عادي
يمتلك رصيداً حافلاً من الجوائز والابتكارات

المخترع الصغير

23:04 مساء
قراءة 4 دقائق
Video Url
المخترع مع أسرته

حوار: مها عادل

نجح المخترع الإماراتي الصغير علي حميد اللوغاني، في لفت الأنظار إليه خلال سنوات عمره التي لم تتجاوز 13 عاماً، من خلال تميزه في مجال الابتكارات والاختراعات التي تمثل إضافة جيدة للمجتمع بكل فئاته، حيث يستوحي أفكار اختراعاته من الاحتياجات اليومية للأشخاص من خلال مواهبه في البرمجة والابتكار وتصميم الاختراعات بأفكار مميزة وفريدة قي خدمة ذوي الإعاقة والبيئة وكبار السن والأطفال وغيرهم لتحسين حياتهم، وهي التصميمات التي أهّلته للفوز في مسابقات محلية وعربية ودولية عدة.

اكتشف والدا علي ما يتمتع به ابنهما من قدرات ومهارات في مرحلة مبكرة، ما حفزهما على توجيهه، حيث انتسب لمراكز الطفل بالشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن، وبدأ رحلته التي استمرت لأكثر من 6 سنوات من التدريب والتعليم وشحذ المهارات واكتشاف القدرات والمواهب وتنميتها، بداية من التعرف إلى ماهية الألعاب الإلكترونية، وإعادة تدويرها، وصولاً لتنفيذ اختراعات بسيطة تحولت مع مرور الوقت إلى إنجازات تعود بالنفع على المجتمع وتزيد من حماسه لمزيد من التحقق والنجاح وخدمة بلاده.

ويحدثنا المخترع الصغير علي اللوغاني عن أهم عوامل النجاح بحياته ويقول: «رزقني الله بعائلة داعمة محبة لم تتوان يوماً عن رعايتي وتشجيعي، وأحب أن أتوجه لهم بالشكر، وأقول: أنتم تاج رأسي ونور عيوني، فعقب اكتشاف أمي وأبي لموهبتي اهتما برعايتي، وكان انضمامي إلى مراكز الطفل وأنا في عمر 8 سنوات سبباً في تطوير مهاراتي، فمؤسسة ربع قرن تلعب دوراً كبيراً في صقل وتطوير مهارات الأطفال والناشئين، وحالياً بعد أن أتممت 13 عاماً انضممت إلى الناشئة، إلى جانب عضويتي في نادي الإمارات العلمي بدبي منذ أربع سنوات، وأمارس الرياضة في نادي البطائح الثقافي، وعضو في مؤسسة فن، وكل هذه المؤسسات والمدربين والمعلمين ساهموا في دعمي لتحقيق العديد من الإنجازات. و أنا لا أبحث عن النجاح والتميز فقط، بل أريد أن أثبت للعالم أن أبناء الإمارات قادرون بفضل شيوخنا وقيادتنا أن نصل للقمة».

في الملتقى العلمي الآسيوي في دبي 2022

وعن دور الأسرة يقول علي: «لا أخفيكم أن تنفيذ المشاريع والابتكارات والسفر للمشاركة في البطولات تحتاج إلى دعم مادي فكنت عندما أطرح على أسرتي فكرة جديدة، وعن تكاليف المواد، أجد دعماً مادياً بلا حدود، ولهذا أتمنى أن أستطيع أن أرد لهم الجميل، وأتمنى أن يحظى كل طفل موهوب بأم وأب مثل والديّ، فيجب على كل أب وأم أن يؤمنوا بأفكار أبنائهم ويستمعوا لهم، ففي كل بيت أطفال مبدعون، كل طفل داخله قصة وموهبة تحتاج إلى دعم في بداية الأمر قد يوجد صعوبات، ولكن طعم الإنجاز والنجاح لا مثيل له، لهذا اخترت أن تكون أمي مديرة أعمالي وهي من يوجّهني وينظم وقتي وأبي هو الممول الرسمي لمشروعاتي والداعم المالي ورفيق دربي ومستشاري».

ويتابع: «أنا فخور بكل ابتكاراتي، بداية من اختراع الدراجة التي تحول الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية والكرسي المتحرك لأصحاب الهمم، والفرن الذكي والمكتبة الذكية والسلحفاة المنقذة والدكتور روبوت والمحطة المستدامة لأن كل ابتكار حققت به إنجازاً أعتز به، وطموحي أن أبرع في مجال البرمجة وأصبح سفيراً للذكاء الاصطناعي، كما سعدت بحصولي مؤخراً على جائزة سفير التواصل الاجتماعي، وأعتبرها وساماً على صدري، وفخور أن أكون سفيراً لأبناء دولتي وملهماً لكل طفل وأنشر كل ما هو مفيد على وسائل التواصل».

شغف بالمعرفة

تقول شيخة النقبي، والدة المخترع الصغير، الحاصلة علي دبلومات مهنية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف في التوجيه الأسري والسياحة ودبلوم مشرفات الحضانات: «اكتشفت موهبة علي في سنّ مبكرة بسبب ما لاحظته من فضول لديه وشغف بالمعرفة، ما جعله يكتشف آلية عمل الألعاب وتفكيكها وتركيبها وكان يحرص على مشاركة والده وهو يقوم بتوصيل الإضاءات والكهرباء وإصلاح الأعطال بالمنزل، ومن هنا لاحظت موهبته وحرصت على توفير الرعاية اللازمة لها».

وتشير إلى أن ابنها أبدى منذ عمر لم يتجاوز السادسة، شغفاً واضحاً بالألعاب الإلكترونية والتعرف إلى مكوناتها، فانضم أول الأمر إلى مخيم «أدنوك» لحل الأكواد البسيطة والألعاب الإلكترونية.

وتضيف: «بعد اكتشافنا لموهبته ألحقناه بمراكز الطفل بمؤسسة ربع قرن، التي غيرت حياته للأبد وصقلت مواهبه في عدة مجالات حتي اكتشف ميله الحقيقي بمجال البرمجة والابتكار والروبوتات ليبدأ في التزود بالخبرة والتدريب معهم، هذه الخبرة التي أهلته لاختراع مجموعة مميزة من الاختراعات». وتتابع: «قبل أعوام، أتيحت لعلي فرصة اللقاء بعدد من أعضاء نادي الإمارات العلمي، لمناقشة بعض الأفكار التي طرحها وحولها إلى اختراعات مثل (الحصالة الذكية)، و(الفرن الذكي) الذي يعمل بتقنية البصمة، وينبه الأهل في حال محاولة الأطفال تشغيله أو العبث به، لتفادي الحوادث المنزلية. كما اخترع علي (القفاز الذكي) الذي نال عنه الميدالية الذهبية في المسابقات الافتراضية للابتكارات والاختراعات الدولية للشباب في إندونيسيا، ليعود بالفائدة على فئة كبار السن وأصحاب الهمم من خلال إرساله إشارات إلكترونية للكرسي لتحريكه بتقنية (البلوتوث)، باتجاه الشخص الذي يطلبه من دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين، ثم توالت الابتكارات حتى نجح في اختراع «دكتور روبوت/ الطبيب الآلي»، وهو عبارة عن مجسم إلكتروني، استلهم فكرته من مبادرة «طبيب لكل مواطن»، وذلك أثناء فترة انتشار جائحة «كوفيد-19» والحاجة العامة إلى تخفيف نزلاء المستشفيات، لتقليل انتشار الفيروس حينها وخسارة الأرواح».

ويقول حمد اللوغاني والد المخترع الصغير: «فخور بإنجازات علي، وأشكر الله على هذه النعمة الكبيرة، حيث إنه لم يعد يمثل أسرته فقط، بل يمثل دولتنا الحبيبة، وأشعر بسعادة غامرة في كل مرة أحضر معه وهو يستقبل التكريمات والجوائز وفي كل مرة أرى فيها الإشادة بتميزه». ويضيف: «أنصح كل أولياء الأمور أن يكونوا على مقربة ومعرفة جيدة بأبنائهم ويبذلوا الجهد ليساعدوهم في تحديد أهدافهم وتطوير مهاراتهم واستغلال وقتهم بشكل مفيد ومثمر، والاستفادة من المؤسسات المختلفة التي توفرها لنا الدولة لتطوير قدرات أبنائنا وتحسين حياتهم، مثل مؤسسة ربع قرن».

مواهب قيادية

قاد علي اللوغاني فريق أجيال الشارقة التطوعي، ويتبوأ منصب النائب الثاني في شورى أطفال الشارقة، ونائب رئيس مجلس الطلبة لعام 2023، كما يحفل سجله بمشاركات وعضويات في مؤسسات مجتمعية وهيئات راعية عدة،

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yp6hy5ab

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"