قراءات

02:39 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
إعداد: محمد صالح القرق

لمَّا ولي إياس بن معاوية المزني القضاء ظهرت له مواقف تدل على فرط ذكائه، من ذلك أن رجلين تقاضيا عنده، فادّعى أحدهما أنه أودع لدى صاحبه مالاً، فلما طلبه منه جحده.
سأل إياس الرجل المدَّعَى عليه عن أمر الوديعة فأنكرها، وقال: إن كانت لصاحبي بيِّنة فليأتِ بها وإلّا فليس له عليّ إلا اليمين، فلما خاف إياس أن يأكل الرجل المال بيمينه، قال للمودع: في أيّ مكان أودعته المال؟ قال: في مكان كذا تحت شجرة كبيرة، فقال له إياس:
انطلق إلى المكان الذي فيه الشجرة، فلعلك إذا أتيتها ذكَّرتْكَ أين وضعتَ مالك ثم عُدْ إلي لتخبرني بما رأيت.
انطلق الرجل إلى المكان، وقال إياس للُمدّعَى عليه: اجلس إلى أن يجيء صاحبك، ثم التفت إياس إلى مَنْ عنده من المتقاضِين، وطفق يقضي بينهم حتى إذا رآه قد سكن واطمأنّ، التفت إليه قائلاً:
أَتُقَدِّرُ أن صاحبك قد بلغ الموضع الذي أودعكَ فيه المال؟ فقال الرجل من غير رَوِيَّة: كلاً إنه بعيدٌ من هنا، فقال له إياس: يا عَدُوَّ الله تجحد المال، وتعرف المكان الذي أخذتَه فيه؟! واللهِ إنّك لخائن، فبُهِت الرجل، وأقرَّ بخيانته.

من كتاب «صور من حياة التابعين» للدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"