قطر المنبوذة

03:47 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

لم يشهد التاريخ سواء المعاصر أو القديم على الفشل الذريع سياسياً ودبلوماسياً لدولة ما، كما هو الحال اليوم مع دولة قطر، ومنذ المقاطعة من الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وقطر في تخبط أكثر مما كانت عليه من قبل، بسبب وقوعها في أحضان إيران وتركيا والتنظيمات المتطرفة.
قطر تعيش اليوم في عزلة كبيرة في كل المجالات، وخاصة بعد دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى عقد قمتين خليجية وعربية طارئتين، لبحث الاعتداءات الأخيرة على السعودية والإمارات، ويرجع ذلك إلى أسباب كثيرة ومنها استمرار قطر في دعم الإرهاب والإرهابيين في ليبيا وسوريا والتعاون المستمر والمتزايد مع إيران في وقت تطلق فيها تهديداتها المستمرة ضد دول الخليج ووجود الحرس الثوري الإيراني الإرهابي على أراضي قطر وأسباب أخرى كثيرة جعلت قطر منبوذة في الخليج.
منذ بداية المقاطعة لعبت قطر دوراً إعلامياً معادياً استهدفت فيه الشارع العربي بشكل كبير، وحاولت استجلاب تعاطف الناس بادّعاء أنها الملاك الطاهر، ولكن بلباس ظاهره مختلف عن باطنه، والذي يحمل الكره الكبير للحكومة السعودية والإماراتية وللدول العربية، والحقد تجاه ما وصلت إليه الدولتان سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً وغيرها من المجالات من مكانة مرموقة في المجتمع الدولي. ولكن في الآونة الأخيرة، وبعد عدة أحداث خسرت قطر الشارع العربي، الذي كان رصيدها ورأس مالها فيه ممارسة الخداع والتغرير به، بسبب سياستها الخاطئة التي اتّبعتها خلف حلفائها الجدد. ولعل أبرز ذلك تحالفها مع إيران، وانتقادها تصنيف الحرس الثوري الإيراني إرهابياً من قبل الإدارة الأمريكية في خطوة غير مسبوقة لدولة عربية أو خليجية، وهذا ما جعل الشارع العربي يشتعل بنار التنديد والاستياء تجاه الحكومة القطرية، واعتبار انتقادها هذا بمثابة ضربة كبيرة إلى الإنسان العربي المسلم، لما اقترفه الحرس الثوري الإيراني من قتل وإرهاب ضد العرب سواء في العراق أو سوريا أو في اليمن ودعمه للإرهاب وتهديده الدول العربية.
ويعود السبب الرئيسي لعدم تأييد قطر لوضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، هو تغلغل الحرس الثوري الإيراني في قطر، ما جعل هذا الحرس سرطاناً ينتشر في الأجهزة الأمنية القطرية، وهذا خطر كبير ليس على الحكومة القطرية غير المبالية بذلك فقط؛ بل على الشعب القطري.
وفي حال أرادت قطر التخلص من الحرس الثوري من أراضيها ومن مؤسساتها الأمنية أو الحكومية ، فإن قطر تحتاج إلى جهود كبرى لتحقيق هذا الهدف، وبذلك تكون دخلت في دوامة كبيرة ليس فيها مصلحة للشعب القطري الشقيق. ناهيك عن وجود القوات التركية في قطر، وهو وجود رسمي بات يشكل انتهاكاً لسيادة قطر وللشعب القطري.
أصبحت قطر منبوذة كذلك لتدخلها الصريح في الشؤون الليبية ودعمها للإرهابيين هناك، وهو بمثابة خرق لكل القوانين، فقطر اليوم تحارب الجيش الليبي الوطني على الأراضي الليبية بالوكالة، وعلى المجتمع الدولي التدخل فوراً وإيقاف تحركات الدوحة المعادية في ليبيا.
وأيضاً من أبرز الأسباب الأخرى التي جعلتها منبوذة في الخليج، أنها تشن حرباً إعلامية غير أخلاقية مملوءة بالكذب والإشاعات والتهجم الساقط ضد دول المقاطعة، وهذا لا يمت إلى الإعلام بشيء، فالإعلام عملية جمع وتحليل الأخبار في الميادين ونشرها للجمهور بشفافية ومصداقية، وليس بالتهجم على الدول ورموزها ونشر الأكاذيب والشائعات في محاولة لتشويه صورة الدول والإساءة إلى شعوبها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"