إداري هذا الزمان

هل ما زال في مخيلتنا، أن ما يقدمه، إداري الفريق، هو من توفير المستلزمات التدريبية، وتجهيز اللاعبين، بالمعدات والملابس الرياضية، ولا يتجاوز هذه الخطوات والمهام، ولا يخرج عن إطار المستطيل الأخضر، أم أن عمله مقصور على التأكد، من إحضار بطاقات وهويات اللاعبين، للتسجيل قبل المباراة؟
الحقيقة أن دوره أبعد من ذلك بكثير، وأصبح ما يقدمه من الدعم والمساندة من حيث الجوانب النفسية والفكرية والمعنوية، يشكل عنصراً مهماً وحيوياً، في نجاح منظومة الفريق، ويضطلع بقيمة ووظيفة أساسية، بل ويشكل رافداً من الروافد المهمة، التي تعتمد عليها نجاحات إدارات الأندية والمنتخبات.
الأسبوع الفائت، اتصل بي أحد إداريي، مجلس إدارة الشركة في نادي الشارقة، للاستفسار عن اللاعب ماجد سرور، بحكم صلة القرابة التي تربطني به، وأن رئيس الشركة الأخ عبدالله العجلة مهتم في ما يتعلق بإمكانية استكماله لدراسته الجامعية، وعلى استعداد لتذليل كافة الصعوبات التي قد تحول دون ذلك، ولا شك أن هذا يعطي انطباعاً لدينا أن الأمر ليس مجرد كرة قدم، والأمر يتجاوز، التفوق الرياضي، والحصول على البطولات، فالذي يسعى لتهيئة البيئة الملائمة والمناسبة، وتلبية وتوفير الاحتياجات المادية والمعنوية، تتعدى نظرته ومفهومه لعبة الفوز والنقاط الثلاث.
تناقلت كذلك مواقع التواصل الاجتماعي فيديو الاستعطاف الذي بثه إداري فريق رأس الخيمة، مع مجموعة من اللاعبين المعاقبين، والذي قررت لجنة الانضباط، باتحاد الكرة، إيقافه عن ممارسة النشاط الرياضي لمدة سنة، وتغريمه 20 ألف درهم، وبعض من لاعبي فريق رأس الخيمة، في دوري 14 سنة، وبإيقاف مدرب الفريق لأربع مباريات؛ بسبب سوء التصرف الذي بدر منهم، وقيامهم بالتهجم على الحكم، والصراخ والتلفظ بألفاظ نابية، خلال مباراتهم الأخيرة مع مصفوت.
لا يتعلم اللاعب، تنمية فنون مداعبة الكرة، والمهارات الخططية في أعوامه التي يقضيها بين جدران ناديه فحسب، بل يتعلم أيضاً المهارات الحياتية المختلفة، المهارات التي تصقله، لكيفية التعامل مع محيط مجتمعه، الأمر الذي يجعلنا حريصين كل الحرص، على انتقاء واختيار، الإداريين والمدربين الأكْفاء، والمؤهلين لهذه الوظيفة، القادرين على فهم النفسيات، وإدراك الاحتياجات، فليس الأمر منوطاً، بحصص تدريبية «وبس»، وإنما الأخذ بأيديهم واحتضانهم، ومعرفة كل ما يتعلق، بجوانب وحيثيات حياتهم وتفصيلاتها، الأمر الذي قد يقود اللاعب، إلى الاستمرارية، والمحافظة والعطاء، أو يلقي به لأبعد وأشنع من كل ذلك.