استراتيجية ثقافية متكاملة

فكرة
02:39 صباحا
قراءة دقيقتين
عثمان حسن

في تدشينه لرؤية دبي الثقافية الجديدة قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «إن مكانة أي عاصمة اقتصادية عالمية لا تكتمل دون وجه ثقافي حضاري يعكس رقيّها... ودبي تملك أصولاً ثقافية وفنية تؤهلها لتكون وجهة ثقافية عالمية وحاضنة رئيسية للمواهب والمبدعين».
جاء ذلك خلال اعتماد سموه في أكتوبر من العام الماضي لرؤية دبي الثقافية الجديدة، إيذاناً بتدشين حراك ثقافي هو الأشمل والأكثر تنوعاً على مستوى دبي بمختلف مؤسساتها الثقافية والمعرفية والمجتمعية، لكي تكون دبي مركزاً للثقافة وحاضنة للإبداع، وملتقىً للمواهب ومنارة للأدباء والكُتَّاب والمفكّرين والباحثين والفنانين الإماراتيين والعرب ومن مختلف أنحاء العالم وفي شتى مجالات الإبداع.
أشار سموه إلى جملة من العناصر المهمة التي تتمتع بها دولة الإمارات، لاستيعاب مثل هذه النظرة الثقافية الشاملة، ومن ذلك احتضان دبي لفعاليات عالمية مهمة تقف على رأسها الفنون العالمية المعاصرة، وتساندها جملة من الفعاليات التي تؤكد على أهمية القراءة، المدعمة بجملة من المبادرات التي أطلقها سموه في السنوات القليلة الماضية كمبادرة «تحدي القراءة» وغيرها من المبادرات.
مثل هذا الثراء الثقافي الذي أشار إليه سموه كان حاضراً في ذهن مبدع هذه الرؤية التي تطمح لتفعيل مبادرات ومشاريع ثقافية ذات نظرة جامعة في صلتها بمختلف شرائح المجتمع، وهي في ذات الوقت تطمح لإشراك كافة إمارات الدولة في بلورة سبق ثقافي وفني على مستوى العالم، خاصة أنها سبق وأسست لمثل هذا الدور العالمي، من خلال العديد من المبادرات والمشاريع الثقافية، التي باتت حجر الزاوية في كل إنجاز ثقافي وفني أحرزته الإمارات في السنوات القليلة الماضية، سواء كان ذلك من خلال معارض الكتب الدولية، أو من خلال المسرح والتقدم على صعيد النشر العربي والدولي، وفي السينما، والفنون العالمية البصرية المعاصرة.
إنها من دون شك، رؤية شاملة في توقعاتها وثقتها في الإنجاز، وبما تمتلكه الإمارات من قوة ناعمة، باتت حديث القاصي والداني، وبما تمتلكه أيضاً من بنى تحتية مؤهلة، تمسك بزمام الفعل الثقافي والفني، بل تقدم مشاريع ورؤى وتوجهات ثقافية جديدة على مستوى قبولها في الأفق الإقليمي والدولي، ومن المؤكد أيضاً أن رؤية دبي الثقافية هذه ستجد صدى واسعاً في كافة مرافق ومؤسسات الإمارات الأهلية والرسمية.
ومن يتمعن في تفاصيل هذه الرؤية، يكتشف حجم العناوين والمحاور الجديدة، التي تضمنتها وهي مبادرات تحمل صفة الديمومة وتراعي في شموليتها كافة الفئات العمرية من أطفال ويافعين وشباب، وهي تسعى من جهة أخرى لتفعيل أدوات التمكين الاقتصادي والاجتماعي والمعرفي والتقني، وتمنح الإمارات دوراً كبيراً في التواصل الفكري والإنساني، تواصلاً يعكس المنظومة القيمية القائمة على التسامح والتعايش والإخاء والانفتاح وقبول الآخر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"