنص، وأشارت إلى أن دار الشعر قامت بدور ريادي بتنوع الأنشطة، مما أضفى تنوعاً فكرياً وإبداعياً على الساحة النقدية بمراكش والمغرب بشكل عام.

وقال الشاعر محمد مستاوي إن «الفضل الثقافي اليوم يرجع إلى الشارقة، لأن مشروعها ينتقل إلى كافة أنحاء الوطن العربي، لرعاية الشعر هنا وهناك، لذا هنيئاً للشارقة إذ تسخّر كافية الإمكانيات للتشجيع على الثقافة العربية التي هي بأمس الحاجة اليوم إلى مثل هذه السواعد».

واعتبر مستاوي أن الثقافة، في ظل هذه الرعاية الواسعة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تُجمّع أبناء العالم العربي، وتمنح دفعة للأدب والإبداع العربي..

وقالت الشاعرة نجاة الزبير: «إن دار الشعر في مراكش فتحت حدائقها، فكان مطرها الربيعي فاتحة خير على الثقافة المغربية، وأصبح ديوان الشعر المغربي عبر هذه السنوات، كبيراً تقلب صفحاته فتجد العديد من الأبواب التي كلما فتحت واحداً أسرك الآخر بتميزه».

وأشارت إلى أن الشارقة وطن لكل من يبحث عن الحرف متدثراً بلحاف الكتابة، تفتح عوالمها الإنسانية من خلال تلاقح كل الثقافات، فكانت مرآة عكست قيمها الأصيلة التي جعلت المثقف العربي فخوراً بلغته وإنجازاته، مؤكدة في الوقت أنها إحدى أهم اللبنات الأساسية في جدار الحضارة العربية.

وقال الشاعر نجيب خداري: «لا شك في أن دار الشعر في مراكش نجحت في بث روح جديدة في المشهد الشعري المغربي بمختلف خصوصياته وأجياله، وفي خلق حوار ثري عميق، وقد قدم المهرجان من خلال نسخه الخمس تتويجاً سنوياً لجهود الدار في تكريم رواد القصيدة المغربية، وفي تنشئة طفولة مغربية تبتهج بالشعر وتتنافس على إبداعه».

وأشارت الشاعرة حليمة الإسماعيلي إلى أن دار الشعر في مراكش قامت بدور فعال في تعزيز الشعر المغربي، كما قدمت الفرصة للشعراء لتقديم أعمالهم والتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من خلال احتضان الكثير من التجارب المختلفة في العديد من الفعاليات..

الباحث محمد عيناق قال: «إن ما تقوم به دار الشعر في مراكش عمل جبار بكل المقاييس، وما تقوم به الشارقة في هذا المجال عمل مشكور شجع عدداً من المبدعين على الاستمرار في الإبداع الراقي الهادف وفتح المجال لأسماء شابة واعدة لشق طريقها في المجال الثقافي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4e983cub

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"