الحضن الكبير

03:36 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

لأنها أرض الإمارات، ولأنها الحضن الكبير، التي تحتضن أبناءها، بكل الحب والمودة، ومن يعيش في كنفها، ويحيا على ترابها، الحضن الدافئ، الذي تتسع مساحته للجميع، وبوابة الأمل، وهكذا تعودنا من أرض التسامح، حين يغدق الخير، ويعطى من أهل العطاء، ومن القيادة الحكيمة، بعد ذلك التوجيه السامي، والقرار التاريخي، لصاحب السمو، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بالسماح لأبناء المواطنات، وحاملي الجوازات، التي خلاصات قيدها تحت الإجراء، بالمشاركة في المسابقات الرياضية الرسمية، إضافة إلى مواليد الدولة، وعدم اشتراط جنسية الدولة، لمشاركتهم في تلك المسابقات.
حين تستمع إلى أحد إداريي لعبة جماعية، عن ذلك الموهوب اللافت، حين اجتاز 18 عاماً، ارتاد الشوارع، لأنه لا يسمح له بالمشاركة، فكم من المواهب الفريدة، من أبناء المواطنات، على وجه الخصوص، تسربت وغادرت الملاعب، وهجرت جدران الأندية، لأنها لم تحلم بفرصة المشاركة والاستمرار، في مواصلة النشاط الرياضي، وبات أكثر المتضررين من فئة الشباب، وكم من الأندية قلصت ألعابها الجماعية، بل ماتت سريرياً، وتقلص معها أعداد الممارسين، وأضحت صالاتها مهجورة، وأبوابها موصدة، لأنها فقدت بريق المنافسة، فابتعد محبوها وعاشقوها، وكم من المنتخبات، لم تستثمر هذا الرصيد والزاد البشري، فكان مآلها وشعارها على الدوام، الحضور في المنافسات، من أجل المشاركة فقط، وأصبح هذا القرار، ممر العبور لهم ولنا، وتوسيع قاعدة الاختيار.
إن هذا القرار، هو الاستثمار الحقيقي، وبوابة الأمل للمستقبل، نحو آفاق وتطلعات جديدة، في الرياضة الإماراتية، قرار يقودنا، نحو رؤية مستقبلية طموحة، ونظرة واسعة وأشمل، أمام الرياضيين الممارسين، ننطلق منه إلى مسار ومنحى جديد، بتوفير مزيد من الفرص، لاكتشاف وصقل المواهب الشابة، والتي ستعود بالإيجاب، على النواحي الفنية، بالارتقاء وإنعاش الحركة الرياضية، بزيادة عدد الفرق المنافسة، وزيادة أعداد الممارسين، وبالحضور الجماهيري الذي نفتقده.
قطاع الشباب هو الكيان الأبرز، الذي تقوم عليه الدول والمجتمعات، لذا أتت عدة قرارات رئاسية مؤخراً، تعزز هذا المفهوم، وتؤكد على الاهتمام الكبير، الذي توليه الدولة بالشباب، بدءاً من وجود وزارة مستقلة، والعمل على تشكيل أول هيئة مستقلة للرياضة أيضاً، والذي نتمناه من ذلك، هو النهوض بالأداء والناتج الرياضي، وأن تحظى المرحلة القادمة، بإحداث نقلة نوعية، في جميع المؤسسات، والكيانات الرياضية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"