الجلاد الظالم!

03:53 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** التحكيم هو حجر الزاوية، والمعيار، والمقياس، والمرجع الأساسي في تقدير مدى نجاح دورينا، فمن بعد استيفاء كل متطلباته يتم النظر بعد ذلك إلى مستوى الأداء والمنافسة وسواهما من مقومات اللعبة. والحديث عن التحكيم يعني الحديث عن العدالة والمساواة، أما الحديث عن الحكام كقضاة ملاعب فيعني كفاءة كوادرهم ومستوى تأهيلهم وصحة قراراتهم، ومن ثم لجنتهم ومدى نجاحها في متابعتهم وتقويمهم وصقلهم بصورة دورية.
** هناك حقيقة ندركها لكن لا نثمنها جيداً، هي أن كرة الإمارات لن تحقق ما تتوق إليه في سبيل تطورها ونجاحها ما لم يرتق مستوى التحكيم، لكن هذه الحقيقة في بطنها «معضلة» لا فكاك منها هي نسبة الأخطاء التقديرية وما يترتب عليها من شكاوى واحتجاجات، ومن الأهمية بمكان أن نفرق هنا بين الأخطاء المؤثرة وتلك غير المؤثرة في نتائج المباريات، لأن الأولى تخل بمبدأ تكافؤ الفرص، وتنسف معنى العدالة نسفاً بين الفريقين المتباريين، وبها يتحول الحكم من «قاضٍ عادل» إلى «جلاد ظالم»، ومن هنا تأتي حساسية وخطورة دور الحكم.
** في الجولة الماضية كانت هناك حالتان مثيرتان للجدل بشكل كبير، كلتاهما أخلت بتكافؤ الفرص والعدالة، وبالتالي أثرتا في نتيجة المباراة، الأولى كانت ضربة جزاء احتسبت على كلباء لمصلحة بني ياس ولم تكن صحيحة (الحكم أحمد عيسى)، والثانية طرد بندر الأحبابي نجم العين في مباراة فريقه مع الجزيرة والحالة لم تكن تستحق (الحكم محمد عبد الله)، والذي زاد من وجيعة كلباء بالذات أنه كان ضحية لخطأ آخر الأسبوع الماضي أمام الجزيرة، ولدى الفريق قائمة بسوابق تخصه أكثر من سواه، ولذا كانت معاناته أكثر ألماً وشكواه أكثر حدة.
** والسؤال المؤرق والمتجدد من موسم إلى آخر هو «إلى متى ستستمر الشكوى من أخطاء التحكيم؟».
والإجابة الحاضرة، في ظل ما بين أيدينا من معطيات هي: «أن الشكوى ستستمر إلى ما لا نهاية!».. إذن ما العمل؟ العمل هو ما يلي:
1. السعي بكل الوسائل لتقليل هامش الأخطاء المؤثرة في النتائج، وهذه مسؤولية الحكام ولجنتهم، والأخيرة عليها أن تعتذر ببيان علني في مثل الحالات السابقة.
2. تقنين الاستعانة بتقنية ال«VAR
» بحيث لا تكون خاضعة لمزاجية الحكم، وأقترح طريقة الاتحاد الإنجليزي لتكون بقرار ملزم للحكم، وهذا الإجراء سيضرب عصفورين بحجر لأنه سيعفيه من المسؤولية.
3. نغلّب العقل على العاطفة في كل أحكامنا، لأننا كلنا في قارب واحد، والمحصلة تعنينا جميعاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"