يد «الملك»

04:00 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

* جنون كرة القدم وسحرها، صرفا أنظار الكثيرين من محبي وعشاق الرياضة، عن متابعة ألعاب أخرى، تتميز بالقوة والجمال، والحركة والسرعة، كرياضة كرة اليد التي تحتوي الكثير من السحر والمتعة، وروح الفريق الواحد، وأصبحت بعيدة عن الشغف، واللهف الجماهيري نحوها، وتشهد الغياب، والإحجام الإعلامي المحدود تجاهها، ما دفع الآخرين إلى توجيه الأجيال إلى رياضات أكثر شهرة وحصداً للألقاب وجذباً للمناصرين.
* في غمرة التراخي والانكسار، والتداعيات والهزائم الجمة التي تعصف بالأندية في العديد من المسابقات والمنافسات، والسباق المحموم للوصول إلى منصات التتويج، تبرز لعبة كرة اليد في نادي الشارقة أحد هذه النماذج والألعاب الرياضية، التي تستحق الإشادة وتستحق الاقتداء، فلم تنجرف ولم تتأخر عن الصعود وحصد الألقاب، ولم يتوقف نبض الحياة وشريان الأداء والعطاء طوال ثلاثة عقود من مسيرة اللعبة، وأجيال تتلوها أجيال، في تواصل مستمر على نفس النهج والإبهار، حتى باتت هذه الرياضة اللعبة المضيئة في كيان النادي بما عصفت به مسيرة ولعبة كرة القدم، وأضحى المتيّمون به يستلهمون ويستمدون فرحتهم ونشوتهم من كرة اليد النبيلة.
* عديدة هي الأسماء التي سطرت عطاءاتها ولمعت بصماتها من جيل إلى جيل، تحمل في يدها لواء القلعة الشرقاوية ومشعل البطولات والانتصارات، لم تألُ جهداً في التقاعس عن الوصول لمحطة التتويج، من خدموها في كافة المجالات، أمثال عبد الله محمد أحمد، ومحمد عيد المظلوم وعبيد حديد وعيسى مهنا وعبد العزيز ومحمد الحصان وعبد الله بن خادم وعبد الحليم راشد ويوسف أحمد ومحمد مبارك ويونس محمد وناجي ربيعة مبارك، ولا ننسى ذلك العشق الكبير، الذي تلألأ وصدح في منزل وأسرة عائلة عاشور الكروية، من توارثوا هوى وحب اللعبة، وما زال البعض تخفق نبضاته لها.
* هي البطولة الثانية عشرة، بدوري أقوياء اليد، التي يحققها الفريق في تاريخ أحد مؤسسي كرة اليد في الإمارات، ورقم قياسي لم يصله فريق آخر محلي، والأمر ليس مرهوناً بتحقيق لقب الرجال فقط إنما يتخطى ذلك ويتعداه للفوز ببطولات جميع مسابقات المراحل السنية، وهي الجينات البيضاء الوراثية التي لا تزال تسري بين أبناء اليد الملكي ليتوج في كل موسم بإنجازات المراحل السنية وحصد البطولات، بالعلامة الكاملة، لتكون تلك هي القاعدة، والذخيرة القوية المميزة، للتربع على عرش كرة اليد، في السنوات الأخيرة، مغروسة ومشفوعة، بحب وعشق المنصات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"