عادي

روسيا في حداد بعد «مجزرة قاعة الحفلات»

23:10 مساء
قراءة 3 دقائق
موسكو - أ ف ب
توافد عشرات الروس منذ فجر، السبت، على مراكز للتبرع بالدم في موسكو، أو على نصب تذكارية موقتة، وهم ما زالوا في حالة «صدمة» بعد مجزرة ارتكبها مسلّحون في صالة «كروكوس سيتي هول» للحفلات الموسيقية، أسفر عن مقتل 143 شخصاً على الأقل.
وتحت سماء رمادية، ورغم هطول الأمطار، انتظر نحو 150 راغباً بالتبرّع دوره في شارع في شمال غرب موسكو. وجاؤوا ليُعربوا عن تضامنهم، وتلبيةً لدعوة السلطات على الرغم من تحديدها أنها لا تفتقر للدم حالياً.
وقالت ألكسندرا البالغة 35 عاماً: «جئت للمساعدة وهذا واجب كل مواطن». وتسكن الشابة على مقربة من صالة «كروكوس سيتي هول» للحفلات الموسيقية الواقعة في ضاحية العاصمة والتي تعرّضت لهجوم شنّه مسلحون الجمعة، وتبناه تنظيم «داعش الإرهابي».
وأكدت ألكسندرا أنها ما زالت في حالة، «صدمة» جراء الهجوم. وقالت: «عندما تستطيع أن ترى من شرفتك» فظائع يتم الحديث عنها على شاشة التلفزيون، «تفهم أنها حقيقة، وبالنسبة إلي شخصياً، إنه كابوس».
وأعلنت السلطات الروسية السبت، توقيف منفّذي الهجوم الأربعة الذين أطلقوا الرصاص من بنادق رشاشة، قبل أن يُضرموا النار في المبنى بسائل قابل للاشتعال.
- «أريد المساعدة»
وقال فلاديسلاف، وهو طالب يبلغ 18 عاماً، منتظراً في طابور للتبرع بالدم: «عندما نرى هذا الوضع، لا يمكن أن نبقى بعيداً، نريد المساعدة». وأعلنت السلطات الروسية ظهر السبت أنّ لديها كمية «كافية من الدم» لمئات المصابين جراء الهجوم.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن المسؤولة في الوكالة الفيدرالية الطبية الروسية أولغا إيخلر قولها: «لكننا نواصل استقبال كل المانحين. متجاوبون مع رغبة الأشخاص القادمين» للمساعدة في تكوين احتياطيات.
نحن في حداد
ووُضعت ملصقات على لوحات إعلانية عدة، وفي بعض محطات الحافلات في موسكو، تظهر شمعة على خلفية سوداء وعبارة «نحن في حداد 22-03-2024». كذلك قصد روس موقع «كروكوس سيتي هول» لوضع ورود، وبدا سطحه أسود، بعدما أتت عليه النيران جزئياً الجمعة.
وانتشر عناصر الشرطة والقوات الخاصة في المكان، وواصل مئات من عمال الإنقاذ إزالة الأنقاض.
وقال ماكسيم (37 عاماً) وهو موظف لدى الحزب الحاكم: «كان يوم أمس مأساة كبيرة لنا جميعاً. لا يمكننا أن نبقى غير مبالين، فعدد كبير منا كان لديه أصدقاء وأقارب هناك بالأمس». وأكد أن أصدقاءه على قيد الحياة، لكنهم «عاشوا جحيماً حقيقياً».
وقالت إيكاترينا (48 عاماً): «البلد برمته قلق. ومن جهتي، كان من المستحيل أن أبقى في المنزل اليوم».
- «خوف»
وفي سانت بطرسبرغ، ثانية مدن روسيا، وضع سكان باقات من الأزهار في مواقع عدة في المدينة، وشكّلوا طابوراً أمام النصب التذكاري الموقت.وتعرّضت مدينة سان بطرسبرغ لتفجير في مترو الأنفاق في العام 2017، خلّف 14 قتيلاً و53 جريحاً.
وفي مدينة يكاترينبورغ، شُكّل نصب تذكاري موقت في ساحة قرب نصب تذكاري للينين حيث أحضر سكان أزهاراً وألعاباً وشموعاً، والتزم الكثير منهم الصمت، وبكى البعض.
وفي العاصمة، طُوّقت الساحة الحمراء، ولم يُخفِ سياح من مناطق روسية أخرى مخاوفهم أثناء سيرهم بالقرب منها.
وقالت أولغا (38 عاماً) من تشيليابينسك: «كل ذلك كان غير متوقع إنها مأساة مروّعة». وأضافت «بالطبع لا أشعر بالأمان تماماً. أنا خائفة، خائفة جداً».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3m9n3wtb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"