«تك آرك».. مشروع شبابي بروح التسامح

02:09 صباحا
قراءة دقيقتين
دبي: زكية كردي

عند التوقف أمام المشاريع والمبادرات الشبابية التي يطلقها أبناء الإمارات والمقيمون فيها، ندرك أن الحديث عن «عام التسامح» ليس مجرد حوار نظري، بل هو فكر وطموح وقيم، ومنصة تفاعلية جمعت شغف ثلاثة شبان من هواة التصميم والثقافة لتأسيس منصة في قلب «السركال أفنيو» ترحب بكل مبدع ومصمم، وصاحب مشروع بلا مقابل لتؤسس لمجتمعاً إبداعياً تفاعلياً يمتلك كل أسس وأدوات النجاح كما نقرأ في السطور القادمة.
يوفر مشروع محمد المنصوري، أحد مؤسسي مشروع «تك آرك»، مساحة مفتوحة للجميع دون مقابل للعمل والتعلم والتعاون والإبداع، فالمكان مجهز بالعديد من المكاتب العصرية المفتوحة، وكل وسائل التكنولوجيا التي قد يحتاجها رواد الأعمال و أصحاب المشاريع، والمصممون و الطلبة والمبدعون، موزعة على طابقين كما يحوي المشروع طابعة ثلاثية الأبعاد لدعم المصممين والمبدعين، تستخدم أيضاً في تطبيق بعض الأفكار و إصدار بعض القطع الإبداعية المتعلقة بالمكان، وأيضاً خلفية كروما لمن يحتاج للتصوير، وماكينة للتقطيع بالليزر، ومكتبة غنية تحوي كتباً منوعة ب15 لغة، تتبع لاهتمام المنصوري باللغات والثقافة، فهو يجيد الإنجليزية والإسبانية، والبرتغالية، والإيطالية، ولغة الإشارة.
ويقول المنصوري: تماشياً مع «عام التسامح» عملنا على إطلاق «نادي اللغات» ضمن مشروعنا، يدور نشاطه حول اللغات والثقافات المختلفة، ونستضيف أسبوعياً أشخاصاً من ثقافات مختلفة ليشاركونا تجاربهم و خبراتهم ومفاتيح لغاتهم، كما نقدم دورات لتعليم اللغات في النادي.
يشير المنصوري إلى أن الحديث عن أهمية «إعادة التدوير» لا يمكن أن يكون تنظيرياً، فهي تجربة مفعمة بالشغف لمن يعيشها، ولأن المشروع قائم على فكر عصري ريادي كان لا بد أن يشبه أصحابه، فمعظم الأشياء وقطع الأثاث والديكور التي يحويها المكان، من مكتبة، ومكاتب، طاولات، وكراسي، ووحدات إضاءة معلقة في السقف هي من إبداع الفريق المؤسس للمشروع، الذين عملوا على تصميم كل المحتويات، وجمع تلك القطع التي آن أوان الاستغناء عنها ليمنحوها حياة جديدة في مكان يزخم بالإلهام والإبداع، ويحولوها إلى قطع عصرية مميزة سواء بالاعتماد على أنفسهم، أم بالاستعانة بالورش الصناعية.
أما عن الدخل المادي للمشروع فيوضح المنصوري أن الركن التجاري في المكان هو المقهى الذي عمل على أن يكون مختلفاً أيضاً عما هو معتاد بما يقدمه، فالقائمة التي يقدمها من أنواع القهوة والمشروبات، وأيضاً الأكلات الخفيفة والحلويات تعتبر تجربة مثيرة كونها تستحضر أنواعاً غريبة وغير منتشرة تعود لدول مختلفة، مثل: بورتشيجيز ناتس من البرتغال، أسايبويز من البرازيل، كوفي مينز من كوستاريكا وغيرها الكثير من الأنواع، من السلفادور، إثيوبيا، الكونغو، كما يحرص المقهى على التغيير والتجديد حتى يحافظ على تفرده بتقديم الأشياء والتجارب المذاقية المختلفة، وبالإضافة إلى المقهى يوفر المشروع منصة متاحة للإيجار لمن يرغب بإقامة الفعاليات أو ورش العمل، موضحاً أن الأمر هنا يتعلق أيضاً بنوع الفعالية أو ورشة العمل، فإن كانت غير ربحية فمشروعه يستضيفها دون أي مقابل، فيما إذا كانت ربحية فتكون مأجورة، ويوضح أن هدف المشروع ليس مادياً بالأساس بل اجتماعي، التقى فيه هو وشركاء عمله الخاص أو وظيفته، واتفقوا على إقامة هذه المنصة التفاعلية التي يطمحون لأن تتسع وتنتشر ليكون لها فروع أخرى في المستقبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"