عادي

«وقف الأم».. تطور نوعي في مسيرة الحملات الخيرية والإنسانية خلال رمضان

15:01 مساء
قراءة 5 دقائق
«وقف الأم».. تطور نوعي في مسيرة الحملات الخيرية والإنسانية خلال رمضان

دبي: «الخليج»

تستكمل حملة «وقف الأم»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتكريم الأمهات بإنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لتوفير التعليم لملايين الأفراد في العالم، سلسلة إنجازات الحملات الخيرية السابقة التي أُطلقت في شهر رمضان الكريم بتوجيهات من سموه، وحظيت بتفاعل كبير من مجتمع الإمارات وحققت نجاحات فاقت مستهدفاتها، من حيث حجم المساهمات المالية وعدد المستفيدين منها.

وتمثل الحملة تطوراً نوعياً في مسيرة الحملات الخيرية الرمضانية من حيث الأهداف وتلمس احتياجات المجتمعات الأقل حظاً في العالم، بتجاوز المنظور التقليدي المرتبط بالحاجات الأساسية المتمثلة في المأكل والملبس والمسكن والدواء، ليشمل التعليم كونه عنصراً أساسياً لا يقل أهمية عن تلك العناصر.

تستهدف «وقف الأم» تكريم الأمهات بإتاحة الفرصة لكل شخص للتبرع باسم والدته في «وقف الأم»، كما تهدف إلى دعم الأفراد، تعليماً وتأهيلاً، في المجتمعات الأقل حظاً، بدعم العملية التعليمية، ضمن مختلف المستويات الدراسية والمهنية والتأهيلية، ما يوفر فرصاً مستدامة لتحسين جودة حياتهم، والارتقاء بواقعهم، ويسهم في تمكينهم وإعدادهم لأسواق العمل، ما ينعكس على تحقيق الاستقرار في مجتمعاتهم وتفعيل عجلة التنمية والتطوير في شتى المجالات، ببناء وتأهيل قوى عاملة منتجة.

كما تسعى الحملة إلى ترسيخ قيم بر الوالدين والمودّة والتراحم والتكافل بين أفراد المجتمع، وإبراز دور الأم في توفير مناخ أسري مشجّع وداعم لتعليم الأبناء، وتعزيز موقع الإمارات في العمل الخيري والإنساني، بتوفير وقف مستدام يضمن توفير فرص للتعليم والتمكين للفئات الأقل حظاً أو تلك التي تفتقر إلى إمكانية الوصول إلى الموارد اللازمة، في مختلف أنحاء العالم.

ويذهب ريع «وقف الأم» لدعم تعليم الملايين، ومنحهم الأدوات والمهارات اللازمة لتكوين حياة مستقلة تصون كرامتهم وتضمن لهم العيش الكريم.

ويستهدف مساعدة كل إنسان يسعى إلى تلقّي التأهيل العلمي والمعرفي والتدريب المهني الموجه في المجتمعات الأقل حظاً، لتمكينه بالأدوات والمهارات المعرفية والعملية اللازمة التي تساعده في دخول سوق العمل، قيمةً نوعيةً مضافةً لنفسه ولمجتمعه، بما يسهم في تحقيق حياة كريمة له ولمن حوله، وبما يعمل على تعزيز الاستقرار وتدعيم منظومة الرفاه المجتمعي.

رمز البذل والعطاء

وتأتي الحملة انطلاقاً من حقيقة أساسية تتمثل في أن الأم هي المدرسة الأولى في الحياة، والتي تبني الأجيال وتزود أبناءها بالمعارف الجوهرية التي يحتاج إليها الإنسان في حياته. كما أنها أساس الأسرة، وأساس المجتمع، ورمز البذل والعطاء، والملهم الأول لقيم الخير والإنسانية، وتحفيز أبنائها على طلب العلم ومساعدة الآخرين، حيث يمثل الصندوق الوقفي صدقة جارية عن الأمهات.

وتستهدف الحملة تطوير مفهوم الوقف الخيري، بالتركيز على تمكين الأفراد والفئات الأكثر احتياجاً، عبر توفير فرص لتعليمهم وتأهيلهم، وتطوير إمكاناتهم ومهاراتهم، وإعادة إحياء الوقف أداةً تنمويةً للمجتمعات، بما يضمن استدامة العطاء والخير، ويسهم في الجهود العالمية لتعزيز أهداف التنمية المستدامة.

مبادرات نوعية

وتأتي الحملة انطلاقاً من إدراك القيادة الرشيدة، لدور التعليم في تقدم الشعوب وتطور الأمم ونهضتها، ولذلك أطلقت الدولة مبادرات عدة لنشر التعليم في المجتمعات الأقل حظاً في العالم، وتعليم طلابها بأفضل السبل، وتقديم مستلزمات ضرورية للأطفال من المواد التعليمية والبرامج الاجتماعية، فضلاً عن بناء المدارس وتجهيزها، ودعم قدرات أعضاء هيئة التدريس.

وتعمل دولة الإمارات على توفير جميع الإمكانات لضمان حق التعليم للأطفال ودعم تعليم النساء والفتيات في المجتمعات الأكثر احتياجاً، لدعم الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأجندة الدولية 2030، وهو ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع.

وترسخ الحملة التي تنضوي تحت مظلة مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، المكانة الرائدة لدولة الإمارات في العمل الإنساني إقليمياً ودولياً، وتبرز الوجه الحضاري للمجتمع الإماراتي الداعم لكل مبادرة تهدف إلى مساعدة الآخرين من دون تمييز.

إقبال واسع

وتشكل الحملة استكمالاً لسلسلة المبادرات الخيرية التي أطلقت خلال شهر رمضان الكريم في الأعوام الماضية، ومنها حملات إطعام الطعام التي شارك فيها مختلف أطياف المجتمع، وجاءت نتائجها متخطية المستهدف لها، بداية بحملة 10 ملايين وجبة التي أطلقت في رمضان 2020 أول وأكبر حراك مجتمعي تضامني لتوفير الدعم الغذائي للمتضررين داخل الدولة من تداعيات أزمة «كورونا»، وحملة 100 مليون وجبة التي أطلقت في رمضان 2021 أكبر حملة إقليمية لتقديم الدعم الغذائي للمحتاجين في 20 دولة في المنطقة العربية وقارتي إفريقيا وآسيا، مروراً بحملة مليار وجبة التي أطلقت في رمضان 2022 أضخم حملة من نوعها إقليمياً بهدف توفير مليار وجبة في 50 دولة، بما يعزز مساهمة الإمارات النوعية في الجهد العالمي للقضاء على الجوع، وصولاً إلى حملة وقف المليار وجبة في رمضان 2023، لتدشين أكبر صندوق وقفي لإطعام الطعام باستدامة.

وسجلت حملة «10 ملايين وجبة» مساهمات فاقت 15.3 مليون وجبة، أتت من الأفراد، مواطنين ومقيمين من 115 جنسية، ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص.

وشكلت الحملة نموذجاً عالمياً لسرعة الاستجابة لجائحة «كورونا»، وأحدثت حراكاً وطنياً شاملاً وتضامناً مجتمعياً متكاملاً لتوفير الدعم الغذائي العاجل للمتضررين من تداعيات الأزمة الصحية العالمية. وحازت في فكرتها وتصميمها وتنفيذها تثمين جوائز دولية مرموقة متخصصة في تكريم المبادرات الأكثر تأثيراً حول العالم، حيث حصدت 6 جوائز من «كريستا العالمية» و5  من «شورتي للنفع الاجتماعي».

وتعد حملة 100 مليون وجبة، التي أطلقت في رمضان 2021، امتداداً لحملة 10 ملايين وجبة، وشهدت انتقالاً من نطاق المحلية إلى العالمية، حيث أرسلت دعوة مفتوحة للأفراد والمؤسسات والشركات داخل دولة الإمارات وخارجها، للمساهمة في توفير الدعم الغذائي للفئات الأقل دخلاً في عشرات المجتمعات.

ونجحت في مضاعفة عدد الوجبات التي وزعتها لتصل إلى ما يعادل 220 مليون وجبة وزّعت على 30 دولة، في 4 قارات، بتبرعات 385 ألف متبرع من 51 جنسية، وعدد كبير من المؤسسات والشركات.

وشكلت حملة «مليار وجبة»، التي أطلقت في رمضان 2022، أكبر مبادرة إنسانية وخيرية في المنطقة، لتوفير الدعم الغذائي للفئات الأقل حظاً من الأفراد والأسر والنساء والأطفال، في إطار نهج شمولية العمل الإنساني الذي تتبعه دولة الإمارات بتقديم المساعدة والعون لمن هم بحاجة لهما في كل المجتمعات، وكانت مليار رسالة أمل من الإمارات إلى العالم.

وحققت «مليار وجبة» أهدافها خلال أقل من شهر من 320.868 متبرعاً أسهموا في توفير الدعم الغذائي في 50 دولة، إلى جانب تدفق المساهمات من الأفراد والشركات ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص ورجال الأعمال ورواد العمل الخيري والإنساني في الإمارات.

وشهدت «وقف المليار وجبة»، التي أطلقت في رمضان 2023، إقبالاً مجتمعياً واسعاً، وتسابقاً على فعل الخير للمساهمة في توفير الغذاء للفئات الأقل حظاً في العالم، بما يعبّر عن القيم النبيلة الراسخة في مجتمع الإمارات، حيث نجحت في جمع مليار و75 مليون درهم مع نهاية رمضان الماضي. كما استقبلت أراضي عقارية، وأسهم شركات، ومبالغ نقدية، من الشركات والأفراد، واشتراكات بمبالغ يومية من آلاف الأفراد في المجتمع.

وتعمل «وقف المليار وجبة» على إيجاد حلول مستدامة للتصدي للجوع وأسبابه واحتواء تداعياته، وتنفيذ برامج ومشاريع ومبادرات موجّهة، ضمن خطط منهجية ومستهدفات محددة لمكافحة الجوع ومساندة الفئات الأكثر هشاشة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2dkynnex

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"