كرواتيا الملهمة

02:44 صباحا
قراءة دقيقتين

مبارك الرصاصي

- يقول الفيلسوف كونفوشيوس: «أن تتحلى بالإرادة للفوز، والرغبة في النجاح لتصل إلى أقصى ما يمكن أن تبذله، هذه هي المفاتيح التي ستفتح لك باب تحقيق التفوق الذاتي».
هذه الشكيمة والطاقة هي ما فجر في الكرواتيين، الأحلام والآمال، التي ظلت تراود جيلاً كاملاً، عاش طفولته المرعبة، في ظل ويلات الحروب وأصوات المجازر، التي أتت على أوروبا، وشهدتها منطقة البلقان تحديداً، في مطلع تسعينات القرن الماضي، والتي لم تؤثر أحداثها الدامية، على خريطتها السياسية والعسكرية وحسب؛ بل إن الآثار والتغيير امتد ووصل، ليصيب مستقبل كرة القدم في القارة العجوز.
- «إنما أردت دائماً أن أعطي لكرة القدم جزءاً مما قدمته لي، وآمل أن أستطيع بذل أقصى جهد ممكن، لتطوير اللعبة في كرواتيا». هذه الكلمات المقتضبة، قالها دافور سوكر، أعظم هداف في تاريخ كرواتيا، حين تمت إعادة انتخابه لرئاسة اتحاد الكرة مرة ثانية، وسبق أن قاد جيلاً كتب التاريخ بالإنجاز الكروي الأكبر لبلاده، برفقة بوبان وروبرت بروزينيكي، بعد تقديم مستويات مبهرة في مونديال عام 1998، حين توقفوا في محطة نصف النهائي عقب خسارة مشرفة، من الديك الفرنسي، صاحب اللقب لاحقاً، بينما ظفرت كرواتيا بالمركز الثالث، والميدالية البرونزية.
- المنتخبات التي أسندت المهمة إلى النجم الأوحد، أقصيت من الأدوار الأولى. أما التي اعتمدت على مجموعة متجانسة تألقت ونالت الإعجاب، فمنها كرواتيا، التي قد نكون لم نتعود على تشجيع ومتابعة منتخبها، ولم نتعود على ترديد اسمها، لكنها فرضت الاحترام بوجود المايسترو مودريتش، والجندي المجهول راكتيتيش، والمحارب ماندزوكيتش، وهم النجوم التي تلألأت في سماء أشهر الأندية الأوروبية، واستطاعت أن تثبت حضورها ومكانتها، فاختارت المضي للذهاب، لما هو أبعد من ذلك، بفريق لديه هذا العطاء والتفوق البدني، للمرة الثالثة على التوالي، باجتياز عقبة ركلات الترجيح مرتين، وترويض الأسود الثلاثة، في الأشواط الإضافية.
- رفض أكثر من عرض تدريبي، وتعاقد معهم دون شروط، فأجمع عليه الاتحاد الكرواتي واللاعبون، فتمكن من إعادة وحدة الفريق والجمهور في وقت قصير، على الرغم من أنه لم يدربهم لفترة طويلة، المدرب زلاتكو داليتش، قادهم للصعود في الملحق، وجعلهم الآن يصلون للمباراة الختامية، ومنحهم المنشطات الإضافية من أجل اللعب للقميص الوطني، فالناجحون يطمحون أولاً، ثم بعد ذلك ينجحون.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"