الكي آخر العلاج

02:20 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

من أهم المبادئ لعمل الأطباء الذين باتوا اليوم في طليعة المجتمعات، أنهم يمتازون بالصبر الشديد في التعامل مع مرضاهم، في حال إصابة أي عضو من أعضاء الجسم، ببذل كافة السبل للعلاج، ومنح طريقة الدواء الفترة الكافية، للحكم على مدى الفاعلية والاستجابة، وإن تعذرت الوسائل والطرق كافة، ولم يستجب العضو للعلاج، فلا مناص أمام الطبيب من البتر النهائي والتخلص من العضو المصاب، ف«آخر الدواء الكي».

الساحة الرياضية بمختلف طبقاتها، تعاني الأزمات الإدارية المتكررة، مما يجعلها في دائرة الخلل، بسبب الاعتماد على الارتجالية والمجاملات، مما قد يفاقم ويُولِّد أزمات أخرى متلاحقة، بسبب طريقة المعالجة بطريقة الحقن لا الكي، والافتقار إلى العمل المؤسسي القادر على وضع الحلول الناجعة، والكفاءات القادرة بحكمة وعقلانية على تجنب الخلافات واحتوائها، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

يسطر موسمنا الرياضي عادة، إشكاليات وتشنجات متفاقمة تحتاج للمعالجة من أصحاب الشأن وذوي الاختصاص، سواء بالتنبؤ والاستعداد لما قد يحدث، أو بالتعامل الفعال مع ما حدث بالفعل، والسكوت والتأخر في الحل قد يؤدي إلى تراكم العديد من الأحداث والمواقف السلبية، ويؤثر في سير النظام العام، ما يتبعه التأثير في الكيان الرياضي، ووجود الخلل قد يؤثر تأثيراً مادياً ومعنوياً على الشكل العام، إلى درجة قد تثير الرأي العام في نواحٍ سلبية، وتتسبب في تصدع الثقة المفترض وجودها بين المنظومة.

المناخ الصحي الذي لا تشوبه صراعات داخلية، ويرسخ مبدأ الشفافية ويحقق مبادئ العدل والإنصاف، أقرب إلى النهوض بمؤسساته، ويحقق النتائج المرجوة منه.

أما الإدارات التي تحوم حولها الشبهات، ويغلف أعضاءها بعض من الضبابية في علاقاتهم، فهي أقرب إلى فقدان الثقة والتخبط، وتفتقد إلى المصداقية مع محيطها، وهي عرضة للوقوع في الأخطاء الداخلية، وتكون إدارتها غالباً عاجزة عن إيجاد الحلول وسبل المعالجة، وعرضة لتدني مستويات الأداء، وضعف النتائج وتذبذب الإنجازات.

ويعد هذا الأمر منعطفاً وخللاً في المنظومة الرياضة، وينذر بوجود فجوة عميقة، فجمال كرة القدم يبرز جلياً في نسق متجانس بشكل تكاملي، بعضه مع بعض، حين تشعر أن الإدارات أعملت عقلها وجهدها وحيادها، في كل خطوة اتخذتها، وقضت على عشوائية القرارات، وقللت من ارتكاب الأخطاء، ووحدت الجهود والرؤى بعقليات كروية تحترم الآخرين، قبل احترامها لنفسها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"