عادي

الكعك .. حلوى برائحة البهجة

23:59 مساء
قراءة دقيقتين
1

الشارقة: «الخليج»

لا تكتمل فرحة العيد بدون تحضير حلوى الكعك في البيوت، هكذا كانت التقاليد في كثير من البلدان العربية والإسلامية، حيث تبدو البيوت في الأيام الأخيرة من رمضان مثل خلية النحل، تجتمع النساء والجارات للعمل معاً وسط فرحة الأطفال ورائحة «الخبيز» التي تتصاعد فتملأ الأجواء بالبهجة.

وعلى الرغم من التطور ومرور السنوات وانتشار حلوى الكعك في المحال فإنه ما زال البعض يؤثرن إحياء هذه الفرحة ولمّة العيد حول صينية إعداد الكعك.

اتفق أغلب المؤرخين على أصل الكعك وبداية حكايته التي تروي أن صناعة الكعك تعرف منذ فجر التاريخ، وتعتبر مصر الفرعونية من أقدم الشعوب التي عرفته، وقد أطلق عليه حينها اسم «الأقراص»، لكونه مستدير الشكل، ربما كقرص الشمس. ويوجد على جدران المعابد الفرعونية صوراً لعملية إعداد الكعك وخبزه بنفس الطريقة التي يتم إعداده بها حالياً.

أما ارتباط صناعة الكعك بعيد الفطر السعيد فقد تكرس ذلك في العصر الفاطمي، فمع دخول العهد الفاطمي، تشكلت المظاهر الاحتفالية المرتبطة بالأعياد، فكان للخليفة زي معين في كل عيد؛ وكان في عيد الفطر ما يسمى «دار الفطرة»، وكانت هذه المؤسسة مسؤولة عن كل التجهيزات اللازمة للاحتفال بالعيد، من أهمها صناعة وتجهيز «كعك العيد»، الذي كان يتم توزيعه بكميات ضخمة على الجميع.

وخلقت هذه العادة ارتباطاً وثيقاً بين الاحتفال بعيد الفطر وتوزيع الكعك، ومن ثم أصبح يطلق عليه «كعك العيد».

ويُعرض في المتحف الإسلامي بالقاهرة قوالب مكتوب عليها عبارات، كان يتم وضعها على الكعك قبل توزيعه، وكانت من بين تلك العبارات جمل تهنئ العامة والخاصة من الشعب بالعيد، مثل «كل هنيئاً،»، «كل واشكر»، «بالشكر تدوم النعم».

ولكن هناك سبباً آخر جعل صناعة الكعك تقليداً اجتماعياً مهماً مع نهاية رمضان، حيث كان ذلك في العصور القديمة، يتزامن مع موسم التجهيز للحج وبدء رحيل القوافل المتجهة إلى بيت الله الحرام بالحجيج في رحلة شاقة تخترق دروب الصحراء وتستمر أسابيع طويلة، لذلك كان يتم تجهيز «الزوادة» من أطعمة لا تفسد بمرور الوقت وكان الكعك يمثل واحدة من أفضل الأطعمة التي يستطيع الحاج أن يتزود بها في رحلته الطويلة الشاقة، وذلك بسبب تركيبة الكعك المشحونة بالسعرات المكونة من دقيق وسمن وسكر، إضافة إلى حشوة من التمر.

وفي العصر الحديث، لعب أهل الشام الذين هاجروا إلى مصر خلال القرنين التاسع عشر والعشرين واستقروا بها دوراً مهماً في تطوير صناعة الحلويات بمصر ومنها كعك العيد والبسكويت أيضاً، حيث ظهرت تقنيات جديدة للصنعة أضافت إليه شكلاً متطوراً، وانتشرت صناعته بين الدول العربية المختلفة وتعددت مسمياته أيضاً بين المعمول بدول الخليج و الخنفروش بالبحرين والكليجة بالعراق وتعددت الحشوات به أيضاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2kc7fk3w

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"