سميحة الحبسي: «حديقة السعادة» تقلل الانبعاثات

تعمل بمجال الهندسة الميكانيكية
03:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
رأس الخيمة: حصة سيف

معلومة سمعتها المهندسة الإماراتية سميحة علي سيف الحبسي، تمثلت بأن زراعة النباتات تخفض درجات حرارة الجو المحيط بالوحدات الغازية في محطات تحلية المياه وتوليد الكهرباء، وتزيد كفاءة إنتاجها، شجعتها على تبني الفكرة، وبدء زراعة المنطقة المحيطة بالمحطة، والمطلة على خور رأس الخيمة، واغتنام تدوير المخالفات المستخدمة في تحلية المياه وتوليد الكهرباء، لإنشاء حديقة متكاملة الأركان.
أهلت خبرة سميحة، صاحبة الأحد عشر عاماً في هندسة الميكانيكا، بالهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه، لتوطيد علاقتها بالأجهزة المستخدمة، حتى تناهى إلى سمعها بأنها ستستبدل وتحول إلى خردة، فعزمت على زيادة كفاءتها من خلال الزراعة التي زادت تدريجياً، وتحولت المنطقة الى حديقة مقسمة إلى أجزاء ترفيهية للموظفين باستخدام المخلفات والأجهزة الخردة، وتحوي أيضاً «مجلس السعادة»، ومكتبة، إضافة إلى المراجيح والجلسات المريحة في زواياها. وامتدت الحديقة بشكل طولي يتناسب مع موقع الآلات والوحدات الغازية، ولم تتغير الوحدات بعدما زادت كفاءتها، بفعل تلطيف الجو بالأشجار، والمزروعات التي بلغت ٣٧ صنفاً ينتج موسمياً، ويوزع هدايا للموظفين والزوار، ويتميز بطريقة زراعته العضوية.

كيف بدأت قصة «حديقة السعادة» ؟

- الحديقة هي قصة نجاح استثنائية لطموحاتي وأهدافي، لتكون منظومة متكاملة ومترابطة بين رؤية واستراتيجية هيئة الاتحادية للكهرباء والمياه، وتوجهات الدولة لشعار السعادة والعمل الخيري والاستدامة. وبداية انطلاقي في برنامج تدريبي متخصص في الهندسة الميكانيكية، يختص بزيادة كفاءة الوحدات، ويؤدي إلى تقليل الانبعاث الكربوني. ولاستشعاري أهمية تطبيق لما تعلمته، بدأت تشجير المحطة في العام 2009، باعتبارها وسيلة تسهم في المحافظة على الوحدات الغازية.

من الداعم الرئيسي لتطبيق فكرتك؟

- مدير المحطة المهندس زياد أبو جراد. و ساعدني كثيراً بتشجيعه. ساهم في تطبيق فكرتي مجموعة عمال في التوصيلات الفنية في أوقات الفراغ خلال ساعات العمل، لجعل الصورة المتخيلة للحديقة واقعية.

ما هي أبرز أركان الحديقة؟

- هي ليست مجرد حديقة ذات محصول، ومكان متنفس للجميع، بل تضم خمس أركان الأول للقراءة وأطلق عليه «الإمارات تقرأ»، والثاني للزرعة باسم «معا فلنزرع الإمارات»، والثالث للفعاليات «البيت متوحد»، والرابع للمرأة باسم «المرأة الإماراتية»، والخامس للاجتماعات وهو «مجلس السعادة». ويشمل كل ركن منها على مخلفات للشركات وتوليد الطاقة بإعادة تدويرها وتنسيقها بطريقة مبدعة، ومن هذه المخلفات فلاتر الهوا، إطارات سيارات، بكرات خشبية، قوارير المياه، الحشيش، سعف النخيل، تانك المياه.

ماهي الإبداعات التي احتوت عليها الحديقة؟

- ركن البيت متوحد، ويشمل على الزراعة المائية، وهي أحد أقسام الزراعة من دون تربة، وتعطي إنتاجية أفضل وأسرع. واستخدمت فيها الأسماك سماداً وزينة في الوقت نفسه، إذ يمر الماء الذي وضعت الأسماك فيه على الزراعة المائية، وتعيش الأسماك والزراعة في الوقت نفسه، إضافة إلى الإفادة من مياه المغاسل لري المزروعات.
ويشتمل أحد أركان الحديقة على طاولة اجتماعات، وسطها الزراعة المائية. واستخدمنا مكيفات صحراوية من مخلفات شركات أصلحتها المحطة. وتغطي القاعة أشجار زينة استخدمت كستائر.
ويتميز «ركن القراءة» بتصميمه، إذ بني على شكل كوخ حوائطه من أعمدة إضاءة مستهلكة وقوارير الماء التي تضم مصابيح تضاء من طريق البطاريات المستبدلة من الوحدات الغازية. واستخدمت أيضاً نواتج رمال التنقية في إضفاء لمسات جمالية للمكان.

كم تبلغ مساحة الحديقة ؟

- مساحة الأرض المزروعة حوالى 1900 متر مربع، وتضم 37 نوعاً من المحاصيل الزراعية، وسميت أحد أركانها «معاً فلنزرع الإمارات»، واستخدمت بذوراً محلية ومستوردة وأسمدة عضوية في الزراعة، والري يكون بالتنقيط أو الرش.

متى افتتحت الحديقة ؟

- في شهر مارس الماضي، وافتتحها المدير العام للهيئة في حضور مديري الإدارات والتنفيذيين. وكُرمت في «يوم المرأة والابتكار» من وزارة الطاقة، ومن مدير الاتصال المؤسسي السابق للهيئة، وتلقيت رسائل شكر من مديرين في الهيئة.

ما هي إنجازاتك الأخرى؟

- أدخلت تقنيات مبتكرة إلى عملي مهندسة صيانة ميكانيكية، إذ استبدلت أجهزة ضبط المحاذاة للمضخات التي تحتاج وقت كبير للضبط بجهاز ليزر تقني يضبطها بدقة وسهولة، وفي وقت أقل، ويصلح لجميع المضخات بتطبيقاتها المختلفة، وقبلها قدمت للالتحاق ببرنامج تدريبي لتعلم مهارات استخدام الجهاز من طريق الهيئة التي توفر لموظفيها تلك البرامج، لأكون الفتاة الإماراتية الأولى التي تشغل الجهاز.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"