«قدها وقدود»

04:37 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي
**إن شاء الله تكمل فرحتنا اليوم بالفوز على منتخب أستراليا في مسرح البطولات «استاد محمد بن زايد».
أصبح من حقنا على المنتخب، وأيضاً، من عشمنا فيه، بفضل جسر الثقة القوي الذي نجح في بنائه عبر الانتصارات والإنجازات الماضية، أن نطالبه بالفوز اليوم على منتخب الكانغارو «بطل آسيا»، فليس معقولاً بحسابات الكرة نفسها، أن يحقق المنتخب الفوز على الساموراي الياباني في أرضه فينتزع ثلاث نقاط من فم الأسد، ثم لا ينجح بعد ذلك في الفوز على أرضه ووسط جمهوره على منتخب ما «أياً كان»، ففي عرف الكرة سيكون ذلك غريباً، ووفق حسابات المنافسة في التصفيات سيكون ذلك «نشاذاً» بالنسبة لمعزوفة التأهل، وخروجاً على النص المكتوب لأي منتخب يبغي تحقيق حلم المونديال.
**منتخب أستراليا، الأفضل بدنياً وفنياً على مستوى القارة حالياً، وهذا ليس مجرد رأي، وإنما حقيقة تستوجب التعاطي معها كأحد معطيات المشهد الكروي في آسيا حالياً، وقد سبق الجميع إلى هذا المعنى «الكوتش» مهدي علي في آخر لقاء صحفي جمعنا عشية قرعة توزيع منتخبات المجموعتين في إبريل الماضي، ووقتها كان من ضمن ما قاله أيضاً، ويستوجب التكرار في هذه اللحظة المهمة بمسيرة المنتخب: «لاتقلقوا سنكون جاهزين بنسبة 200 في المئة للدور الحاسم.. لا يهم من معنا في المجموعة سنقاتل للفوز على كل المنافسين.. لن أتخلى عن المسؤولية الوطنية ومتفائل بالتأهل.. نعم أنا محظوظ لكنه حظ المجتهدين المثابرين.. التأهل للمونديال يقتضي تضحية وتعاوناً وأشكر الجميع مقدماً».
لا أعيد هذه المعاني إلا من باب التذكير بما تقتضيه تلك المواجهة الصعبة، ولاستدراك أن كتيبة المنتخب مع قائدها الفني تدرك ما عليها جيداً، وأنهم على قدر الوعد والعهد والحلم الكبير، «وقدها وقدود» كما يقال، يبقى فقط أن تكلل الجهود بالتوفيق في الملعب، بحيث تترجم الفرص التي ستلوح للمهاجمين إلى أهداف.. وحقاً في مثل هذه المناسبات الوطنية لا يستدعي الأمر كلمة واحدة في اتجاه التحفيز ورفع الهمم، فالكل متحفز، واللاعبون بالذات قبل الكل، فهم جنود الميدان، الذين يحملون راية وشعار الإمارات في تلك الموقعة وسواها، وهم أيضاً الذين يحدوهم الأمل ويغريهم الرجاء ويعذبهم الحلم المونديالي أكثر من الجميع.
**ربما، أقول ربما، يكون أسلوب التشجيع في المدرجات هو الذي بحاجة إلى توجيه من حيث كيفيته وطريقته، فالحضور سيكون غفيراً اليوم بحكم اعتبارات المباراة التي نعرفها جميعاً، لكن المهمة تقتضي تشجيعاً فوق العادة، يبعث الحمية والحماس والغيرة طول الوقت، حتى يستخرج اللاعبون كل طاقاتهم ويقاتلون على كل كرة، وقد رأينا جميعاً كيف كان حال الجمهور الياباني في المباراة الماضية، وكيف جعلوا لاعبيهم يقاتلون حتى آخر دقيقة، فدقوا الطبول، وسخنوا الدفوف، وأطلقوا الحناجر بالهتاف، ولا تنسوا الكفوف فما تفعله الجوارح أفضل وأوقع بكثير مما تحدثه المزامير والأغاني.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"