«الفروسية».. أحلام الفتيـات على صهوة الخيـول

أطلقته «سجايا الشارقة» استعداداً للقافلة الوردية
06:53 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: فدوى إبراهيم

استطاع برنامج الفروسية الذي أطلقته «سجايا فتيات الشارقة» الاستحواذ على اهتمام كثير من الفتيات اللاتي يملن إلى خوض المميز من الرياضات، فجَمع 20 متدربة على فن ركوب الخيل تحت مظلة المغامرة في نادي الشارقة للفروسية والسباق، وحقق أحلامهن في تملك السمات الإيجابية.
ويهدف البرنامج إلى دمج الفارسات في حملة القافلة الوردية التي تنطلق في 23 فبراير/شباط المقبل، بعد تمكينهن وتنمية الشخصية القيادية لديهن، وإبراز الدور الفعال للفارسات في المجتمع. وتقول مي الساري، منسقة الإعلام والإبداع في سجايا الشارقة: «شهد الإعلان عن فتح المجال للتدريب على الفروسية من عضوات سجايا الشارقة، إقبالاً نوعياً من متدربات وغيرهن، مما يعكس رغبة كبيرة لدى الفتيات في اكتساب سمات إيجابية وتعزيزها، ومن بينها القوة والشجاعة والثقة بالنفس، وهو ما نسعى إليه بشكل دائم من خلال كل الأنشطة التي ننظمها للفتيات».
وفق الساري «يتضمن البرنامج 20 فتاة لديهن سمات وصفات مبدئية تؤهلهن للتدريب، الذي من شأنه أن يفضي إلى مشاركة الأكثر كفاءة والتزاماً من بينهن الشهر المقبل في القافلة الوردية التي تهدف إلى رفع درجات الوعي بمرض سرطان الثدي، وذلك بعد اجتياز 8 حصص تدريبية في نادي الشارقة للفروسية والسباق».
وتُنوِّه الساري بتفاوت مستويات المتدربات، فمنهن من مارست هذه الرياضة مسبقاً، لكنهن جميعاً يمتلكن إصراراً على إتمام التدريبات كاملة، حيث باتت الفتاة الإماراتية اليوم أكثر رغبة في خوض غمار المجالات والرياضات الصعبة والمميزة، خاصة بدعــم الأهالي فــي حال توفر الثقة تجاه الجهة المنظمة والمكان الذي تمارس فيه فتياتهن الأنشطة.
وتعتبر نورة صلاح (17 عاماً) من بين أكثر المتدربات على البرنامج خبرة؛ إذ بدأت تدريباتها على ركوب الخيل في سن 12 عاماً بدبي، ثم انتقلت إلى نادي الشارقة، وهي اليوم في «المرحلة المتقدمة»، وتتدرب على قفز الحواجز.
وعن تجربتها تقول صلاح: «حبي للخيل منذ صغري جعلني أقبل على التدريب، ومساندة أهلي كانت دافعاً للاستكمال. وجودي مع زميلاتي من المبتدآت يمنحني الفرصة لأقدم لهن العون والمشورة، وأتمكن من مساعدة المدربة في منح التوجيهات، وهو أمر يسعدني كثيراً؛ لأنني أفتخر بكون الفتيات مقبلات على التعلّم».
وتشير صلاح إلى أنها ـ خلال فترة تدريبها منذ سنوات ـ تأكدت فعلاً من أن الخيل صديق الإنسان، وأن التواصل معه ضروري للغاية، مشيرة إلى أن سقوطها الذي لم يتجاوز خمس مرات، لم يزدها إلا إصراراً وشجاعة ونبذاً للخوف.
وتعتقد مريم السويدي (15 عاماً)، أن حب الفروسية أمر ينشأ مع الشخص بشكل لا إرادي، ويظل حلماً عالقاً في ذهنه حتى يتحقق ويصبح فارساً، وهو ما تفعله الآن. وتقول: «ظل حلم الفروسية يلاحقني منذ انقطاعي عنه في عمر 11 عاماً، وها أنا اليوم عدت لأحقق حلمي من خلال التدريب، فللأسف تعرض أخي لحادثة جراء سقوطه من على ظهر الخيل، وتسبب ذلك له في إصابات بالرأس؛ لأنه لم يكن يرتدي الخوذة، مما جعل أهلي يخشون علـيّ من استكمال التدريب فتوقفت لفترة، حتى استطعت اليوم إقناعهم بعودتي، ووعدتهم بالتزامي بوسائل وأدوات الحماية والأمان».
أما سارة سيف (16 عاماً) فبدأت التدريبات في عمر 8 سنوات، وعاودت حالياً مع سجايا، إلا أن الحدث الأجمل بالنسبة لها، هو أنها بمجرد أن طلبت والدتها أن تُسجّلها فـــي البرنامــج التدريبي وجدتها قد سجلتها فعــــلاً، وهو ما أسعدها كثيراً، وهنا تشير سيف إلى أهمية دعم الأهل للفتيات لخوض غمار الرياضات المميزة وتطوير المهارات بشكل عام.
وتضيف: «وجــدت أن أهـــم ما يمــكــن أن يقدمه المتــــدرب لنفســه، هو أن يبني علاقة حسية جيدة مع الخيل الذي يمتطيه، وبعــدها ستتعزز لديه سمات الشجاعة والجرأة والقوة واللياقة البدنية».
ولأول مرة تشارك مريم الحمادي ( 15 عاماً) في البرنامج، وترغب في أن تصبح فارسة؛ لما تتحلى به هذه الرياضة من جماليات حسب قولها. وتضيف: «مهما اعتقد الشخص بأنه جريء وشجاع وصبور، فإنه لن يختبر حقيقة سماته إلا حين يمارس رياضة أو يخوض مغامرة ما، وهو ما اكتشفته خلال البرنامج التدريبي؛ حيث تملكني الخوف لكنني تجاوزته بعد امتطائي الخيل؛ لأنني على يقين من أن الخوف وركوب الخيل لا يلتقيان، ولا بد أن يكون الفارس أقوى من خيله كي يستطيع قيادته، وإلا فإن الخيل سيتمرد».
وتُنوِّه أمل الدهماني (18 عاماً) التي تشارك لأول مرة في التدريب، بأكثر التحديات التي تواجه الفارسة، وهي السيطرة على الخيل، فمن المعروف أن الفرس يمكن أن يهيج ويتسبب في حادث لفارسه، وهو الأمر الذي تضعه في حسبانها. وتقول الدهماني: «أنا بصدد التعرف إلى الخيل أكثر وفرض السيطرة عليه، وبذلك أخلق حالة التوازن التي لا بد منها كي أكون فارسة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"