ألعاب الفيديو الجديدة تتيح التحكم في أحداث القصة

03:06 صباحا
قراءة 6 دقائق

آلات غريبة تحمل تهديدات تهبط على الأرض، ووسط حرب شاملة، يقوم أحد الجنود بتفتيش بناية ليعثر على شاب مذعور مختبئ في فتحة ضيقة .

كل شيء على ما يرام هكذا يقول الجندي الجميع يلفظون أنفاسهم الأخيرة يرد الفتى لابد أن يختار الجندي فقال: ساعد الفتى أو أخبره بأن يسارع بالهرب .

على الرغم من أن هذا المشهد حافل بالأحداث الدرامية والرسوم المتحركة الواقعية، إلا أنه ليس مشهدا من الفيلم القادم الذي ينتظره الجمهور بشغف . إنه في واقع الأمر مشهد من إحدى ألعاب الفيديو التي ستطرح قريبا وهي لعبة Mass Effect 3 حيث يقوم صناع اللعبة بصياغة حبكة قصصية أكثر تشويقا وإيجاد شخصيات تتطور بناء على ما تمر به من خبرات داخل اللعبة . إنها ليست محاولة لإثارة اهتمام العملاء الجدد و زيادة مبيعات العاب الفيديو التي تعاني من الهبوط لأن هذه الصناعة العريقة تناضل لجذب انتباه الجمهور في مواجهة الأجهزة الجديدة مثل الآي باد .

مجموعة من الألعاب تدعو من يمارسها إلى خيارات لا تقتصر على اختيار السلاح فقط . فمن الأشياء الكثيرة التي توفرها، أن يطلب من اللاعبين أن يتخذوا قرارات أخلاقية تدفع شخصياتهم- وحبكة اللعبة- إلى التطور بطرق مختلفة . ومن الألعاب القادمة التي سوف تستفيد من ذلك لعبة Bioshock Infinite وStar Wars: The Old Republic أو حرب النجوم: الجمهورية القديمة .

هذه الألعاب التي تقوم على رواية قصة لم تتمكن من الظهور في وقت أفضل . فالمبيعات الأمريكية من اكسسوارات الألعاب وألعاب الفيديو وصلت إلى ذروتها في عام ،2008 حيث بلغت 4 .21 بليون دولار، وفقا لمجموعة إن بي دي لأبحاث السوق . إلا أنه و منذ ذلك الحين، هبطت المبيعات السنوية بنسبة 13% لتصل إلى 5 .18 بليون دولار في عام ،2010 وحتى الآن في عام ،2011 ازدادت المبيعات مقارنة بالعام الماضي .

ومع قيام المحكمة العليا مؤخراً بإصدار قرار يحمي ألعاب العنف بوصفها حرية تعبير، أصبحت الظروف مهيأة أكثر من ذي قبل لأن يتم تحميل الألعاب بأكثر من رسالة .

وكجزء من الهدف من إدخال سرد القصة هو جعل اللاعبين مشغولين لفترة أطول، ومتابعة القصص حتى النهاية . ويحاول صناع ألعاب الفيديو منع تسرب الملل إلى اللاعبين الذي يدفعهم إلى الإسراع في تفريغ الألعاب في محلات الألعاب المستعملة وهو ما يتسبب في هبوط المبيعات .

وتعمل الألعاب الجديدة على دمج أفلام الأكشن بمناورات السينما من أجل تطوير ما يسميه بعض المشتغلين بالمجال اسم شكل فني جديد .

وفي الماضي، كانت الألعاب غالبا ما تتضمن ما يطلق عليه مشاهد مقطعة بين نوبات عمل الإصبع الزنادية . ففي لعبة Grand Theft Auto IV على سبيل المثال، يتم إعطاء اللاعبين مهام تتقدم بشكل طولي تقريبا بينما يجري سفاحون آخرون اتصالات بالهاتف الخلوي ويختارونهم للمشاركة في الجرائم التي تجعل اللاعب ينتقل إلى مستوى أعلى . ويمكن أن يقوم اللاعبون بمتابعة خطوط القصة لفترة طويلة أو يتجاهلونها لصالح مطاردات أخرى، مثل اكتشاف تفاصيل خافية مثل القلب العملاق المربوط بسلسلة داخل تمثال الحرية و ما شابه ذلك .

وبالتدريج ، تصبح المشاهد التي لا تحتوي على حركة وعنف أكثر أهمية للألعاب وتصبح القصة هي محور الاهتمام . وقد كانت لعبة Grand Theft هي البداية في هذا الاتجاه، بناهيتين مختلفتين حسب اختيارات اللاعب . أما لعبة حرب النجوم أو Star Wars فسوف تحتوى على ما يقرب من 20 نهاية وبليون طريقة للوصل إلى تلك النهايات .

وقال كين ليفين، المدير الإبداعي لشركة إراشيونال جيمز: إن الصور الفوتوغرافية تحكي قصصا، والأفلام السينمائية تحكي قصصا، والأغاني تحكي قصصا، وكذلك الألعاب تحكي قصصاً .

ويستعد استوديو ليفين لإطلاق لعبة BioShock Infinite العام القادم . حيث تواجه لعبة الرماية الشخصية الرئيسية بوكر بقرارات أخلاقية - مثل إنقاذ رجل من الإعدام أو إراحة حصان - مع السباحة طول الوقت وسط عالم ساحر عائم يمثل أمريكا في مطلع القرن العشرين .

وقال ليفين لن تقوم أمي بالاتصال بلعبة Mega Man2 مشيراً إلى لعبة Capcom المنقطة منذ أواخر الثمانينات . ولكن لحسن الحظ فإنها تستطيع أن تتصل قصة كهذه .

ولكن هذه الألعاب التي تروي قصة أو حكاية تعد أسلوبا آخر توصل إليه عالم ألعاب الفيديو إلى الأشخاص الذين لا يعتبرون أنفسهم من من هواة الألعاب . وقد استطاعت ألعاب الموبايل مثل لعبة Angry Birds وألعاب الشبكات الاجتماعية التي تصيب بالإدمان مثل لعبة FarmVille اكتساب المزيد من اللاعبات من النساء . فقد حولت أدوات التحكم في الحركة التي ابتكرتها كل من مايكروسوفت وسوني ونيتيندو، حولت ألعاب الفيديو إلى تدريب مادي يجذب الكبار والصغار .

ويمكن للألعاب التي تروي قصصا أن تجذب أولئك المهتمين بتطور الشخصية أكثر من انجذابهم إلى القتل .

وقد صرح ليندساي جراس، أستاذ دراسات الإعلام التفاعلي في جامعة ميامي قائلا إن صناعة ألعاب الفيديو تحاول أن تنجز ما حولته هوليوود إلى علم: وهو الدخول إلى أسواق جديدة عن طريق تقديم شيء قليل لكل شخص- قليل من الرومانسية وقليل من الحركة وقليل من هذا وذاك .

وأضاف:لقد بدأت الألعاب في فهم ذلك في الأربع أو الخمس سنوات الأخيرة، ولكنها تأخرت في فهم ذلك أكثر من الأفلام واستطرد:قبل ذلك، كانت لعبة رماية وإطلاق نار وهذا هو ماتقوم به أنت .

ويعتقد جراس، الذي لا يزال يدرس ألعاب الفيديو منذ سبع سنوات، أن الإجابة ليست في أفلام الأكشن ذات الميزانيات الضخمة، ولكن في ألعاب الفيديو المستقلة التي تتجاوز حدود التسلية .

وقال سكوت شتاينبيرج المدير التنفيذي لشركة TechSavvy Global للاستشارات في مجال ألعاب الفيديو من الألعاب الهندية إلى المزيد من عروض البث، في العقد القادم سوف نرى اختلافا وتنوعا أكبر في المضمون، وأضاف: سوف يكون اختيار الألعاب أقرب شبها لاختيارك للأفلام .

ولا تقوم مجموعةNPD Group لمتابعة السوق بتعقب أو تصنيف ألعاب سرد القصص بالتحديد . ولكن الكثير من الألعاب التي حققت نجاحا تجاريا توغل كثير في نقطة السرد والحكاية . وقد حققت لعبة Grand Theft Auto IV مبيعات تقدر ب 20 مليون وحدة منذ إطلاقها في إبريل 2008 لتكسر الرقم القياسي . وكانت لعبة L .A . Noire هي اللعبة الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة في شهر مايو/أيار الماضي بمبيعات تقدر ب 899،000 وحدة على الرغم من ركود سوق الألعاب . وهناك مجموعة من الفنانين والكتاب والمخرجين يشاركون بشكل متزايد في هذه الصناعة، مما يحقق لهم شهرة بعرض أصواتهم وصورهم وأفكارهم في وسائل الإعلام .

وقد قام جويليرمو ديل تورو المخرج الذي تم ترشيحه لجائزة أوسكار بعد النجاح الساحق الذي حققته أفلام مثل Panصs Labyrinth وHellboy العمل في فيلم The Hobbit، لكي يعطي لنفسه فرصة للعمل على ألعاب الفيديو . وأحد أوائل مشروعاته الجديدة هو مع شركة صناعة الألعاب THQ هو ما يطلق عليه مخبول أو Insane والتي سيتم إطلاقها قريباً . حيث يتصور جويلرمو أن صناعة اللعبة تستغرق من 8 إلى تسع سنوات من حياته الإبداعية .

وقال ديل تورو في إحدى المقابلات الصحفية التي تمت معه مؤخراًلا زال أمامنا الكثير حتى يعترف الناس بألعاب الفيديو كفن .

فهو يعتقد أن إصدارات الألعاب سوف تصبح من الأحداث الثقافية الكبرى في يوم من الأيام، لتشبه إلى حد كبير الأفلام السينمائية ذات الميزانيات الضخمة . وقد صرح قائلاً: لكي نكون ممن يحكي القصص في القرن الحادي والعشرين ، نحتاج بشدة إلى أن نتعلم رواية القصص من خلال ألعاب الفيديو .

وقال أرسون ستاتون، وهو أحد الممثلين الذين شاركوا في المسلسل التلفزيوني رجال مجانين أو Mad Men، إنه قد وقع على القيام بدور المخبر كول فيليبس في لعبة الجريمة الملحمية L .A . Noire لتكون واحدة من أكثر الطرق شهرة في رواية القصص التي تستكشفها اللعبة .

وقد قام ستاتون بدراسة 2،200 صفحة من السيناريو لكي يمثل كافة خطوط القصة التي تتطور حسب خيارات اللاعب . ومن احد الطرق البارعة في اللعبة هو تحديد كيف سيكون رد فعل المخبر تجاه المشتبه بهم في غرفة التحقيق . ومن خلال اتخاذ قرار سواء بتصديقهم أو الشك فيهم تنتقل القصة إلى ما يصفه بأنه واقعها المنفصل الخاص بها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"