عادي

الذكاء العاطفي لدى المراهقين

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري
المراهقة فترة مهمة جداً في حياة الأفراد، نظراً لضرورة استيعاب الفرد وتأهيله ليكون على قدر كافٍ من التفهم لطبيعة مشاعره وانفعالاته، ويكون حكيماً عند إصدار أي قرار، فهذه المرحلة هي مرحلة مهمة تنقله من الطفولة إلى الشباب، ويشعر فيها الفرد أنه قادر على اتخاذ قراراته وحده دون الرجوع للأهل أحياناً، وهنا لابد من ضرورة تحلي المرء بالذكاء العاطفي الإيجابي، لأنه يعتبر الموجه الأول في التعامل مع توتـــر المــراهق والتغيــيرات التي تطرأ على حياته، كما يلعب الأهل دوراً مهماً في ذلك من خلال تدريبه على فهم ذاته أولاً وكيفية إدارة عواطفه بشكل صحيح، وبالتالي ينقله فهم ذاته لفهم من حوله، كما يجب عدم الحكم على تصرفات المراهقين بشكل خارجي سطحي، إنما يجب دراسة الظـــروف التي يمـــرون بها وما يعترضهم من مشاكل، ومن ثم الحكم على تصرفاتهم والتعاطف معهم وفهم مشاعرهم، وبالتالي تدريبهـــم على التغلـــب على دوافعهم ودراستها ودراسة عواقبها، ما يجعلـــهم أشخاصاً يتحملون المسؤولية بالشكل السليم.

أتتني استشارة من إحدى الأخوات تقول بأنها منفصلة عن زوجها، ولديها ابن مراهق (15سنة)، وقد تقدم لخطبتها شخص وتنوي الزواج منه، وهي تصف ولدها بامتلاكه للذكاء العاطفي بدرجة عالية، وتقول بأنها أخذت رأيه بالزواج الثاني، فهي لم تأخذ القرار وحدها، بل شاركت ولدها به، وهذا التصرف السليم يدل على مصداقيتها، وأنها تشاركه في أمورها، وأن رأيه مهم لديها، ما ينمي الذكاء العاطفي عنده، كما أن مشاركته في هذا القرار المصيري هو قمة الذكاء العاطفي في التربية، حيث أن مشاركتهم في هذا القرارات يدل على أنك شخص صادق وواضح، وللعلم، فإن الشباب لهم نظرة في الشباب، سواء أكانوا ذكوراً أو إناثاً، ويجب إعطاء رأيهم وزناً وأهمية.

نستنتج مما سبق، أن حياة المراهق هي حياة مبنية على التربية السليمة وتحمل المسؤولية، لأن المراهق يبني شخصيته، فإن كان بناؤها سليماً كانت حياته سليمة، وهنا يلعب الأهل الدور الأساسي في ذلك مع تنمية الذكاء العاطفي لديه، فينشأ نشأة صحيحة، وبالتالي يكون عنصراً فعّالاً في المجتمع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mas7uz5t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"