عادي

«أروع دكتاتور في العالم» يبدأ ولاية ثانية في السلفادور.. من هو نجيب بوكيلة؟

19:18 مساء
قراءة 4 دقائق
«أروع دكتاتور في العالم» يبدأ ولاية ثانية في السلفادور
«الخليج» - متابعات
يؤدي رئيس السلفادور نجيب بوكيلة، اليمين الدستورية لولاية ثانية، السبت، وهو أكثر شعبية ونفوذاً من أي وقت مضى.
سيتولى الرجل البالغ 42 عاماً، والذي أعيد انتخابه في شباط / فبراير بحصوله على أكثر من 85 في المئة من الأصوات، المنصب الرئاسي لخمس سنوات أخرى مع سيطرة شبه كاملة على البرلمان وغيره من مؤسسات الدولة.
وبوكيلة، الذي يصف نفسه بأنه «أروع ديكتاتور» في العالم، يحظى بنسبة تأييد عالية جداً بفضل حملته الصارمة على العصابات الإجرامية، ما أعاد نوعاً من الحياة الطبيعية إلى مجتمع أنهكته أعمال العنف.
أثارت تلك الحملة انتقادات مجموعات حقوقية، لكنها جعلت بوكيلة أكثر القادة شعبية في دول أمريكا اللاتينية، وفق استطلاع إقليمي، كما أثارت حسد الكثير من أقرانه.
وتُرجمت هذه الشعبية بفوز شبه كاسح لحزب «الأفكار الجديدة» بزعامة بوكيلة في الانتخابات التشريعية، بحصوله على 54 مقعداً من أصل 60.
ومع ذلك يحذر الخبراء من أنه قارب أن يفقد تلك الشعبية، فالمخاوف الاقتصادية تتجاوز القلق المتعلق بالسلامة في الخطاب العام، على وقع دين حكومي كبير وارتفاع متسارع في أسعار المواد الاستهلاكية في بلد يعيش أكثر من ربع سكانه في الفقر.
ويقلل بوكيلة، الذي يحسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، من أهمية انتقادات تتحدث عن ميوله السلطوية.
لكنه لم يتمكن من الترشح لولاية ثانية إلا بعد أن سمح له قرار محكمة عليا موالية، بالالتفاف على حظر دستوري يمنعه من الترشح مرتين على التوالي.
وقال الخبير في السياسة العامة كارلوس كاركاش لوكالة فرانس برس: إن بوكيلة «أظهر بأن القانون غير ذي أهمية، وأن باستطاعته أن يفعل ما يريد وكيفما يريد»، معتبراً بوكيلة رئيساً «قوياً».
  • «سرطان العصابات»
وصل بوكيلة، الذي يفضل ارتداء الجينز وقبعة بيسول، إلى السلطة عام 2019 بعد حملة وعد فيها بالقضاء على العصابات المسؤولة بحسبه عن 120 ألف عملية قتل خلال ثلاثة عقود. وقُتل أكثر من 75 ألف شخص في الحرب الأهلية في السلفادور بين 1980 و1992.
ونفذ وعوده باعتقال أكثر من 80 ألفاً من أفراد العصابات المفترضين بموجب حالة طوارئ ما زالت قائمة منذ آذار / مارس 2022، تسمح له باعتقال أشخاص دون مذكرات توقيف.
وقام ببناء أكبر سجن في أمريكا اللاتينية لاستيعابهم.
وقال متباهياً: إن النتيجة كانت تحويل «عاصمة القتل في العالم، وأخطر بلد في العالم، إلى أكثر البلدان أمناً في النصف الغربي للكرة الأرضية».
لكن ترتب على ذلك كلفة.
فقد أفادت منظمتا هيومن رايتس ووتش، والعفو الدولية، عن قتل وتعذيب معتقلين، وأن بين المعتقلين آلاف الأبرياء ومن ضمنهم قصر.
ويشدد بوكيلة، على أن الإجراءات الجذرية ضرورية لشفاء البلد من «سرطان» العصابات.
  • فترة ازدهار
وستكون لدى الرئيس صلاحيات أوسع في ولايته الثانية، بعد أن وافق المجلس التشريعي على إصلاح من شأنه، أن يسهّل عليه المضي قدماً بتعديلات دستورية.
ويأمل كثيرون، في أن يستخدم ذلك لتنفيذ وعود حملة إعادة انتخابه بتحقيق «فترة ازدهار» في بلد وصلت فيه نسبة الفقر إلى أكثر من 27 في المئة، وتجاوز التضخم في أسعار المواد الغذائية الزيادة على الرواتب.
ومن المتوقع أن يتراجع النمو إلى ثلاثة في المئة هذا العام مقارنة بالمعدل المسجل في 2023 الذي بلغ 3,5 في المئة وفاق التوقعات، لأسباب أهمها وفق بوكيلة، انخفاض الجرائم العنيفة.
وفي مسعى لتنشيط اقتصاد السلفادور الذي يعتمد على الدولار والتحويلات المالية، جعل بوكيلة في 2021 البيتكوين عملة قانونية في خطوة هي الأولى لدولة في العالم.
واستثمر مبلغاً لم يكشف عنه من أموال دافعي الضرائب في العملة المشفرة رغم تحذيرات مؤسسات عالمية بشأن مخاطر التقلبات.
ومذاك انخفضت قيمة البيتكوين إلى 16000 دولار، ثم ارتفعت في آذار / مارس إلى مستوى قياسي بلغ 73797 دولاراً.
وسيؤدي رئيس البلدية السابق اليمين الدستورية في القصر الوطني بالعاصمة سان سلفادور.
ومن المقرر أن يحضر المراسم شخصيات بارزة من بينها الملك الإسباني فيليبي السادس والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الذي يشاركه بوكيلة الإعجاب بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ووصل دونالد ترامب جونيور نجل الرئيس السابق إلى السلفادور الجمعة لحضور حفل تنصيب بوكيلة، وأصبح دونالد ترامب الخميس، أول رئيس أمريكي سابق يُدان في قضية جنائية.
وقال ترامب جونيور على تيك توك لدى وصوله السلفادور: إنه يوجد مع فريقه في هذا البلد لدعم الذين «يدعمون الحرية في أنحاء العالم».
  • من هو بوكيلة
بوكيلة المنحدر من أصول فلسطينية، فاز عام 2012 بمنصب رئيس بلدية مدينة «نويفو كوسكاتلان» ممثلاً حزبه «فارابوندو مارتي» اليساري للتحرير الوطني، واستمر في المنصب 3 سنوات حتى 2015، وأطلق على نفسه لقب «رجل اليسار».
وفي 2015، ترشح لانتخابات رئاسة بلدية سان سلفادور، وفاز فيها، وهزم مرشحاً محافظاً كان حزبه التحالف الجمهوري الوطني «أرينا» (ARENA)، الذي حكم لفترتين.
عام 2017 بدأت العلاقة السياسية بينه وبين حزب «فارابوندو مارتي» بالتدهور، إثر خلاف مع زميله في الحزب «زوتشيتل مارشيلي»، واتهم بوكيلة بالاعتداء لفظياً على مارشيلي، وبأنه يشجع الانقسامات داخل الحزب، الذي طرده حينها، وبذلك تغير المسار السياسي أمام «رجل اليسار».
عمل بوكيلة بعدها على تأسيس حزب سياسي جديد يسمى «الأفكار الجديدة»، ولكن اتضح أنه مشروع لم يدم طويلاً، وكافح من أجل اعتماد الحزب الناشئ لدى المحكمة العليا للانتخابات، بينما كانت الانتخابات الرئاسية تلوح في الأفق، لكن دون جدوى، فتخلى عن «الأفكار الجديدة» وانضم إلى حزب «التغيير الديمقراطي».
ثم في يوليو / تموز 2018، حُل حزب التغيير الديمقراطي مع ثلاثة أحزاب أخرى، فاضطر بوكيلة على إيجاد حزب سياسي آخر لدعم ترشيحه، وقبل ستة شهور فقط من الانتخابات الرئاسية، أسس حزب التحالف الوطني الكبير (غانا).
تضمنت حملة بوكيلة الانتخابية الأولى شعارات تلامس الفقراء مثل: «هناك أموال كافية عندما لا يسرق أحد» و «يجب إعادة ما سُرق».
وفي فبراير/ شباط 2019، تمكن من الفوز بالانتخابات الرئاسية التي أُجريَت، بنسبة أصوات بلغت 53%، لينهي حقبة حزبي «جبهة فارابوندو مارتي» اليساري و«التحالف الوطني الجمهوري» المحافظ، التقليديين اللذين تناوبا على السلطة منذ نهاية الحرب الأهلية في البلاد عام 1992.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3zu6wj4p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"