إسرائيل.. وثروات غزة

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

تتكشف تباعاً الحلقات المتشابكة لخطة إفراغ غزة من أهلها، بداية من حلقة التهجير القسري إلى سيناء، وأهدافه الحقيقية، ثم أطلت علينا الحلقة الحاضرة مدوية بما حملته من حقائق حرصت إسرائيل على إسدال ستار ثقيل عليها. ففي يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت البروفيسورة راشيل رونالد تقريراً موثقاً تحت عنوان «الكل يريدون غاز غزة»، وقالت: في الوقت الذي تهطل فيه القنابل كالمطر على الفلسطينيين في غزة، فإن العمل يجري على قدم وساق لجني الأرباح التي هي من حق أهالي غزة، لكن إسرائيل تقتنصها وتعمل متعمدة على إفقار أصحابها، في أخطر عملية نهب لثروات أهالي غزة.

البروفيسورة راشيل رونالد أستاذة بجامعات في فرنسا، وتعمل أيضاً صحفية متخصصة في تقصي الجوانب غير المعلنة في الشؤون الدولية، بما في ذلك مصادر الطاقة في العالم، والاستغلال غير القانوني لثروات الشعوب.

تقول، إن إسرائيل أعطت ل 6 شركات أوروبية وأمريكية، تصريحاً بالتنقيب عن الغاز في ساحل غزة على البحر المتوسط، واستغلال مصادر تقدر قيمتها ب 524 بليون دولار من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأشارت إلى التقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة، وتساءلت فيه عن أحقية إسرائيل في استغلال ثروات مملوكة للفلسطينيين تحت الاحتلال، وهو التقرير الذي اعتبر تصرف إسرائيل جريمة حرب.

من ناحية أخرى تسربت معلومات لدى مؤسسة The Gleaner وهي منظمة نشطة في مجال الإعلام، وجاءت تحت عنوان «غزة تتمتع بثراء بترولي تزيد قيمته على 525 مليار دولار، وبكميات من الغاز الطبيعي قيمتها 122 تريليون قدم مكعبة»، حسب تقرير الأمم المتحدة.

تضيف إلى ذلك الدكتورة راشيل رونالد في دراستها، أن موارد الغاز تقع الآن تحت سيطرة حكومة إسرائيل، وهو وضع غير قانوني، وكان مقرراً أن تكون موارد الغاز والبترول في حال اكتشافها، تحت سيطرة السلطة الفلسطينية بمقتضى اتفاقات أوسلو لعام 1993.

هنا تقول البروفيسورة راشيل رونالد: منذ غزو إسرائيل لغزة عام 2008 وسيطرتها على منابع الغاز، وهي ترتب للسطو على قطاع غزة بأكمله، مع التخلص من سكانها ووضع خطط لتهجيرهم خارجها.

وتقول الدراسة، إن أمريكا قد تكون في البداية شريكاً في خطة التهجير القسري لمليونين من سكان غزة، ودفعهم نحو مصر، إلا أنها تراجعت عن موقفها هذا أمام تشدد مصر في عدم السماح بأي اقتحام لسيناء، عن طريق دفع أهالي غزة قسراً نحو مصر.

يقول جوناثان كوك، الصحفي البريطاني المتخصص في المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية، والذي أقام في إسرائيل عشرين عاماً، ومؤلف كتاب «إسرائيل وصدام الحضارات»: إن نتنياهو يسير على نفس عقيدة إسرائيلية قديمة للاستيطان الاستعماري الذي يحل محل الفلسطينيين في أرضهم، وإن هذا الهدف مرتبط من البداية بوضع عيونهم على سيناء لدفع سكان غزة للهجرة إليها دون إرادتهم.

إن ممارسات إسرائيل في هذا الاتجاه، تدور كلها في حلقة واحدة، تبدأ بمسار سياسي طويل المدى مرسوم ومحسوب لإخضاع فلسطين بجميع أراضيها للدولة اليهودية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc5vz3ar

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"