الحدادة.. قوة وتحمّل وترويض بالنار

نقوش الماضي
02:02 صباحا
قراءة دقيقتين
إعداد: فدوى إبراهيم

تعتبر الحدادة من أهم الحرف القديمة، فهي المسؤولة عن رفد كافة المهن الأخرى بالمنتجات المعدنية، سواء كانت حديدية أو نحاسية أو من الألمنيوم، وكان بذلك الحداد صاحب مهنة محورية يعتمد عليها في صناعات البيئات الزراعية والجبلية والساحلية.
والحداد هو «الأستاذ» الذي يعمل تحت إمرته عدد من العمالة، فهو الرجل الذي تعلَّم المهنة أباً عن جد، ويتسم بقوته الجسدية وقوة التحمُّل التي تمكنّه من إتقان مهنته، ونظراً للحاجة الماسة للمنتجات المعدنية في المنازل والمهن، كان (الحداد) صاحب المهنة المحورية، لقب لمن يتقن هذه المهنة، وما زال متوارثاً محلياً.
بالإضافة إلى قوة عضلاته وتحمله مشقة العمل الذي يتطلب منه مواجهة النار طوال فترة العمل، واستخدام المطرقة، وهي أهم الأدوات التي يستخدمها في عمله، بطريقة فنية محكمة، يقوم الحداد بإصلاح بعض المعادن المهمة للمنازل، بالإضافة إلى تصنيع أدوات الزراعة، من معاول ومجارف ومناجل، وأدوات السفن كالمراسي والمسامير والمناشير والمطارق والأزاميل والمجادح والسلاسل والأقفال وغيرها، وكذلك المطارق والصخين والجدوم والهيب ومسامير الأبواب لمهن البناء وغيرها، وصناعة الأدوات المنزلية مثل التاوة والمهباش والمحماس والسكين والهاون والقدور والملاعق، باستخدام قضبان الحديد التي تستورد من الهند.
وتقسم مهنة الحدادة إلى «ضراب»، وهو من يضرب قطع الحديد لتشكيلها حسب الطلب بعد إخراجها من الفرن «الكور»، بينما «النفاخ» هو من يحمل «المنفاخ» لتوجيه الهواء المضغوظ نحو الفرن لزيادة اتقاده، بينما يشرف الأستاذ على العملين ويشاركهما. ويتقابل الأستاذ والضراب كل منهما في حفرة يصل عمقها إلى الركبة، ومن أمامهما السندانة التي توضع عليها قطعة الحديد لضربها وتشكيلها بالمطراق بينما يمسكها الآخر بواسطة «الجلابتين».
ومن أهم الأدوات المستخدمة في مهنة الحدادة: السندانة التي يطرق عليها الحديد، المطارق بأحجام مختلفة، الفحم السريع الاشتعال، المهابش والتي تستخدم لنبش الفحم لزيادة اشتعاله، والجلاليب التي تمسك قطع المعدن، والكوار أي الوعاء الفخاري المستخدم لتبريد المعدن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"