عادي
تخصصات حيوية ودقيقة تخدم الوطن

منافسة في طلب العلم

00:22 صباحا
قراءة 4 دقائق
د. العلكيم مع نجليه علي وسيف

رأس الخيمة: حصة سيف

«طلب العلم» هو النهج الذي سار عليه البروفيسور حسن العلكيم، أستاذ العلوم السياسية، من رأس الخيمة، وهو النهج الذي ربّى عليه أبناءه، مع بناء شخصياتهم بتعزيز اعتمادهم على أنفسهم، وترك حرية اختيار التخصصات العلمية، حتى باتت أسرته تضم اثنين من حملة الدكتوراه وطبيبتين، وثلاثة آخرين، منهم من حصل على الماجستير ومنهم من يستكمل دراسته.

يؤكد العلكيم أنّه بدأ الدراسة بمدرسة خالد بن الوليد حتى الصف الرابع متوسط، حسب نظام الكويت المعمول به سابقاً، ما يعادل الصف الثاني الإعدادي، أي الثامن حالياً، ثم استكمل دراسته بمدرسة الصديق برأس الخيمة، ليتخرج في الثانوية العامة عام 1977، ثم تقدم للمنحة الخاصة بالدراسة الجامعية.

يقول: حين كان عمري 12 عاماً، كنت أعمل مع والدي في متجره لبيع المواد الغذائية والموجود حتى الآن في الجزيرة الحمراء، ورُمّم ضمن القرية القديمة هناك. وعلى الرغم من أنّ مهنة والدي هي التجارة، فإنّه كان حريصاً على أن أكمل تعليمي، وكان متجره مجلساً مصغراً، أستمع فيه ل «سوالف» الكبار، وكانوا يتحدثون عن قيمة التعليم بوصفه إرثاً اجتماعياً تراكمياً.

من مناقشة الدكتوراه لعمار حسن العلكيم

على ضوء «الفنر»

عن أبرز التحديات التي واجهها، يقول: في عام 1975، حين كنت أدرس في الثانوية العامة، وكنت الابن الوحيد للأسرة، بسبب انفصال والديّ، في مرحلة حرجة جداً من حياتي، واضطررت لأن أسكن مع الوالدة في منزل لا يوجد فيه تيار كهربائي. وكنت أراجع دروسي على ضوء «الفنر». وأثرت تلك المرحلة سلباً في معدلاتي الدراسية، لكن برغم ذلك، رفضت أن أعمل حتى أنهي دراستي، ونلتُ منحة دراسية مفتوحة للولايات المتحدة لدراسة العلوم السياسية.

ويقول: إنّه اختارها منذ كان طالباً في الثانوية العامة، ويضيف: سألت أحد المعلمين: أي القسمين أختار كي أتمكن من دراسة العلوم السياسية، فأخبرني أنّ القسمين يُتيحان دراسة هذا التخصص، ليقع اختياري على القسم الأدبي، وكان يضم ستة إماراتيين فقط. وسافرت إلى أمريكا مع الزميل محمد الأصم، الذي درس هندسة زراعية، والزميل سلطان السكب، الذي درس الاقتصاد، ولم تكن المرة الأولى، التي أدرس فيها خارج الدولة، حيث بعثني والدي قبلها لدارسة الإنجليزية في بريطانيا، في صيف عام 1975. وكان عدد الطلبة المبتعثين إلى الولايات المتحدة 31 طالباً، من مختلف الإمارات.

ما بعد أمريكا

يقول: في الولايات المتحدة، وزّع 31 طالباً على ولايات مختلفة، وبعد السنة الأولى (سنة اللغة)، اختاروا مدينة سياتل في ولاية واشنطن لأدرس فيها البكالوريوس، وتخرجت عام 1981 بدرجة الامتياز، ورجعت إلى الدولة، وكانت عيني على جامعة الإمارات، لأصبح معيداً فيها، وسبق أن عرضت علي جامعة واشنطن أن أصبح معيداً فيها فرفضت. وعملت في البداية في بنك أبوظبي الوطني، لخمسة أشهر، ثم استكملت دراستي العليا في بريطانيا عام 1982. وفكرت في الزواج، وحرصت على أن تكون أم أبنائي من حملة الشهادة الجامعية، كما حرصت على أن تقبل زوجتي العيش مع والدتي، والحمد لله، وُفقت في الاختيار.

أصغر دكتور

ويضيف أنّه درس الماجستير في العلوم السياسية، في جامعة إكستر البريطانية سنة 1984، والدكتوراه في الجامعة ذاتها، وتخرج في أغسطس 1986، وكان حينها أصغر مواطن يتخرج بشهادة الدكتوراه، بعمر 26 عاماً.

ويقول في يوم تخرجي: بدأت التدريس في جامعة الإمارات، ضمن قسم العلوم السياسية، بعدها استكملت دراستي ولم أتوقف، ولديّ 30 بحثاً علمياً منشوراً في مجلات علمية، وخمسة كتب مختلفة، معظمها دراسات في العلوم السياسة، اثنان منها اعتُمدت ضمن المواد التعليمية في الجامعة، ووصلت لدرجة «البروفيسور» عام 1997، وفي أواخر 2011، طلب مني صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أن أترأس الجامعة الأمريكية في الإمارة، حيث أكملت في رئاستها 12 عاماً، حتى أغسطس 2023.

الأسرة

يقول: لدي ثمانية أبناء، ثلاثة أولاد، وخمس بنات، وكل نجاحهم ينسب إلى والدتهم، لأنّها كانت تتابعهم باستمرار، ومسؤولة بالدرجة الأولى عنهم، لكنني كنت أحرص على أن أكون معهم في الإجازة الصيفية، واخترت لأربعة منهم الدراسة في المدارس الخاصة، وأربعة آخرين في المداس الحكومية.

ويضيف: جميع أبنائي في تخصصات تخدم الوطن، فاطمة طبيبة استشارية في الجهاز الهضمي ومتخصصة في زراعة الكبد، تخرجت في جامعة البحرين، وبعدها درست في لندن. وتعمل حالياً بوزارة الصحة. وأنفال تخصصت في طب الأسنان بمصر، وتعمل في مستشفى صقر. وموزة مهندسة معمارية، تخرجت في جامعة الإمارات وتعمل في شركة ماجد الفطيم. ومريم خريجة نظم معلومات جغرافية في جامعة الإمارات، وتعمل في مواصلات عجمان. ونورة متخصصة في التكنولوجيا الحيوية، خريجة الجامعة الأمريكية برأس الخيمة، وتعمل في شركة خاصة بقطاع الأغذية.

وابني عمار، خريج بكالوريوس من بريطانيا ودكتوراه من أمريكا، ويعمل أستاذاً مساعداً في جامعة الإمارات بكلية الهندسة، وعلي خريج هندسة من بريطانيا، وماجستير في إدارة المشاريع الهندسية، ويشغل منصب مدير إدارة العمليات بدائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة، وسيف، خريج جامعة أريزونا بالولايات المتحدة، ويعمل حالياً في الخدمة الوطنية.

 

نصائح

يقول: نصيحة أقدمها للجميع، التعليم ثم التعليم ثم التعليم، لا يوجد خيار آخر.

طموح

علي، الابن الأوسط قال: «تخصصي هندسة ميكانيكية من جامعة كوفنتري في بريطانيا.. واخترت هذا التخصص لأني أحب الاختراعات، ووالدي كان يشجعني على الدراسة، وأكملت الماجستير بسبب طموحي الشخصي. وطموحي أن أترك بصمة في العمل في التطوير والتغيير خدمةً للوطن».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"