الفروسية.. تراث نبل وفخر يتجدد

علاقة أهل الإمارات بالخيل عريقة وقديمة قدم العروبة النابضة في قلوبهم. وتتميز سلالة الخيول العربية عن غيرها في العالم كله بأنها الأعرق والأكثر أصالة وجمالاً وذكاءً وسرعة وألفة مع فارسها.
وتحظى رياضة الفروسية بشعبية واسعة في الإمارات، ويشتهر الإماراتيون بسمعتهم العالمية في هذه الرياضة وتعلقهم بها. حيث حقق فرسان الإمارات العديد من البطولات في المحافل الدولية، وتوّجوا بالذهب مراراً في بطولات العالم للقدرة وقفز الحواجز ومسابقات ترويض الخيول.
وقبل تنظيم رياضات الفروسية على الطريقة الحديثة ومن خلال الاتحادات المحلية والإقليمية والعالمية كانت الرياضات الخاصة بالخيول تقام في الماضي في الأعياد والأعراس، حيث يقوم الفرسان بامتطاء الخيول بلا سرج، وعبر سباقات معينة يتبارى الفرسان في إظهار سرعة أفراسهم وقدرتها على الانطلاق في سباقات المسافات القصيرة، أو قدرتها على التحمل في سباقات المسافات الأطول، أو يتم الاحتفال عبر الاحتفاء بجمال الحصان وتناسق حركاته مع حركات فارسه، حيث يستعرض الفارس مهارته في التحكم في حصانه، ويظهر مدى التفاهم الكامل والتناغم الحركي والنفسي بينهما إلى درجة التوحد الكامل. وتطور هذا اللون التراثي من المنافسات في شكل مسابقات «ترويض الخيول»، والتي يعرفها الاتحاد الدولي للفروسية بأنها: «تمثل أسمى تعبير عن تدريب الخيول»؛ حيث يتوقع أن يؤدي كل من الفارس والحصان سلسلة من الحركات المحددة مسبقاً والمحفوظة في الذاكرة، وتقام منافسات ترويض الخيل في كل المستويات من الهواة وحتى الألعاب الأوليمبية وبطولة ألعاب الفروسية العالمية. وتهدف هذه المسابقات من خلال أساليب التدريب المتقدمة إلى تطوير القدرة الرياضية الطبيعية لدى الحصان.
وبفضل اهتمام الدولة بالحفاظ على تراث رياضة الفروسية، وتسخيرها لأحدث الإمكانات لرعايتها وتطويرها، يقبل الكثير من الشباب على ممارستها والتنافس بها عبر المراكز والأندية المختصة، مما يعيد إحياء التراث العربي الأصيل وعلاقته بالخيل التي يعتبرها رمزاً للشجاعة والنبل والعزة والفخر. وتنظم السباقات الدولية والمحلية بالدولة تحت مظلة اتحاد الإمارات للفروسية والسباق من خلال: قرية الإمارات العالمية للقدرة ونادي دبي للفروسية ونادي تراث الإمارات.