عادي
الغناء والرقص يجمع اليونانيين والأتراك أسبوعياً

«بذور الجزيرة».. محاولة موسيقية لإعادة توحيد قبرص

13:39 مساء
قراءة 3 دقائق
«بذور الجزيرة».. محاولة موسيقية لإعادة توحيد قبرص
«بذور الجزيرة».. محاولة موسيقية لإعادة توحيد قبرص
«بذور الجزيرة».. محاولة موسيقية لإعادة توحيد قبرص
في نيقوسيا القديمة، يؤكد أليكسيس سوندر أنه «متفائل بالمستقبل»، فيما يستعد لحفلة موسيقية مع ستة شباب قبارصة يونانيين وأتراك آخرين شكّلوا فرقة تقيم عروضاً لـ«الوصل» بين سكان جزيرتهم المقسمة إلى شطرين.
تشكلت فرقة «آيلاند سيدز»، أو «بذور الجزيرة» في عام 2022 في نيقوسيا في المنطقة العازلة التي تشرف عليها الأمم المتحدة والفاصلة بين المجموعتين القبرصية اليونانية والقبرصية التركية.
ويقول أليكسيس سوندر، عازف الغيتار البالغ 36 عاماً: «نعزف واضعين نصب أعيننا مستقبلاً مشتركاً» للجزيرة.
ويعتبر سوندر، وهو مؤلف موسيقي قبرصي يوناني، أن «هذه سنة حزينة جداً»، متحدثاً عن «انفصال» مستمر منذ خمسين عاماً بعد انقسام الجزيرة إلى شطرين عام 1974 على إثر سنوات من التوتر بين المجموعتين.
ويرى أن «ثمة «جيوب» أمل في بعض المبادرات»؛ كمبادرة فرقته التي تذهب على ما يقول إلى «أبعد» من «مشروع بين المجموعتين»، بهدف إقامة «رابط بين الأشخاص» في بلد منقسم إلى شطرين.
لم يعرف عازفو «آيلاند سيدز»، وكلهم دون الخمسين من العمر وأصغرهم في السادسة والعشرين، بلادهم قبل انقسامها. ولا تزال القضية القبرصية من دون حل مع فشل الحوار والمفاوضات حتى الآن، رغم مرور عقود عدة، من التوصل إلى نتيجة مع أن الجزيرة تنعم إلى حد بعيد بالهدوء.
يؤكد القبرصي اليوناني ليفتيريس مومتسيس، مدير الفرقة ومنتجها البالغ 46 عاماً، أن أفراد الفرقة عندما يعزفون «لا يفكرون في الجزيرة المقسمة بل كل شيء يذوب في الموسيقى».
وتفيد إيزغي اكغورغن القبرصية التركية البالغة 35 عاماً والمغنية الرئيسية في الفرقة، بأن تأليف الموسيقى مع زملائها له أثر «علاجي»، ويسمح بتشارك صدمة مشتركة متواصلة.
وضع هش في المنطقة العازلة أيضاً، يجتمع نحو أربعين قبرصياً يونانياً وتركياً أيام الأربعاء منذ 27 عاماً في فندق قديم كان معروفاً في الجزيرة للغناء في «الجوقة المشتركة للسلام في قبرص».
أغاني الجوقة شاهد على مهمتهم مع أناشيد تقليدية قبرصية باللغتين اليونانية والتركية تروّج للأخوة.
ويؤكد القبرصي اليوناني جورج سبيرو البالغ 56 عاماً وأحد مؤسسي الجوقة لوكالة «فرانس برس»، أن هذا الفريق «سياسي نوعاً ما، إذ يظهر للناس أن بإمكاننا العيش معاً». وتضيف القبرصية التركية زمرد أورال البالغة 52 عاماً «في جوقتنا لا نقول «أنت تركي وأنت يوناني» بل نحن قبارصة».
على بعد خطوات، وعلى الجانب الشمالي من الخط الفاصل تجمع حانة سان تيلمو أيام الجمعة مساء، محبي «التانغو» الذين يأتون من شطري الجزيرة؛ سواء كانوا قبارصة يونانيين من الجنوب أو قبارصة أتراكاً من الشمال وغيرهم.
تقول الراقصة القبرصية اليونانية كريستيانا نيوفيتو وسط الراقصين الآخرين في الحلبة «هنا ليس الشمال ولا الجنوب هنا مكان التانغو»، هذه «لغة مشتركة تجمعنا لأننا عندما نعانق شخصاً ما لنرقص لا نهتم من أين يأتي».
ويؤكد القبرصي التركي كمال بايكالي البالغ 48 عاماً لوكالة «فرانس برس»: «الانقسامات موجودة والكل يدرك ذلك، إذ إن التانغو يعكس طبيعة البلد الذي نريد أن نعيش فيه» قبل أن ينطلق على الحلبة مع كريستيانا البالغة 36 عاماً التي توجهت إلى الشمال للمرة الأولى من أجل رقص التانغو قبل سنوات قليلة.
وتقول ميلتيم أوتوركان سماني، مؤسسة مركز السلام والحوار في قبرص ومنسقته العامة، إن النشاطات بين المجموعتين «تشكّل وزناً موازياً للدعاية والروايات السلبية الناجمة عن النزاع الذي يقدم كل طرف نفسه على أنه الضحية فيه».
ورغم ذلك، تشدد على أنه «لا يكفي أن نغني ونرقص معاً لحل القضية القبرصية».
وتضيف القبرصية التركية البالغة 55 عاماً: «علينا أن نعلي الصوت (..) لتصبح هذه النشاطات فعالة فعلاً على الصعيد السياسي، ولكي تسهم في الحل»، وتعتبر أن «الوضع القائم لا يمكن أن يستمر» و«من دون تسوية يبقى الوضع هشاً».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvv77pju

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"