المناظير الحديثة كاميرات تسبح في الجسم

13:18 مساء
قراءة 14 دقيقة

شهدت السنوات الاخيرة ثورة كبرى في مجال الجراحة تمثلت في ابتكار تقنيات واجهزة دقيقة بعضها متناه في الصغر لمساعدة الاطباء على تشخيص الامراض واجراء العمليات الجراحية بطرق حديثة تقلل نسبة المخاطر بشكل اكبر بكثير مما هو الحال عند اجراء العمليات الجراحية التقليدية، خاصة الكبرى منها. وعلى نحو مغاير مما نعرفه عن المناظير التقليدية التي ما زال الاطباء في مختلف انحاء العالم يستخدمونها حتى اليوم، فإن المناظير الجديدة هي كاميرات لا يزيد حجمها عن حجم حبة دواء عادية، لكنها بعد ان تقوم بانجاز المهمة المطلوبة منها فانها تنهيها بالخروج من الجسم ومن ثم استخراج ما انتجته من صور خلال رحلتها من البلعوم حتى الشرج في مدة ثماني ساعات داخل الجسم.

من آخر الابتكارات التي طورها علماء أمريكيون أصغر جهاز منظار داخلي من شأنه أن يحدث ثورة طبية على صعيد تشخيص الأمراض وعلاجها.

وهذه التقنية الجديدة تعد أحد أصغر الأجهزة في العالم القادر على سبر أغوار جسم الإنسان، وتتمثل في نظام سكانر ليزري بحجم كبسولة الدواء وموصول بألياف بصرية ويستعمل لكشف وتصوير سرطان المريء.

وما يميز الجهاز الجديد الذي ابتكره مهندسون في جامعة واشنطن هو مرونته وحجمه الذي لا يتجاوز نصف حجم أقرب منافسيه، فضلا عن سهولة استخدامه مقارنة بالمنظار العادي الذي يزعج المرضى والذي من الممكن أن يعلق في الفم أثناء إقحامه بشدة عبر الفم حتى يصل إلى المكان المطلوب داخل الجسم.

غير ان مخترعي التقنية الجديدة يواجهون تحدي إدراج نظامهم الجديد في قائمة الضمان الصحي الامريكية، حيث كان من المتوقع أن 30 مليون أمريكي سيكونون مستعدين لدفع ثمن الفحص بهذه الكاميرا العجيبة متناهية الصغر والتي لا تتطلب منهم سوى بلعها ليرى الطبيب ما في داخل أحشائهم ثم الخروج مع البراز لاحقاً.

وعلى الرغم من ذلك يأمل المخترعون من جامعة واشنطن أن يتمكنوا من إدراج الكاميرا الكبسولة الجديدة، في قوائم شركات التأمين على اعتبار أن الفحص بهذه الطريقة سيكون أرخص ثمنا وأسرع من الكبسولة السابقة بالإضافة إلى أنها تتيح للطبيب حرية أكبر في التحكم بها.

وعلى النقيض من الكبسولة المنظار السابقة التي كان المريض يبلعها لتخرج من الجسم مع الفضلات، فإن الكبسولة الليزرية الجديدة التي طورتها جامعة واشنطن يمكن أن يسحبها الطبيب مثل المنظار التقليدي وهي مجهزة بضوء ملحق بنهايتها وتستخدم لفحص تجويف الجسم وأعضاء مختلفة منه.

والميزة المهمة الأخرى التي تتمتع بها هذه الكبسولة هي أنها لا تتطلب تخدير المريض كما يجري لدى استخدام أنواع المناظير العادية.

ويعتقد فريق جامعة واشنطن، أن الفائدة الأولى التي سيحصل عليها الطب من هذه الكبسولة تتمثل في علاج المرضى الجدد الذي ينفرون من طريقة تشخيص سرطان المريء لأنها غير مريحة على الإطلاق بالنسبة لهم علاوة على ارتفاع تكلفتها والوقت الطويل الذي تستغرقه.

وقال الباحث إيريك شيبل، أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة واشنطن: ستسهم هذه الكبسولة إلى حد كبير في دفع عدد أكبر من الناس للخضوع للاختبارات الكشف.

والجدير بالذكر أن آلاف الأشخاص يصابون سنويا بسرطان المريء.

وقد شهدت أمريكا وحدها السنة الماضية، أكثر من 15 ألف حالة إصابة، ووفاة 14 ألف مريض، حسب تقارير المعهد الأمريكي للسرطان.

وغالبا ما ينصح الأطباء الناس بالابتعاد عن تناول الكحول والتدخين كي ينأوا بأنفسهم عن شبح هذا المرض الخطير.

ومن العوامل الأخرى التي تساهم في الإصابة بالمرض حالة الارتجاع المعوي والمتمثل بعودة الطعام المهضوم أو مادة الصفراء التي يفرزها الكبد إلى المريء مرة أخرى ويمكن أن تؤدي حينذاك إلى تهيج المريء وظهور خلايا غير طبيعية تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان.

وكبسولة جامعة واشنطن قادرة على التقاط صور فيديو أثناء حركة جهاز نظام السكانر إلى الأعلى أو الأسفل داخل أنبوب المريء. ومثل هذا التحكم بالكاميرا كان غير ممكنا في الكبسولة السابقة نظرا لضيق نطاقها.

وتأتي التقنية المتطورة لجامعة واشنطن على شكل كبسولة بلاستيكية كي يكون وزنها خفيفا وتسهل عملية بلعها.

وعلى أي حال، فانه إذا ما اكتشفت الكبسولة المنظار أي خلايا غير طبيعية فإنه ينبغي على المريض لاحقا الخضوع لإجراء منفصل يتم بموجبه أخذ خزعة من هذا الورم لفحصه مختبريا.

وقالت ليزا نورتون، مدير التقنية في وحدة تيك ترانسفير التابعة لجامعة واشنطن والتي تساعد على ترخيص اختراعات الجامعة، إنه من المتوقع أن توقع الجامعة قريبا اتفاقا مع إحدى الشركات المصنعة للأجهزة الطبية، من أجل البدء بمرحلة إنتاج هذه الكبسولة. وفي حالة حصول الاختراع على موافقة (إدارة الغذاء والدواء) الأمريكية يمكن حينذاك طرحه للبيع في الأسواق في غضون سنوات قليلة. ويعتزم إيريك شيبل وزملاؤه في المضي قدماً في التفكير باستخدامات أخرى يمكن أن تدخل الكبسولة المرنة فيها ومن دمجها مع أجهزة تساعد على استكشاف مناطق عصية وتصوير البنكرياس أو قناة فالوب. كما يمكن استعمال مثل هذا الاختراع في مجالات أخرى مثل تصوير الزوايا البعيدة في أجنحة الطائرة. وإذا ما نجحت عملية التسويق فان جامعة واشنطن ستنال ثلثي العائد، في حين يذهب الثلث الآخر إلى إيريك شيبل وزملائه أو المشاركين في الاختراع وعددهم 15. وتشهد العديد من المستشفيات المتطورة في العالم إقبالاً متزايداً على تقنية 2004PillCam ESO) وهي أيضاً بحجم الكبسولة ومزودة بكاميرتين في كل طرف يستخدمها الأطباء لتشخيص أمراض المريء في الحالات التي يمكن أن تتطور إلى سرطان.

وهذه الكبسولة قادرة على التقاط ما يقارب 2600 صورة للمريء ( 14 في كل ثانية)، وتنتقل الصور من الكبسولة إلى جهاز تسجيل وفي أقل من 20 دقيقة يكون أمام الطبيب المعالج عدد من الصور كافٍ لتشخيص الحالة بدقة متناهية. على أي حال.

وهناك إجراءات بسيطة ينبغي أن يتبعها المريض قبل خضوعه للفحص بهذه الكبسولة وهي :

التوقف عن الأكل والشرب قبل ساعتين من بلع الكبسولة.

يستلقي المريض على ظهره ويبلع الكبسولة مع الماء.

بعد بلعه للكبسولة يرفع الطبيب المريض بمقدار 30 درجة كل دقيقتين وخلال فترة ست دقائق من البلع إلى أن يجلس بصورة مستقيمة.

تنزل الكبسولة داخل المريء خلال حوالي 3 دقائق.

تنتقل الصور إلى جهاز تسجيل مثبت على حزام يضعه المريض حول خصره.

وتستغرق كل عملية فحص حوالي 20 دقيقة، وتستخدم الكبسولة لمرة واحدة وتخرج لاحقا من الفتحة المعوية بصورة طبيعية ومن دون أي ألم وذلك خلال 24 إلى 72 ساعة.

ويقول الخبراء إن هناك عدة فئات من البشر ينبغي ألا تستخدم الكبسولة بينها من يعانون من مشاكل في البلع أو يعانون أو يشك في أنهم يعانون من عوائق، أو تضيق في المريء. كما أنها محظورة على المرضى الذين يحملون منظم ضربات قلب أو أي أجهزة كهربائية أخرى مزروعة داخل الجسم.

الفرق بين المناظير العادية ومنظار الكبسولة:

تتطلب عمليات المناظير الآتي:

امتناع المريض عن الطعام والشراب لمدة لا تقل عن 8 ساعات.

تعاطي أدوية مسكنة قبل إدخال المناظير في الجسم.

عملية لإدخال المنظار في الجسم.

البقاء في المستشفى بضع ساعات حتى يزول مفعول المسكنات قبل الخروج.

حاجة المريض لمرافق يصطحبه عند خروجه بعد الانتهاء من العملية، فالمريض لن يستطيع قيادة السيارة، بل وليس مخولاً بذلك طوال ذلك اليوم فتأثير المسكن يبقى في الدم لساعات طويلة.

أما كبسولة المريء فلا تتطلب أيا من ذلك، إذ إن كل ما هو مطلوب هو:

أن يمتنع المريض عن الطعام والشراب لمدة ساعتين فقط قبل ابتلاع الحبة كبسولة الكاميرا

يطلب من المريض الاستلقاء على ظهره في وضع أفقي اثناء ابتلاع الكبسولة لمدة دقيقتين يرافق ذلك وضع 3 أجهزة استشعار فوق صدره وحزام تتدلى منه مسجلة رقمية ومن ثم يطلب من المريض النهوض قليلاً ثم الجلوس ثم تنفصل الأجهزة عنه وكل ذلك يستغرق عشرين دقيقة فقط.

آلية عمل الكبسولة

تقوم كبسولة الأمعاء بالتقاط صورها بعد بلعها مباشرة وأثناء مرورها الطبيعي مع حركة الأمعاء، والتي تلتقطها أجهزة الاستشعار الثمانية المثبتة ببطن المريض لترسلها إلى جهاز التسجيل المثبت على حزام الخاصرة، وفي هذه الأثناء يقوم المريض بممارسة حياته الطبيعية لمدة 8 ساعات، وبعد فصل الاجهزة عن المريض يقوم الطبيب بقراءة شريط الفيديو المسجل بجهاز التسجيل عن طريق الكمبيوتر.

المناظير وأمراض الجهاز الهضمي

من منا لم يشك يوماً من حموضة في المعدة أو عسر في الهضم بعد تناول وجبة دسمة؟ ومن منا لم يعان في حياته من اوجاع في القولون أو غازات أو اسهال عارض أو نزلة معوية؟ ان كثيراً من متاعب الانسان غالباً ما تبدأ من جهازه الهضمي الذي تقع عليه مسؤولية هضم الطعام ومن ثم تحويله الى جزيئات صغيرة يمكن امتصاصها من الامعاء لتسهم في بناء الخلايا والانسجة وامداد الجسم بالطاقة.

في هذه المقالة اردت أن القي قليلاً من الضوء على أهمية التقدم الهائل الذي طرأ على التكنولوجيا الحديثة في مجال صناعة المناظير الضوئية واستخدامها في علاج كثير من الأمراض ومنها امراض الجهاز الهضمي من دون اللجوء الى الجراحة وعمليات فتح البطن مما ساعد على التقليل من المضاعفات وفترة الإقامة بالمستشفى.

منظار الجهاز الهضمي العلوي:

- علاج نزيف دوالي المريء والمعدة:

تتكون دوالي المريء والمعدة نتيجة لارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي الذي يستقبل الدم من الاوردة الفرعية المسؤولة عن حمل الدم الوريدي من القناة الهضمية التي تشمل المريء والمعدة والامعاء وكذلك الطحال والبنكرياس والحويصلة المرارية.

والسبب الرئيسي في ارتفاع ضغط الدم في هذا الوريد هو سبب ميكانيكي عند حدوث تليف بالكبد بصرف النظر عن سبب هذا التليف مما يؤدي الى اختناق في فروع الوريد البابي داخل الكبد بالانسجة المتليفة المحيطة به، وعند ارتفاع ضغط الدم الى الوريد الرئيسي ثم الاوردة المغذية له تتضخم هذه الاوردة وعادة ما يحدث النزيف من دوالي المريء أو المعدة وأحياناً من البواسير.

ويعتبر نزيف دوالي المريء أو المعدة من أهم أسباب نزيف الجهاز الهضمي وأكثرها خطورة وتنتج عن الاصابة بفيروس الكبد سي الذي يؤدي في نسبة من المرض الى تليف بالكبد بالإضافة الى البلهارسيا التي تتميز بحدوث ارتفاع كبير في ضغط دم الوريد البابي نتيجة لحدوث تليفات كثيفة حول الاوردة البابية الفرعية داخل الكبد.

ويتم علاج دوالي المريء بإحدى وسيلتين:

أولاً- حقن الدوالي: باستخدام محقن خاص يتم من خلاله حقن مادة مهيحة للأنسجة تؤدي الى تجلط الدم داخل الدوالي في زمن قصير.

ثانياً- ربط الدوالي عن طريق شفط جزء من الدوالي داخل حيز بلاستيكي لين مثبت بنهاية المنظار ثم اطلاق حلقة مطاطية حوله.

وعادة ما يحتاج المريض الى جلسات عدة من العلاج سواء الحقن أو الربط بفارق زمني اسبوع أو عشرة أيام بين كل جلسة والجلسة التالية.

ولكن بصفة عامة فإن العلاج بالربط يحقق نتائج اسرع وآثاراً جانبية أقل.

أما بالنسبة لدوالي المعدة فمن المفضل علاجها بالحقن وباستخدام مادة خاصة تتميز بتصلبها بمجرد خروجها من المحقن.

والسبب في تفضيل هذه الطريقة هو أن جدار المعدة ضعيف، وفي حالة حدوث نزيف من دوالي المعدة يكون اشد واخطر من دوالي المريء.

علاج نزيف قرحة المعدة والاثني عشر، وذلك بطرق متعددة لوقف أو منع تكرار نزيف قرحة المعدة والاثني عشر من خلال منظار المعدة منها:

- حقن حافة القرحة بمادة الادرنالين المخفف الذي يساعد على تقلص الاوعية الدموية أو مادة الترومين والفيبرين اللتين تساعدان على تجلط الدم والتئام مكان النزيف.

- كي سطح القرحة سواء بالليزر أو التيار الكهربائي أو الطاقة الحرارية.

- علاج ضيق أو انسداد المريء:

يحدث ضيق المريء نتيجة لأحد ثلاثة أسباب:

- وجود خلل عصبي مزمن في فتحة الفؤاد

- أو حدوث التهاب متكرر ومزمن بنهاية المريء نتيجة لارتداد حامض المعدة الى المريء. أو بسبب احتراق جدار المريء الناتج عن ابتلاع مادة كاوية خصوصاً الأطفال.

- نتيجة لنمو ورم خبيث بالمريء.

أما الحالتان الأولى والثانية فيمكن علاجهما بتوسيع موضع الضيق بواسطة بالون يتم ادخاله من خلال المنظار أو بواسطة موسعات خاصة بمساعدة المنظار.

أما في حالة وجود ورم خبيث غير قابل للاستئصال جراحياً فيتم أولاً توسيع موضع الضيق، يعقب ذلك تركيب دعامة معدنية تتسع تلقائياً على شكل اسطوانة شبكية بعد ادخالها وتثبيتها في الموضع المطلوب من خلال المنظار.

تركيب انبوب المعدة للتغذية

يتم بتركيب انبوب تعذية بالمعدة من خلال جدار البطن بمساعدة المنظار وليس بالنفخ على المعدة كما كنا نعمل في السابق وذلك في حالات انسداد المريء الدائم أو المؤقت بسبب شكل اعصاب المريء أو وجود سرطان متقدم.

منظار الجهاز الهضمي السفلي

استئصال الزوائد اللحمية: يعتبر القولون أكثر اجزاء القناة الهضمية عرضة للإصابة بهذه الزوائد، وهي عبارة عن أورام غالباً ما تكون حميدة، ولكن بعد فترة من الزمن يمكن ان تتحول الى اورام خبيثة، وتكون لها عنق أو من دون، وأهم اعراضها خروج دم مع البراز، ويتم استئصالها بواسطة قاطع سلكي على شكل حلقة تحيط بعنق الزائدة اللحمية حيث يتم تضييق الخناق على العنق تدريجياً واستئصالها بواسطة تيار كهربائي قاطع ترسل بعدها الى المختبر للتأكد من نوعها. وينصح المريض بعمل فحص قولوني دوري مرة كل سنتين لاستئصال أية زوائد لحمية جديدة ان وجدت.

وقف نزيف القولون:

وذلك باستئصال الزوائد اللحمية كما سبق ذكره، وأحياناً يحدث النزيف من عنق الزائدة اللحمية بعد استئصالها فيجري خنق الجزء المتبقي من العنق ميكانيكياً بواسطة الاندولوب أو عن طريق كي العنق كهربائياً أو بربطه بواسطة مقابض معدنية. والشعيرات الدموية المتمددة وذلك باستخدام الليزر.

توسيع ضيق القولون أو انسداد القولون نتيجة لوجود ورم خبيث غير قابل للاستئصال جراحياً بوضع دعامة على هيئة شبكة معدنية تنبسط ذاتياً بعد تثبيتها في مكان الانسداد وذلك لفتح الطريق أمام الفضلات دون اللجوء للجراحة.

منظار القناة المرارية وقناة البنكرياس (ERCP)، وقد احدث هذا المنظار تطوراً كبيراً في علاج حالات الصفراء المرارية الانسدادية حيث كان ذلك يحتاج الى عمليات جراحية كبرى.

فإذا كان الانسداد ناتجاً عن وجود حصوة أو حصوات عدة في القناة المرارية الرئيسية فإن ذلك يتم بعمل شق بنتوء فاتر يعقبة ادخال شبكة خاصة لاصطياد الحصوة أو الحصوات واخراجها واحدة تلو الأخرى الى الاثني عشر. كذلك يمكن استعمال بالون للغرض نفسه أما اذا كانت الحصوة كبيرة فيتم تكسيرها الى اجزاء صغيرة بواسطة شبكة خاصة قبل استخراجها.

اما اذا كان الانسداد ناتجاً عن وجود ورم أو تليف بالقناة المرارية فإنه يتم عمل توسيع يعقبه وضع دعامة بلاستيكية أو معدنية ذاتية الانبساط لادرار السائل المراري، ويمكن اجراء نفس التدخلات السابق ذكرها بالنسبة لقناة البنكرياس.

وهذا موجز سريع لبعض التدخلات غير الجراحية التي ساعد على وجودها التقدم الصارخ في التكنولوجيا الحديثة والهندسة الطبية وصناعة المناظير الطبية، وليس هذا فحسب، بل ان هناك بعض الأفكار والتدخلات المثيرة والتي مازالت في طور البحث والتطبيق على مستوى ضيق ويتوقع لها الانتشار في المستقبل القريب منها مثلاً:

- المنظار الكبسولة موضوع غلاف العدد وهي عبارة عن كبسولة صغيرة تحتوي على كاميرا صغيرة جداً عبارة عن رقيقة كمبيوتر وهوائي يتم ابتلاعها مثل كبسولة الدواء حيث تقوم هذه الكبسولة خلال رحلتها بالقناة الهضمية بإرسال صور يقوم بتخزينها جهاز استقبال بحجم الكف يثبته المريض حول وسطه، ثم يتم تغذية جهاز كمبيوتر بالمعلومات المخزنة فتحول الى صور مرة أخرى، وفي نهاية الرحلة تخرج الكبسولة مع الفضلات من دون ان يشعر بها المريض ولا تستعمل مرة أخرى.

- علاج ارتداد حامض المعدة الى المريء GORD.

وذلك بتقوية وتضييق صمام فتحة الفؤاد بواسطة:

1- مخياط شركة بارد وهو عبارة عن آلة خياطة متناهية في الصغر تثبت بطرف المنظار ويتم من خلالها عمل عدد من غرز الخياطة المنفصلة أعلى صمام فتحة الفؤاد عند التقاء المريء بالمعدة تشبه ثنايات الستارة حيث بذلك يتم الاستغناء عن عملية جراحية وبإمكان المريض ممارسة حياته العادية في اليوم الثاني.

2- جهاز سترتا للموجات الحرارية:

باستخدام قسطرة تمر داخل المنظار وتتصل بمولد لموجات عالية التردد وعند تشغيل المولد تتحول الموجات الكهربائية الى طاقة حرارية يتم توجيهها من خلال ابرة في طرف القسطرة الى الجزء السفلي من جدار المريء، اعلى صمام فتحة الفؤاد فتحدث بعض التدمير الحراري الذي يصاحب التئامه تضيق في فتحة الصمام.

كذلك استخدام قسطرة حقن من خلال المنظار يتم بواسطتها حقن سائل خاص في الموضع المحدد ولكن في الطبقة العضلية للجدار فتصبح العضلة أكثر قوة.

- تثبيت منشط لجدار المعدة للمرضى الذين يعانون من كسل شديد أو شلل جزئي للمعدة وهو جهاز صغير يتم تثبيته بجدار المعدة فيعمل على ارسال نبضات منشطة لعصب وعضلات جدار المعدة بنفس فكرة منظم ضربات القلب الذي يتم تثبيته بالقلب في حالات خفقان القلب المتكررة.

جراحة المناظير وأمراض النساء

بعد التطور الذي حدث في مجال جراحة مناظير أمراض النساء، أحد أهم الإنجازات العلمية الطبية التي حدثت في مجال الجراحة في العشرين سنة الأخيرة، ولأهميته أوصت الكلية الملكية البريطانية أن يكون المنظار إحدى طرق التشخيص لعدم حدوث الحمل وكإجراء أولي.

المعروف أنه في السابق كان يُطلب عمل أشعة بالصبغة يليها المنظار، لكن حديثا ولأهمية وفائدة جراحة المناظير احتلت المركز الأول من الإجراءات والتحاليل.

القاهرة الصحة والطب:

فائدة جراحة المناظير في أمراض النساء كثيرة، حيث لا يوجد جرح كبير في البطن، كما أن الإحساس بالألم بعد العملية أقل، وتغادر السيدة المستشفى مبكرا، كما أنها تعود للنشاط الطبيعي والعمل مبكرا، مما يجعل تلك الجراحة أقل تكلفة من الجراحة التقليدية إذا وضعنا في الحسبان الرجوع للعمل مبكرا وقصر وقت الإقامة بالمستشفى.

كما تعد جراحة مناظير أمراض النساء هي المفضلة الآن في كثير من الأحوال مثل: تسليك الالتصاقات داخل البطن، وفي علاج مرض البطانة الرحمية الهاجرة (أندو ميتروسيس) وأخذ عينة من المبيض، وفي شفط السائل من كيس المبيض الصغير، وفي إجراء عملية ربط أنابيب فالوب عند عدم الرغبة الدائمة في الحمل، كما تستعمل في تخصص مساعدة الإنجاب، مثل وضع الأمشاج (الحيوان المنوي والبويضات) أو مرحلة ما قبل الجنين داخل أنابيب فالوب.

أيضا من الممكن إجراء جراحات كبرى ومتقدمة عن طريق جراحة المنظار، منها جراحات في حالات الحمل خارج الرحم، وجراحة المنظار لعلاج مرض تكيس المبيض، ولإجراء عملية تجميل لنهاية البوقين (أنابيب فالوب)، وفي حالة وجود انسداد نهائي ب البوقين وتعليق الرحم في حالة سقوطه، وفي فك الالتصاقات العنيفة حول الأنابيب والمبيض المصاحبة لمرض البطانة الرحمية الهاجرة.

أيضا تستخدم جراحة مناظير أمراض النساء المتقدمة لاستئصال الرحم والأورام الليفية والغدد الليمفاوية ورفع الرحم والمهبل في حالة سقوطهما، وفي إجراء جراحة الأمراض الخبيثة بهما.

لكن كسائر الجراحات فإن جراحة منظار أمراض النساء (منظار البطن) ليست خالية من المخاطر، لهذا بعد ممارسة تخصص جراحات المناظير لأكثر من 25 سنة مطلوب تقييم تلك التجربة.

لتقييم تلك الجراحات والنظر إلى مخاطرها أجريت دراسة في 7 مراكز متخصصة لجراحة مناظير أمراض النساء في فرنسا واستمرت لمدة تسع سنوات وأجريت على 30 ألف حالة وقد حدثت حالة وفاة واحدة من بينها مما يعطي معدل الوفيات في جراحة المناظير بنسبة 33,3 من بين كل مائة ألف حالة وهي نسبة مشجعة جدا، كما تبين أن نسبة المضاعفات الكلية لجراحات المناظير حدثت في 139 حالة بنسبة 6,4 من كل ألف حالة وهي نسبة ضئيلة مقارنة بالجراحات الأخرى.

وخلال نفس الدراسة أيضا تطلب الأمر إجراء فتح بطن بعد جراحة المناظير بنسبة 2,3 في كل ألف حالة، وقد لوحظ أن نسبة حدوث المضاعفات تزيد بطريقة مطردة مع تعقيد العملية وكبرها.

ومما يلفت النظر أن واحدة من كل 3 مضاعفات حدثت في الخطوتين الأولى والثانية وهي عند وضع الإبرة لفتح البطن، وعند وضع المسار الذي يدخل فيه المنظار، كما تبين أن واحدة في كل أربع حالات من المضاعفات لا يتم اكتشافها أثناء إجراء الجراحة، وهذا يلفت الانتباه إلى أهمية اتصال المريضة بالجراح المعالج بعد الخروج من المستشفى وإبلاغه بأي أعراض غير طبيعية.

ومع تقدم جراحات المناظير في أمراض النساء ومع إجراء العمليات ذات المهارة والمعقدة زادت نسبيا احتمالات حدوث المضاعفات خاصة المرتبطة بالجهاز البولي مثل الحالب أو المثانة، لكن وجد أن خبرة جراح المناظير تلعب دورا مهما في الإقلال من نسبة حدوث المضاعفات المتصلة بالجهاز الهضمي كجرح الأمعاء مثلا.

كما أنه مع زيادة خبرة الجراح فإن المضاعفات إذا حدثت يستطيع التعامل معها عن طريق جراحة المنظار وفي نفس العملية دون اللجوء إلى فتح البطن، لذلك من المهم اكتشاف المضاعفات إذا حدثت وقت إجراء الجراحة.

من المهم أن نضع في الحسبان أن تكون غرفة العمليات مجهزة لإجراء فتح البطن إذا اقتضت الضرورة لذلك، أو إذا وجد جراح المناظير صعوبة في تكملة الجراحة عن طريق المنظار.

وقد أثبتت الدراسة الفرنسية أن نسبة حدوث المضاعفات تزيد بطريقة مطردة مع تعقيد العملية وكبرها وهذا أمر منطقي، وقد وجد أن نسبة المضاعفات في جراحة المناظير الصغرى تصل إلى 8 في كل ألف حالة، وفي جراحة المناظير المتقدمة 4,17 في كل ألف حالة، وتلك المضاعفات تكون مرتبطة بالأمعاء أو حدوث نزيف أو مرتبطة بالجهاز البولي سواء الحالب أو المثانة.

اكتشاف تلك المضاعفات أثناء الجراحة يقلل من خطورتها ويساعد على التعامل معها بأمان، وتلعب خبرة الجراح دوراً كبيراً في تلاشي حدوثها أو على الأقل اكتشافها أثناء الجراحة والتعامل معها دون اللجوء إلى فتح البطن.

نستنتج مما سبق أن جراحة مناظير أمراض النساء المتقدمة من الممكن إجراؤها الآن بأمان، وقد أصبحت جراحة المناظير حاليا قائمة بذاتها ولها أصولها ومتطلباتها، لكنها كأي جراحة تحتمل حدوث المضاعفات، ويلعب توافر الإمكانيات اللازمة والآلات المناسبة وخبرة الجراح دوراً فاعلاً في تقليص نسبة حدوث المضاعفات أو اكتشافها عند حدوثها والتعامل معها بدون فتح البطن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"