عادي

فيديو | حمدان بن محمد يعتمد المرحلة الثانية من مشروع حماية المواقع والأبنية التراثية الحديثة في دبي

15:03 مساء
قراءة 6 دقائق
حمدان بن محمد يعتمد المرحلة الثانية من مشروع حماية المواقع والأبنية التراثية الحديثة في دبي

دبي: «الخليج»
اعتمد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، المرحلة الثانية من مشروع حماية المواقع والأبنية التراثية الحديثة بدبي، والتي تشكل جزءاً مهماً من ذاكرتها وتاريخها الحديث، بهدف المحافظة على هوية الإمارة وموروثها الحضاري والعمراني.
وأكد سموه أن المشروع يجسّد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في ترسيخ مكانة دبي وجهةً ثقافيّةً عالميةً، والحفاظ على موروثنا التاريخي والثقافي، وإبراز قيم الهوية الوطنية والأبعاد الحضارية والإنسانية التي اتسم بها أهل الإمارات على مر السنين.
وأشار سمو ولي عهد دبي، إلى أن تطوير المناطق والمواقع والأبنية التراثية عملية متواصلة تعكس مدى الحرص على التمسك بالجذور الأصيلة، وتترجم مفهوم الاستمرارية الحضارية، وتبرز خصوصية العلاقة بين الإنسان والمكان، ومدى تفاعل أهل دبي مع العالم الخارجي، تأثيراً وتأثّراً.
وقال سموه: «اعتمدنا المرحلة الثانية من المشروع وتتضمن 35 من مناطق ومواقع وأبنية دبي التي تشكل جانباً مهماً من تراثها العمراني الحديث.. هدفنا أن تحتفظ مواقعنا ذات القيمة التاريخية بمكانتها وروحها ودلالاتها في تجربتنا الوطنية ومسيرتنا الحضارية.. تراثنا العمراني شاهد حي على إبداع آبائنا وأجدادنا وقدرتهم على كتابة قصة ملهمة في العمران والاجتماع والاقتصاد.. أحياء دبي القديمة والتراث المعماري الحديث متحف وطني إنساني، وكتاب مفتوح في فن الحياة وفلسفة البناء الحقيقي».
وأضاف سموه: «واجبنا حماية تاريخنا وكنوزنا المعمارية لأبنائنا وأحفادنا في المستقبل.. الإرث العمراني يختزن ذاكرة عقود من العمل ويؤرخ لبدايات نهضة دبي.. المناطق التراثية معالم رئيسية في قلب دبي وعنوان لزمنها القادم وهكذا ستبقى.. دبي مدينة يلتقي فيها الماضي والحاضر والمستقبل».
ووجّه سمو ولي عهد دبي، بتعزيز مكانة المناطق التراثية ومباني التراث المعماري الحديث على المستويين الثقافي والسياحي والترويج لها بأسلوب يضمن التعريف بها على النحو الأمثل سواء داخلياً أو خارجياً، انطلاقاً من الحرص على الحفاظ على الشواهد التراثية وترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز مكانة دبي على الخريطة السياحية والثقافية والاقتصادية عالمياً.
وباعتماد سموه للمرحلة الثانية من المشروع، يصل عدد مواقع وأبنية التراث الحديث والمناطق والمباني ذات القيمة التاريخية التي يشملها المشروع في مرحلتيه الأولى والثانية إلى 807 مواقع ومناطق ومبانٍ، حيث شهدت المرحلة الأولى من المشروع حماية 17 موقعاً و14 منطقة و741 مبنى تراثياً.
منارات ثقافية
تعكس مباني التراث المعماري الحديث التي تعود إلى الفترة الممتدة من بداية الستينيات وحتى نهاية التسعينيات من القرن الماضي، فكر المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، وترتبط بذاكرة مجتمع دبي خلال أهم فترات نمو وتطور الإمارة، حيث تشكل هذه المباني عنصراً من عناصر الهوية الثقافية لدبي وجزءاً من تراثها الثقافي.
وتوثّق المباني المحفوظة في ذاكرة دبي، الإنجازات الملهمة والتطورات الكبيرة التي شهدتها المدينة، حيث تعتبر جزءاً أصيلاً من التراث المادي والثقافي لأهل دبي، وهي معالم ثقافية نشأت نتيجة التفاعل بين التراث والبيئة والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية، كما تعكس هذه الصروح إرث المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، إذ حققت دبي تحت قيادته طفرة تنموية شاملة في جميع النواحي.
الأصالة والحداثة
قال المهندس داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي: «إن مشروع حماية المواقع والأبنية التراثية الحديثة في دبي يسهم في الحفاظ على الموروث الحضاري الذي يمثل ركيزة أساسية لصون ذاكرتنا وترسيخ هويتنا الوطنية، وانتمائنا للمكان بأبعاده الثقافية والإنسانية».
وأضاف:«المرحلة الثانية تضم شواهد عمرانية مهمة تروي التغييرات التاريخية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها دبي منذ بداية نهضتها الحديثة على يد المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حيث تعتبر جزءاً لا يتجزأ من تراث دبي المادي وهويتها الثقافية، وتعد نموذجاً للتخطيط العمراني المتميز الذي شهدته الإمارة منذ أكثر من 50 عاماً».
وتشمل المرحلة الثانية من المشروع: برج الساعة، وبرج راشد، ومبنى دبي للبترول، ومبنى رقم 1 في مطار دبي الدولي، والمبنى الرئيسي لبلدية دبي، ومبنى تلفزيون دبي، وقصر الشيخ راشد بن سعيد – زعبيل، وقصر الضيافة، وقصر الشيخ راشد بن سعيد – حتّا، ومدرسة الشيخ راشد بن سعيد - حتّا، ومدرسة ثانوية زعبيل، ومكتبة الراس، ومبنى دائرة الأراضي والأملاك، ودوار السمكة، ومبنى محاكم دبي، ومبنى الديوان.
كما تشمل مركز شرطة نايف، ونصب الشعلة، ومبنى بريد الإمارات – الكرامة، وخزان حديقة الخزان، ومبنى حديقة الصفا، والنصر ليجر لاند، وحديقة الحيوان في جميرا، ونادي غولف الإمارات، ومبنى نادي خور دبي للجولف، ومسجد جميرا، ومسجد الراشدية الكبير، ومسجد الفهيدي، ومسجد هيئة الصحة، ومسجد عمر بن حيدر، ومستشفى آل مكتوم، ومستشفى دبي، ومستشفى البراحة، ومستشفى راشد، ومستشفى لطيفة (الوصل).
ويعد برج الساعة في منطقة ديرة، الذي يعود تاريخ تشييده إلى العام 1963، أحد أبرز المعالم الهندسية والمعمارية في دبي، وقد أعيد ترميمه عام 1972 مع الحفاظ على تصميمه الأصلي، وله رمزيته الخاصة كأول معبر بري بين ديرة وبر دبي عبر جسر آل مكتوم.
وقد اُختير البرج ضمن الأجمل على مستوى العالم، إذ صنفته صحيفة «تلغراف» البريطانية في أغسطس 2014 ضمن أجمل 17 برجاً للساعات على مستوى العالم، وفي سبتمبر من العام نفسه صنّفه موقع «ترافل بلَس» الإنجليزي ضمن أجمل الأبراج على مستوى العالم.
فيما يؤرّخ برج راشد أو برج «المركز التجاري»، لنهضة دبي العمرانية، حيث تم إنجازه عام 1979، وصممه المعماري البريطاني جون هاريس، وتمت تسميته بهذا الاسم تيمّناً باسم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ويترجم الرؤية المستقبلية للشيخ راشد بن سعيد بضرورة توفير مبانٍ عصرية لاستقطاب الشركات الإقليمية والعالمية.
كما يعكس تصميم المبنى الرئيسي لـ»بلدية دبي«بمنطقة ديرة، والذي انتقلت إليه البلدية عام 1979، قصة تحول وتطور الإمارة، حيث يسرد قصة النهضة المعمارية التي شهدتها دبي والتي شكلت هويتها الحضرية.
ويعتبر دوار السمكة في ديرة معلماً بارزاً يحمل بصمة فنية تظهر ما كان للبحر من أهمية في حياة أهل دبي باعتباره رمزاً لمصدر رزقهم، وقد تم تصميمه بشكل مميز وهو عبارة عن مجسم لسمكتين متشابكتين.
ويقع «نصب الشعلة»، الذي شُيّد في العام 1969، في حديقة الاتحاد، وهو رمز للبدء في تصدير النفط من قبل شركة نفط دبي من حقل الفاتح، وأقيم على قاعدة مثمنة الشكل تتكون من أربعة أعمدة بارتفاع عشرة أمتار تتداخل لتكون أقواساً على النمط الإسلامي، وتنطلق من تحته شعلة موضوعة على عمود من رخام يرمز لحقل النفط.
ويعد نادي الإمارات للغولف، الملقب بـ«معجزة الصحراء» من أقدم وأعرق نوادي الغولف على مستوى الشرق الأوسط، حيث استقطب خلال مسيرته التي انطلقت في عام 1988، وحتى الآن عدداً كبيراً من البطولات المحلية والعالمية ومن أشهرها بطولتا «أوميغا دبي ديزرت كلاسيك» و«أوميغا دبي ليدز ماسترز».
أما نادي خور دبي للجولف واليخوت الذي افتتح في عام 1993، يتميز بتصميمه الساحر، حيث جاء على شكل شراع مركب«الداو»، الأمر الذي منحه الكثير من الفخامة الممزوجة بالأصالة، وتتمثل أهمية هذا التصميم كونه يعكس أحد المعالم التاريخية بالإمارات، فضلاً عن الجمع بين العراقة والحداثة، وقد اختارته مجلة «جولف وورلد» من بين أفضل 100 ملعب للجولف في العالم.
ويتميز مسجد الراشدية الكبير الذي اكتمل بناؤه في العام 1976، على نفقة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، بكونه أحد أكبر المساجد اتساعاً للمصلين في دبي، فضلاً عن أنه يعد تحفة معمارية جمعت بين جمال فنون العمارة المغرقة في القدم، وبين النهضة العمرانية.
ويُعد مستشفى راشد شاهداً على بداية النهضة العمرانية التي أطلقتها دبي خلال فترة السبعينات، والتي أسست لطفرتها العقارية التي مازالت متواصلة لتبهر العالم بما تقدمه في هذا المجال، ويضم حالياً 762 سريراً تخدم كافة التخصصات.
ويجسد مبنى مستشفى دبي الذي افتتح عام 1983، حالة التطورات الكبيرة التي شهدتها دبي على مستوى فنون العمارة التي تمزج بين الأصالة والحداثة، ويضم 610 أسرّة منها 424 سريراً داخلياً و186 سريراً لعلاجات حالات اليوم الواحد، ليخدم أكثر من 26 تخصصاً.
قيمة تاريخية
جاء إطلاق المرحلة الثانية من مشروع حماية مواقع وأبنية التراث الحديث بدبي، بعد مرحلته الأولى التي ضمت معالم وأبنية ذات قيمة تاريخية تقع فيما يعرف في مدينة دبي القديمة التي تتميز بكثافة نسيجها العمراني الذي يعكس الطابع العربي للمدينة العريقة التي اشتهرت بضيق شوارعها و«سكيكها» ونشاطها التجاري.
وتشكل المباني والمواقع التاريخية في دبي مكاناً يختزن ذاكرة الإمارة، لذلك تعمل الجهات المختصة قبل الشروع في ترميم أي مبنى تراثي، على إعداد دراسة تبين طبيعة الاستخدامات التي سيشهدها المكان وتحديد احتياجاته.
وتحرص الجهات المختصة على استخدام نفس المواد المستخدمة في بناء الشواهد التاريخية مع العمل على معالجة المشاكل الإنشائية المختلفة إن وجدت والقيام بالاختبارات اللازمة لهذه المواد للتأكد من مناسبتها للمبنى وتهيئة المحيط العمراني بشكل يناسب قيمة هذه المباني، وذلك في إطار الأهمية الكبيرة التي توليها دبي لعملية الحفاظ على المباني التاريخية وإعادة تأهيلها بهدف إعادة ألق الماضي إليها، الأمر الذي يحول هذه المباني إلى مزارات سياحية تجذب المواطنين والمقيمين وزوار دبي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdzz3k6r

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"