الغذاء والإسهال

14:19 مساء
قراءة 4 دقائق

الأمعاء الدقيقة هي المكان الرئيسي لامتصاص المواد الغذائية .

ويتم امتصاص أغلب المواد الغذائية في بداية الأمعاء الدقيقة، وتنتهي عملية الامتصاص في نهاية الأمعاء الدقيقة ما عدا الماء وبعض المعادن يتم امتصاصها في القولون، فلذلك فإن الإسهال يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من الماء والمعادن . والإسهال يعرف بمرور خروج خفيف أو سائل لمرات متعددة في اليوم الواحد .

ويمكن أن يكون الإسهال مؤقتاً أو مزمناً .

أسباب الإسهال:

للإسهال سببان رئيسيان هما:

1- سبب وظيفي: نتيجة لزيادة فعالية الأعصاب العضلية للأمعاء الواقعة تحت التأثير المباشر للحالة النفسية والعصبية للأشخاص، فنجد حدوث الإسهال في حالات الخوف، والقلق النفسي والحالات العصبية التي تؤدي إلى زيادة فعالية الأمعاء ومرور المواد الغذائية بسرعة في الأمعاء وخروجها إلى الخارج من دون هضم أو امتصاص .

2- سبب عضوي: نتيجة إصابة الأمعاء بالالتهابات للأغشية المبطنة للأمعاء بواسطة البكتريا، الفيروسات، البروتوزوا (الديدان)، مواد كيماوية أو مواد فيزيائية .

ومن المسببات الرئيسية للإصابة بالتهاب الأمعاء هي:

1- التسمم الغذائي بواسطة البكتريا وأهمها:

أ- السالمونيلا: وهذه البكتيريا تسبب حدوث تسمم غذائي، وتكون نسبة 70% من الإصابة بالتسمم الغذائي.

والمواد التي تتكاثر فيها السالمونيلا هي اللحوم والدجاج والبيض المستورد غير الطازج .

وتتكاثر هذه البكتيريا في الأغذية التي لم تطبخ جيداً أو عن طريق تلوث الغذاء المطبوخ بواسطة غذاء غير مطبوخ يحتوي على البكتيريا، أو بواسطة نقل الغذاء إلى أطباق غير نظيفة .

وتظهر أعراض التسمم على شكل إسهال مع حمى، ومدة حضانة المرض بين 12 - 36 ساعة .

ب- الكلوستريديوم: وهذه البكتيريا تسبب أيضاً التسمم الغذائي بواسطة تكوين سبورات تقاوم الحرارة وتؤدي إلى الإصابة بالتسمم، والتسمم بهذه البكتيريا يكون بتناول لحوم مطبوخة قبل يوم وتركت تبرد في الهواء الطلق، مما يساعد على تحول السبورات إلى بكتيريا حية .

وعند تناول هذه اللحوم في اليوم الثاني تنتقل هذه البكتيريا إلى الأمعاء، وهنالك تفرز السموم مسببة الإسهال الذي يصاحبه عادة آلام في المعدة والأمعاء، ومدة حضانة المرض بين 8 - 24 ساعة .

ج- الستافيلوكوكس: وهذه البكتيريا يحملها عادة الأشخاص العاديين في منطقة الجلد أو اللوزتين .

ويتم تلوث الغذاء بواسطة هؤلاء الأشخاص الذين يحملون هذه البكتيريا عند تقديمهم للطعام، مما يؤدي إلى تكاثر البكتيريا في الطعام وإفرازها للسموم المقاومة للحرارة .

وتناول الأشخاص للغذاء الحاوي على سموم البكتيريا يؤدي إلى إصابتهم سريعاً وفي خلال 2 - 4 ساعات فقط بالإسهال والتقيؤ الشديدين، وقد تؤدي إلى الإغماء وهبوط ضغط الدم نتيجة لفقدان الكثير من السوائل.

وهذه الأنواع الثلاثة من البكتيريا هي المسببة لأكثر من 90% للتسمم الغذائي .

2- التهابات المعدة والأمعاء:

التهابات المعدة والأمعاء من الأسباب الرئيسية للإصابة بالإسهال عند الأطفال وأهمها:

أ- التهابات المعدة والأمعاء عند حديثي الولادة:

وتحدث هذه الالتهابات عند الأطفال خلال ال 12 شهراً الأولى من الولادة . والسبب الرئيسي للالتهابات هو نوع من البكتيريا يدعى E .coli، وفي إنجلترا سببت التهابات الأمعاء في سنة 1898 في وفاة 36000 طفل .

أما في الدول غير النامية فنسبة وفاة الأطفال بهذا المرض تكون عالية جداً، وهو من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى وفاتهم خلال السنة الأولى من حياتهم .

ب- إسهال الفطام:

يحدث هذا النوع من الإسهال بعد مرور سنة على ولادة الطفل، حيث تبدأ مرحلة الفطام بغذاء عادة يحتوي على نشويات عالية مما يؤدي إلى الإصابة بسوء التغذية والضعف والهزال والإصابة بالتهاب الأمعاء والإسهال .

ج- الإسهال المرافق للسفر:

يحدث هذا الإسهال نتيجة لانتقال الشخص من بلد إلى آخر، حيث تختلف الأغذية المتوفرة في ذلك البلد . كما تختلف أنواع وشدة تأثير البكتيريا مما تؤدي إلى إسهال وقتي يزول بتعود الشخص على أجواء ذلك البلد .

علاج الإسهال

1- المضادات الحيوية تعطى بعد إجراء فحص للخروج وزرع لبيان نوعية المضادات الحيوية المؤثرة في البكتيريا .

2- أدوية تقلل من حركة الأمعاء مما يساعد على بقاء المواد الغذائية فترة طويلة مثل ال Lomotil وغيرها .

3- الغذاء:

* في حالات الإسهال غير الشديد يبدأ بتناول 150 - 250 سي سي ماء أو حليب مخفف مع الماء كل ساعتين .

* تناول قطع مسحوقة ومفرومة من لحم الدجاج .

* قليل من الكاسترد والجلي .

* فاكهة طازجة .

* يمكن تناول بيضة مسلوقة أو بيضة مخفوقة مع الحليب .

أما في حالات الإسهال الشديد فمن المفضل عدم تناول طعام عن طريق الفم .

ولكن يمكن أن يتناول الماء بكثرة لتعويض فقدان السوائل المستمرة، ولتعويض فقدان الصوديوم، فيجب تناول خليط من ملح الطعام (نصف ملعقة شاي) مع لتر ماء، ويمكن إضافة عصير البرتقال وسكر لتحلية السوائل . ويقوم المريض بأخذ كميات صغيرة من هذه السوائل كل نصف ساعة ولمدة يومين .

ومنظمة الصحة العالمية أقرت تناول هذا الخليط من الماء والأملاح والمعادن للأشخاص، وخصوصاً الأطفال المصابين بالتهاب الأمعاء الحاد أو الأشخاص المصابين بالإسهال من جراء مرض الكوليرا أو الأشخاص المصابين بالإسهال العادي الشديد .

ويؤخذ هذا السائل بكميات قليلة ولفترات عديدة في اليوم الواحد .

صوديوم كلورايد (ملح الطعام) 5 .3 غم

صوديوم بالكربونات 5 .2 غم

بوتاسيوم كلورايد 5 .1 غم

سكر (كلكوز) 20 غم

تذاب في لتر ماء 1000 س .س.

د . مازن سلمان حمود

ماجستير تغذية علاجية - جامعة لندن

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"