الكابتن ماجد

02:29 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

القوة والشجاعة والإرادة، ومُثل التعاون والتضحية، تلك المعاني التي كنّا نسمعها، ونرددها ونتعايش معها، من المسلسل الكرتوني الشهير، الكابتن ماجد، الذي أحدث ضجة كبيرة لفترة طويلة في وطننا العربي، منذ انطلاقته في عام 1988، وتحكي قصة فريق كرة قدم من الشباب، وترتكز على شخصية، ماجد كامل، الذي كان له تأثير كبير، عند اليابانيين في تغيير مفاهيم وثقافة كرة القدم، ولا أبلغ من أن تستحضره جماهيره، وترفعه في مدرجاتها، وهو يرفع كأس العالم، في مباراتهم ضد بلجيكا، لاستنهاض واستحضار، عزيمة وإصرار، وحماسة اللاعبين.
خرجت اليابان، من الحرب العالمية الثانية بجراحات، أقل ما يقال عنها، أنها قاتله ومؤلمة، لكنها بدل أن تزرع اليأس والقنوط، واللجوء إلى اتهام الآخرين، قامت بأمرين مهمين، كان لهما الأثر، فيما وصلت إليه الآن، بتضميد جراحها، والعمل على مراجعة، ومحاسبة النفس، الأمر الذي استنهض فيها، غاية التحسين المستمر والإجادة، الذي كان من أروع الدروس، والتي يمكن أن يستفاد منها، في مثل تلك الظروف، التي مرّت بها اليابان، ومرّت بها أمم من قبلها.
منذ ظهورها في كأس العالم، لأول مرة في العام 1998، لم تغب شمس اليابان عن أحداثه، بل كانت من الدول، التي أصبح لها شأن، وخطت الخطوات الكبيرة، من جانب كرة القدم، وتقدّم دائماً الإبهار، والمستويات الأفضل، ولا غرو أنها كادت أن تحرج البلجيكيين، إلا أنها تعثرت في الأمتار الأخيرة، والنجاح ليس بمجاراتها إنما يكمن بقدرتنا، على معرفة أسرار هذا التفوّق الذي تملكه، على كل الصعد، للوقوف أمام هذا المارد الأزرق.
حينما وضعت اليابان، منذ عهد ليس بالقريب، رؤيتها المستقبلية، وحدّدت هدف الفوز بكأس العالم عام 2050، وضعت الاستراتيجيّات الكفيلة، بتحقيق هذه الغاية، بإرسال الموهوبين من شبانها، إلى أكاديميات البرازيل، واستقطاب اللاعبين الدوليين، والمدربين العالميين ذوي الكفاءة العالية في دورياتهم، فغدا لاعبوها مطلوبين، في أغلب الدوريات والأندية الأجنبية، وبات الرقم الآسيوي الأصعب، في النهائيات الآسيوية القادمة، إضافة للكوري الجنوبي، والأسترالي والإيراني، عطفاً على أدائهم في المونديال.
الخسارة القاتلة، أنصفت الشياطين الحمر، وأنهت مسيرة محاربي الساموراي، ولكن ما قدّمه اليابانيون، من كرة جميلة وأداء فعال، وما قدّمته جماهيره، في المدرجات، كان جديراً بالتقدير والاحترام، ويستحق الإشادة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"