عودة الشارقة

02:45 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

كيف لا يشتاقون لعودتك، وأنت من ملأت، أركان وأطراف الملاعب، صخباً وضجيجاً ومجداً، كيف لا يتمنون مشاهدتك، وأنت من سجلت حضورك الدائم، على منصات التتويج والبطولات، وعنواناً للكرة الجميلة الممتعة، وملكت ميراثاً وتاريخاً، من الأسماء والانتصارات، ورسمت الابتسامة، على محيا الجماهير العاشقة، وبرزت فكنت نبراساً، لأولئك الصغار الذين كبروا، وهم يستمدون قوتهم، ويستلهمون انتصاراتهم، من عبق ماضٍ خلدته الذاكرة، من أخذوا زمام المبادرة بالعودة، لأمجاد كانت حاضرة، ابتعدوا عنها، وحان الوقت لعودتهم من جديد، فقد طال الغياب، واشتاقت الأرواح المتعطشة، والحناجر الصادحة باسمك، لرؤيتك من جديد، تتقدم الصفوف.
لقد كبر أولاد الفيلسوف جمعه الربيع، من أخذ بنواصيهم في البدايات، وأكملها ابن النادي، ووريثه الشرعي، العزيز على قلوبهم العنبري، وباتوا أقرب إلى تقليص الفوارق، وكسر حاجز الخوف، من العودة للمقدمة، واشتد عودهم، في منازلة ومقارعة الكبار، من ولدوا وهم يقرأون، ويشاهدون تاريخ أبيضهم، من على جدران، وردهات الاستاد، سمعوا عن قصص البطولات، فبات الحلم أقصر لتحقيقه، بعيداً عن دوامة أسفل الترتيب، ومعاناة لا تنتهي، من نفق هروب المؤخرة.
كثيراً ما كنّا نعيب، على إدارات الأندية، وشركات الكرة، التأخر في إصدار بعض القرارات، التي قد تتسبب بشكل مؤثر، في عرقلة مسيرة النادي، ومنها التأخر في التعاقدات مع مدربيها، أو التباطؤ في اختيارات اللاعبين المحترفين، مما يضعهم في أزمة، عدم الاستقرار الفني، مع بداية الموسم، والخسائر المتلاحقة، مما يضطرها للوقوع، في شرك اتخاذ، قرار الإقالة من الجولات الأولى، ويحدوها للاستعانة، واللجوء غالباً، بالمدربين الموسومين بالطوارئ.
ما يعد غير مألوفاً، على ساحتنا المحلية، وملفتاً للتمعن والنظر، وتعد شجاعة غير مسبوقة، تلك الثقة المطلقة، التي أقدم عليها مجلس إدارة نادي الشارقة، بإعلان تجديد التعاقد، مع المدرب الوطني العنبري، ولمدة موسمين، حتى قبل أن ينتهي الدوري، بعدة مراحل، وهو الذي حل بديلاً للبرتغالي جوزيه بيسيرو، مع بداية جولات الموسم الماضي، واستطاع قيادة الفريق، ووقف نزيف النقاط، وتقديم مستويات جيدة، ودوامة السنوات الأخيرة، وبرهن عن إمكانات، وقدرات عالية، وسبق أن خاض هذه التجربة معه.
تأتي المتعة مع عودة كبار القوم، من اشتاقت لهم البطولات، وصدحت بأهازيجهم الأصوات، وتغنت بآهاتهم المدرجات، ونحن في انتظارهم للعودة، لتحلو معهم المتعة، وتطيب معهم اللقاءات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"