قبل 25 عاماً، عندما كان العالم ينظر بعين الرهبة إلى الثورة التكنولوجية، التي أحدثت حينها ضجة كبيرة من جدوى تسخيرها لخدمة الأعمال الحكومية، أطلق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مسيرة دبي للتحول الإلكتروني، والتي تضمنت حينها استراتيجية شاملة، بهدف تعزيز التحول الرقمي في جميع جوانب حياة السكان والمقيمين في الإمارة.
المسيرة التي مضت قدماً بخطوات متسارعة وبمشاريع نوعية، توالت إنجازاتها، ليصار إلى إطلاق استراتيجية دبي الرقمية، التي لم يمض أكثر من عام على إطلاقها، حتى بدأنا نلمس إنجازاتها، التي جعلت الإمارة الموطن الأول للشركات المليارية العالمية في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في المنطقة.
دبي التي تحولت على مر السنوات الماضية، إلى واحدة من أبرز المراكز العالمية للأعمال والسياحة والتجارة، كان للاستثمار في التكنولوجيا والابتكار، دور كبير في تحقيق هذا التطور، حيث نجحت في الاستفادة من تطور الذكاء الاصطناعي، وما حمله من فرص عديدة للدول والحكومات التي تحسن توظيفه.
ولأننا في إمارة يقود حركة تطويرها عاشق المركز الأول، بطموح يصل إلى عنان السماء، جاء إطلاق سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، خطة دبي السنوية، لتسريع تبنّي استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، لمواكبة المتغيرات السريعة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ولتعزيز صدارة دبي العالمية، بما يحقق أهم مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 بإضافة 100 مليار درهم من التحول الرقمي لاقتصاد دبي ورفع إنتاجية الاقتصاد بنسبة 50% عبر الابتكار، وتبني الحلول الرقمية.
الخطة التي تتضمن تعيين مدير تنفيذي للذكاء الاصطناعي في كل جهة حكومية بدبي، وإطلاق حاضنة دبي لشركات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى أسبوع الذكاء الاصطناعي في المؤسسات التعليمية، وبرامج لضمان قيادة دبي في مجال مراكز البيانات، ورخصة دبي التجارية للذكاء الاصطناعي، تهدف إلى تعزيز جودة حياة الإنسان في دبي، التي تعتبر الإنسان محورها، مسخرة جميع إمكاناتها وطاقاتها، ليكون الأسعد في هذا العالم.
دبي التي تعد واحدة من أبرز المدن الرقمية في العالم، تقف اليوم
على قمة سباق التطور التكنولوجي، وتبني الحلول الرقمية، لتحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية الاقتصادية، ضمن رؤية في أن تكون مدينة ذكية مبتكرة ومتقدمة تستخدم التكنولوجيا لخدمة سكانها وزوارها، في حركة تطوير مستمرة، تتبنى خلالها التكنولوجيا لتحقيق رؤيتها في أن تكون مدينة مبتكرة وذكية تضع رفاهية سكانها في صميم اهتماماتها.
