إلى أين سيصل الصراع بين "غوغل" و"آبل"؟

01:16 صباحا
قراءة 4 دقائق
يبدو أن العلاقة بين غوغل وآبل وصلت إلى طريق مسدود ومن دون رجعة، حيث أعلنت آبل أنها ستلغي نظام خرائط غوغل من الآي فون، وستتخلى عن تطبيق يوتيوب، كما أنها اتخذت إجراء قانونياً لوقف مبيعات الحاسوب اللوحي غوغل غلاكسي نيكزس، الذي تدعي آبل أنه ينتهك العديد من براءات اختراعها.

وهذا الصراع لم ينته عند هذا الحد، حيث يبدو أن الشركتين اللتين أصبحتا تعتمدان على تكنولوجيا الحوسبة المتنقلة في خط إنتاجها، بصدد إشعال حرب طويلة الأمد بينهما .

يعود تاريخ الخلاف بين غوغل وآبل إلى صيف عام ،2005 حيث بات واضحاً في ذلك الوقت أن الحوسبة المتنقلة ستصبح جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية وأكثر أهمية من أجهزة الحاسوب التقليدية، حيث كانت آبل تعكف على إنتاج أول جهاز آي فون في ذلك الوقت، في حين اشترت غوغل نظام تشغيل أندرويد والتقنيات التي ستمكنها من تعزيز أنظمة هواتفها المحمولة .

في السنوات القليلة الأولى تعاونت الشركتان في ما بينهما، حيث اشترت آبل ترخيص تطبيق خرائط غوغل من أجل جعل أجهزة الآي فون أكثر جاذبية، ومن ثم انضم إريك شميدت الرئيس التنفيذي لغوغل إلى مجلس إدارة آبل .

يقول هيمانت بهارجافا أستاذ الإدارة وعلوم الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا ديفيس : كانت شركتا آبل وغوغل تريان في مايكروسوفت عدواً مشتركاً، وكانت بينهما علاقات وطيدة للغاية، ولكن شهر العسل انتهى الآن!

وفي غضون السنوات القليلة ومع تطور الهواتف والحواسيب اللوحية، تغيّر كل شيء، وأصبحت آبل وغوغل تبحثان عن أي فرصة سانحة لرفع أرباحهما، ومنذ ذلك الحين تحولت العلاقة بين الشركتين العملاقتين من تعاون وطيد إلى حرب شرسة حامية الوطيس .

ويقول بهارجافا إن آبل تخلت عن خرائط غوغل لأنها تحتاج إلى السيطرة على أهم ميزات الآي فون ولا تريد الاعتماد على شركات أخرى، لذلك قامت بتطوير نظام خرائط خاص بها، سيصدر قريباً مع تحديث نظام iOS6،

ويشير ديفيد يوفي الأستاذ في كلية هارفارد للأعمال إلى أن شركة آبل بدأت في التوسع في مجالات جديدة، ويعتقد أن الشركة ستركز مستقبلاً على أن تكون مصدراً لتطوير أنظمة الهواتف الذكية، وليس فقط الاعتماد على بيع الأجهزة لرفع دخلها، وهذا الأمر سيدخل آبل إلى المضمار الذي تحتكره غوغل منذ فترة طويلة، كما يمثل مجال الإعلان فرصة لأبل لضرب غوغل في عقر دارها، ويمكن أن يكون مصدر ربح جديداً لها .

ويكمن السؤال في هل باستطاعة آبل هزيمة محرك بحث غوغل والنجاح في عالم الإعلانات التجارية؟ . يقول البعض إن آبل تستطيع استثمار 100 مليار دولار لشراء الخبرة والبنية التحتية والتكنولوجيا اللازمة لبناء محرك منافس، لكن الخبراء يشيرون إلى أن ذلك غير كافٍ لتحقيق النجاح، حيث يقول ديفيد يوفي: لدى مايكروسوفت أطنان من الأموال، لكنها تواجه صعوبة شديدة في تسويق وجعل محرك بحثها بينغ ناجحاً .

ويبدو أن آبل قد سلكت مساراً مغايراً لشركة مايكروسوفت، فمن خلال نظام سيري للتعرف إلى الصوت والذي أتى مع جهاز الآي فون 4 إس، تمكنت آبل من دخول السوق بتقنية جديدة لا يوجد لها مثيل، على الرغم من أن هذا النظام لا يزال في مراحله الأولية .

وبدأت آبل صراعها المباشر مع غوغل من خلال خدمة الإعلان عبر الهاتف المحمول iAds والذي أعلن عنها ستيف جوبز جنباً إلى جنب مع الآي فون 4 في العام ،2010 وكان نتيجة ذلك شراء آبل لشركة الإعلانات كواترو وايرليس في مقابل 275 مليار دولار، في حين اشترت غوغل شركة آد موب في مقابل 750 مليار دولار . وعلى الرغم من جهود الشركتين في هذا المجال، إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كانت الإعلانات على الهواتف المحمولة مربحة كما في الإعلانات على الويب أم لا؟!

وتسعى آبل وغوغل لكسب مزيد من الأموال من خلال الهواتف المحمولة، حيث تستخدمان المعلومات المتوفرة عن المستخدمين، لتقديم العروض والمزايا التي تثير اهتمامهم، وتطوير وسائل للدفع من خلال الهاتف، فقد أعلنت غوغل مؤخراً عن Google Wallet واستحوذت على شركتي زاجات وفرومرز، في الوقت الذي أعلنت فيه آبل عن Passbook والذي من خلاله يستطيع المستخدمون حفظ بيانات بطاقات الائتمان والكوبونات وتذاكر السفر على الآي فون، إضافة إلى تطبيق الخرائط الجديد والذي يعرض معلومات عن الشركات المحلية والعروض التي تقدمها المحال التجارية .

ويقول المحللون إن على شركتي آبل وغوغل التركيز على التطبيقات أكثر من التركيز على محركات البحث والإعلانات، حيث أشارت شركة نيلسن للإحصاءات عبر الإنترنت إلى أن 80 في المئة من مقتني الهواتف المحمولة والحواسيب اللوحية يستخدمون هذه الأجهزة للوصول إلى التطبيقات المتنوعة، أكثر من الدخول على الشبكة العنكبوتية .

هذا وتحتاج آبل إلى التفوق في مجالات تقنية جديدة لمواجهة غوغل، وقد تشتري آبل خلال السنوات القليلة المقبلة الموارد التي تحتاجها، ويقول ديفيد يوفي الأستاذ في كلية هارفارد للأعمال: لقد قامت أبل بالعديد من الأشياء لتصعيب مهمة غوغل، وسيكون هنالك المزيد في المستقبل .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"