عادي

باقة ضوء

22:49 مساء
قراءة دقيقتين
1

ماذا سيكون جوابك لربك؟
استوقف عمرَ بن الخطاب، رضي الله عنه، أثناء تفقّده للرعية بكاءُ طفل منبعث من دار كان يمر قربها، فظن أن الطفل يبكي لأنه استيقظ للتو من نومه، وظل عمر واقفاً في مكانه منتظراً أن يكف الطفل عن بكائه حتى يستكمل جولته التفقدية، إلا أن الطفل استمر في البكاء، الأمر الذي دفع عمر إلى أن يطرق الباب، ولما فتحته ربة البيت قال لها: يا أم الطفل، قد آلمني بكاء الطفل، وإني لفي معونتك. وبعد أن شكرته على مروءته قالت: إن عمر لم يفرض للأطفال نصيباً في بيت المال إلا حين يفطمون، لهذا فقد فطمت طفلي لشدة حاجتنا وفقرنا، ولم يأتِ أوان فطامه بعد.

سمع عمر ذلك فاتجه إلى المسجد ومكث فيه حتى الفجر يسبّح ويستغفر ويقول: كم قتلت من أولاد المسلمين يا عمر؟ ماذا سيكون جوابك حين يسألك ربك؟ هل حققت العدل يا عمر في أمة ولّتك شؤونها ووكلت لك أمرها؟ أيكون جوابي بأني لم أفرض للرضيع في بيت المال نصيباً وقد فرضت لغيره؟

وما كاد يطلع الفجر ويصلي عمر بالناس إلا وقد أصدر أمره إلى من ينادي الناس في ضوء النهار: «لا تعجلوا فطام أولادكم، فقد فرض عمر لكل مولود من يوم ولادته نصيباً».

بل لعمري لأحلبنّها لكم

كان أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، قبل مبايعته بالخلافة يواظب على الذهاب إلى بيوت الضعفاء واليتامى والعجزة ومن استشهد عائلوهم في سبيل الله، حيث يعجن خبزهم، ويحلب أغنامهم، وبعد أن أصبح خليفة سمع إحدى الأرامل تقول: «اليوم لا تُحلب لنا شاة». فقال لنفسه: «بل لعمري لأحلبنها لكم». وسارع إلى طرق باب هذه الأرملة ففتحته فتاة صغيرة، وما إن رأته حتى صاحت «حالب الشاة يا أماه».

رحمة الله بعباده

كان الرسول، صلى الله عليه وسلم، جالساً بين أصحابه في خلاء، فجاءه رجل عليه كساء، وقال: يا رسول الله، إني مررت بشجر ملتف بعضه على بعض، فسمعت فيه أصوات فراخ طائر فأخذتهن فوضعتهن في كسائي، فجاءت أمهن فاستدارت على رأسي فكشفت لها عنهن فسقطت عليهن فلففتها معهن بكسائي فهاهن معي. فقال رسول الله: ضعهن. فوضعهن على الأرض أمامه، وكشف الغطاء عنهن فأبت أمهن فراقهن، فقال صلى الله عليه وسلم: أتعجبون لرحمة أم الفراخ بفراخها؟ قالوا: نعم. قال: والذي بعثني بالحق، للهُ أرحم بعباده من أم الفراخ بفراخها. ثم قال للرجل: قم فارجع بهن حتى تضعهن مكانهن وأمهن معهن.

أكره أن أتميز عليكم

كان الرسول صلى الله عليه وسلم في سفر، فأمر أصحابه بإعداد شاة لطعامهم، فقال أحدهم: علي ذبحها. وقال آخر: علي سلخها. وقال ثالث: علي طبخها. وقال رسول الله: وعلي جمع الحطب. فقالوا: يا رسول الله، نكفيك العمل. فقال عليه الصلاة والسلام: «علمت أنكم تكفونني، ولكن أكره أن أتميز عليكم، إن الله يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/msdafrvs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"