الإعلام الرياضي والأندية في دبي

02:35 صباحا
قراءة دقيقتين

حديث محمد الجوكر الإعلامي الرياضي المعروف، الذي استعرض فيه تاريخ الإعلام الرياضي في ندوة الثقافة والعلوم، وإشارته في هذا الحديث إلى مجلة أخبار دبي، التي كانت النشرة الإعلامية الأولى المنتظمة الصدور في الإمارات في بدايات العام ،1965 أي منذ ما يقارب نصف قرن . حفزني أن أعود إلى الأعداد الأولى لهذه المجلة الجميلة التي كان توقف صدورها خسارة إعلامية وتاريخية لن تعوض، ووجدت أن المجلة بدأت فيها أخبار الرياضة منذ العدد الخامس الذي يرجع تاريخه إلى مارس ،1965 بعمود في ركن الصفحة الأولى من المجلة، وكاتب هذا العمود هو صدقي ذياب، مدرب كرة القدم بثانوية دبي، كما وجدت في العدد نفسه الذي لم يكن على بالي، كلمة العدد بقلم كاتب هذه السطور، أشيد بنشرة أخبار دبي وفكرة إصدارها، وأرجو أن أعود إلى هذه الكلمة في مناسبة أخرى خدمة للتاريخ، إذن، نحن أمام كم هائل من أخبار الرياضة في أعداد مجلة دبي التي نشرت واستمرت لمدة ستة عشر عاماً، وكتب فيها العديد من الكتّاب الذين أصبحوا في ما بعد ذائعي الصيت في الكتابة الأدبية والاجتماعية والإعلامية .

وبالرغم من أنني قليل المتابعة للإعلام الرياضي لكن حديث بوسلطان، محمد الجوكر، كان شيّقاً، وفعلت حسناً في أن اكون أحد الحاضرين والمستمعين، لأنني استفدت استفادة كبيرة من الحديث الذي استعرض جوانب من تاريخ النوادي الرياضية والثقافية، والأشخاص الذين كانت لهم الريادة في الكتابة الإعلامية والاجتماعية في النوادي التي انشأت تباعاً .

وكان حديث الجوكر واضحاً وصريحاً، والذي يهمنا من مضامين هذا الحديث ما أدركناه من أن الجوانب الثقافية في النوادي الرياضية حالياً لم تعد كما كانت عليه في السابق، وأصبح التركيز منصباً على رياضة كرة القدم، ووضعت الثقافة في رفوف المخازن، ولم يختصر الأمر على إهمال الثقافة والتثقيف وحدهما، بل تجاوز ذلك إلى أن تخرج هذه النوادي من المؤسساتية الجماعية إلى إدارة فرد أو أفراد معينين بحيث لم تعد للعضوية ونشاطها من قبل المنتمين إلى النادي أية قيمة، وعرفنا من المداخلات والأحاديث المتفرقة أن الهيمنة الفردية وإقصاء الجماعية قد بدأت في أحد هذه النوادي المعروفة أولاً، حيث تولى أمرها موظف رسمي أو موظفون رسميون تعوّدوا على الإدارة الفردية والروتينية والبيروقراطية ومحدودية المعرفة .

والذي يحزّ في النفس، أن تصل ميزانيات الصرف على هذه الاندية أرقاماً ناهزت ألف مليون درهم كما ذكر الجوكر، في ظل نشاط في غاية المحدودية، ويكون نصيب الثقافة من هذه الميزانية أو من طريقة صرفها، لا يتجاوز الصفر، صحيح أن هناك مؤسسة راعية للنواحي العلمية والثقافية هي ندوة الثقافة والعلوم، والقائمون على هذه المؤسسة نشطون في التطوير والتجديد بدعم مادي ومعنوي من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ولكن من حق هذه المؤسسة الرائدة أن يكون لها نصيب من المخصصات المالية التي تتزود منها الأندية الرياضية، وأن يؤخذ ذلك بعين الاعتبار لأن الندوة تقوم بما أهملته النوادي الأخرى، وهو الاعتناء بالأمور الثقافية ورعايتها .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"