عادي

حقيقة الإيمان

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين
1

قال سويد بن الحارث: وفدت وأنا سابع سبعة من قومي على رسول الله، صلوات الله عليه، فلما دخلنا عليه قال عليه الصلاة والسلام: من أنتم؟ قلنا: مؤمنون، فابتسم رسول الله وقال: إن لكل حقيقة، فما حقيقة إيمانكم؟ قلنا: خمس عشرة خصلة، خمس أمرنا رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا أن نعمل بها، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية فنحن عليها إلى أن تكره منها، فقال رسول الله: ما الخمس التي أمركم رسلي أن تؤمنوا بها؟ قلنا: أمرتنا أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت، قال: والخمس التي أمرتكم أن تعملوا بها، قلنا: أمرتنا أن نقول: لا إله إلا الله، ونقيم الصلاة، ونؤدي الزكاة، ونصوم رمضان، ونحج البيت عند الاستطاعة، فقال رسول الله: وما الخمس التي تخلقتكم بها في الجاهلية؟ قلنا: الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء، والرضا عند القضاء، والصدق في مواطن اللقاء، وترك الشماتة في الأعداء، فقال رسول الله: أنتم علماء حكماء، كدتم من فقهكم أن تكونوا أنبياء، ثم قال رسول الله: أزيدكم خمساً فتتم لكم عشرون خصلة إن كنتم كما تقولون، لا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا في شيء غداً عنه زائلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون وإليه تحشرون، وارغبوا فيما أنتم عليه قادمون وفيه تخلدون.

نزاهة متأصلة

دخل عمارة بن حمزة على المنصور فقام رجل من الحاضرين وقال: مظلوم يا أمير المؤمنين، قال: من ظلمك؟ قال: عمارة بن حمزة غصبني ضيعتي، فقال المنصور: قم يا عمارة فاقعد مع خصمك، فقال: ما هو خصمي، إن كانت الضيعة له فلست أنازعه فيها، وإن كانت لي فقد وهبتها له، ولا أقوم من مقام شرفني به أمير المؤمنين وأقعد في أدنى منه لأجل ضيعة.

وحدث المنصور زوجته يوماً عن نزاهة عمارة وعزة نفسه فقالت: ادعه إليك وأنا أهب له سبحتي هذه وثمنها خمسون ألف دينار، فإن قبلها علمنا أنه غير نزيه النفس، فطلبه المنصور، ولما حضر حادثته زوجة المنصور لفترة، ثم رمت إليه السبحة وقالت: هي من الطُّرف، وهي لك، ولما انصرف تاركاً السبحة قالت: لعله نسيها، فأرسلتها إليه مع الخادم فقال للخادم: هي لك، فرجع الخادم وقال لها: وهبها لي، فأعطته ألف دينار واستردتها منه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yeyse8hh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"