عادي
عودة الروح إلى أحد معالم تاريخ مصر

«الأزبكية».. أجمل الحدائق الخديوية

22:21 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة:«الخليج»

تعيد عمليات تطوير شاملة، تخضع لها حديقة الأزبكية وسط القاهرة، الروح إلى واحدة من أجمل الحدائق التراثية التي شيدت في نهايات القرن الثامن عشر، على يد المهندس الفرنسي باريل ديشان، مصمم «الغابة السوداء» في باريس، وظلت على مدارعقود، قبلة للطبقة الأرستقراطية في مصر.

وأدرجت الحكومة المصرية حديقة الأزبكية التراثية قبل نحو عامين، ضمن مشروع ضخم يستهدف تطوير القاهرة الخديوية، الذي يستهدف تطوير العديد من المباني والشوارع والمنشآت الموجودة في منطقة وسط العاصمة المصرية، واستعادة مكوناتها التراثية، التي تشبه إلى حد كبير وسط العاصمة الفرنسية باريس، سواء فيما يتعلق بطبيعة المعمار وتخطيط الشوارع والميادين، ومن بينها ميدان الأزبكية الشهير بميدان العتبة، الذي عانى على مدار عقود طويلة الزحام والإهمال.

تتصدر الحديقة منطقة وسط القاهرة، من ناحية ميدان العتبة، وقد شيدت في نهايات القرن الثامن عشر، لتكون متنفساً لأهالي حي الأزبكية الذي يعد واحداً من أعرق أحياء القاهرة، حيث يرجع تاريخ أنشاءه إلي أواخر القرن الرابع عشر، حينما قرر السلطان قايتباي مكافأة قائد جيوشه، سيف الدين بن أزبك، فقام بإهدائه تلك المساحة الكبيرة من الأرض في مواجهة المنطقة التي كان يطلق عليها حينذاك بركة بطن البقرة، فأقام عليها قصره، وشيد متنزهاً حول البركة التي حملت اسمه فصارت «الأزبكية»، وقد شهدت المنطقة مع مرور الزمن تحولات كبري، بعدما جذبت العديد من الأمراء والقادة الذين شيدوا قصورهم فيها، لتتحول إلى حي كبير وسط القاهرة، خصوصاً بعد دخول العثمانيين إلى مصر، حيث شيد رضوان كتخدا الجلفي قائد الجنود، قصراً كبيراً علي الحافة الشرقية للبركة، اسماه «العتبة الزرقاء»، وهي المنطقة المعروفة حالياً بنفس الاسم.

يرجع تخطيط حديقة الأزبكية إلى المهندس الفرنسى بارلى ديشان، الذي أنشأ غابة بولونيا الشهيرة بالعاصمة الفرنسية باريس، وقد أنشأت على مساحة تزيد على 20 فداناً، بعد ردم البركة التي كانت تتوسط ميدان الأزبكية، قبل أن يتم تشجير الحديقة بالعديد من الأشجار والنباتات النادرة، وبناء سور من الحجر والحديد يضم مجموعة من الأبواب من الجهات الأربع، وقد كانت الحديقة من الجمال والروعة، للدرجة التي أهلتها لأن تكون قبلة للطبقة الارستقراطية في مصر، على مدار فترات طويلة من الزمن، وقد استمرت على هذا النحو حتي نهاية الستينات، فكانت المكان المفضل لتنظيم العديد من الحفلات الغنائية، التي شدت فيها كوكب الشرق أم كلثوم، إلى جانب العديد من كبار المطربين المصريين والعرب.

ظلت الحديقة على مدار عقود طويلة، تجذب آلاف الزائرين بما تقدمه لروادها من متعة، حيث كانت تنتشر في جنباتها العديد من الفرق الموسيقية، التي تقدم حفلاتها الموسيقية للرواد يومي الجمعة والأحد من كل أسبوع، قبل أن يمتد نشاط الحديقة الفني والثقافي، إلى إنشاء مسرحين عند الطرف الجنوبي للحديقة، وهما المسرح الكوميدي الفرنسي، إلى جانب دار الأوبرا الخديوية، وهو ما لعب دوراً كبيراً في تعزيز الدور الثقافي للحديقة، التي شهدت على مر العصور، العديد من الاحتفالات الرسمية والشعبية الكبري للأجانب والمصريين على حد سواء، ومن أبرزها الاحتفال بعيد الملكة فيكتوريا، من قبل الجالية الإنجليزية في مصر، واحتفال الجالية الفرنسية بعيد 14 يوليو، إلى جانب احتفال المصريين بعيد الجلوس السلطاني.

ويستهدف تطوير الحديقة، استعادة مكوناتها التراثية والحفاظ على الأشجار التراثية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4dscz23j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"