عادي

رحلة نضال أول طبيبة هولندية لتحرير المرأة

00:59 صباحا
قراءة 3 دقائق

كانت أليتا جاكوبز (9 فبراير 1854 – 10 أغسطس 1929) طبيبة ورائدة نسوية وواحدة من المؤثرين في القرن العشرين، على الرغم من أنها عاشت معظم حياتها خلال العصر الفيكتوري، وكانت من النساء اللواتي تركن الكثير من الأثر، بصفتها أول امرأة التحقت وتخرجت في جامعة أمستردام عام 1878 وحصلت على شهادة الدكتوراه بعدها بعام واحد فقط، وبذلك كانت أول امرأة تلتحق بجامعة هولندية وأول امرأة تحصل على شهادة طبية في البلاد، وأول امرأة تحصل على دكتوراه في الطب.

بعد ذلك تمكنت جاكوبز من الجمع بين الحياة المهنية والزواج والنشاط السياسي، وأسست ما يمكن اعتباره أول عيادة لتحديد النسل، كما قادت حملات من أجل تحرير المرأة، ومن أجل مراعاة ظروف العمل للمرأة وإدخال حق المرأة بالاقتراع في هولندا، كانت زعيمة بارزة في كل من المنظمات الدولية والهولندية وفي حركة السلام النسائية خلال الحرب العالمية الأولى.

يعتمد كل ما نعرفه عن أليتا جاكوبز عن حياتها وعملها على ما اختارت أن تخبرنا به في مذكراتها، التي أصدرت دار صفصافة للنشر والتوزيع ترجمة عربية لها، أنجزتها سارة سيف الدين ومحمد رمضان، تحت عنوان «مذكرات طبيبة نسوية».

كانت جاكوبز شخصية غير عادية، لكنها لم تكن وحيدة في النضال آنذاك، حالفها الحظ، إذ عاشت في وقت أصبحت فيه الخيارات والفرص الجديدة متاحة للنساء، كانت جزءاً من الجيل الأول من الطبيبات والنسويات الأوروبيات اللواتي ساعدن في فتح الأبواب التعليمية والمهنية لأنفسهن وللآخرين.

تحدت جاكوبز العديد من الأعراف السائدة في عصرها، ورفضت أن تعيش حياة امرأة فيكتورية تقليدية، كان من المتوقع أن تبقى فتيات الطبقة الوسطى في منتصف القرن التاسع عشر داخل نطاق المنزل، كزوجات وأمهات، لكن جاكوبز تمردت على اتباع خطى والدتها كربة منزل، كان تعليم الفتيات منفصلاً باستثناء المرحلة الابتدائية، فدعت جاكوبز بشدة إلى التعليم المختلط والموحد للرجال والنساء.

كرهت جاكوبز الالتحاق بمدارس خاصة بالفتيات، ولم تكن مهتمة على الإطلاق بتعلم الإتيكيت ومهارات التدبير المنزلي، وقررت دراسة الطب بدلاً من ذلك، وساعدت في تمهيد الطريق للمرأة لتصبح طبيبة واستمرت في ممارسة الطب حتى بعد زواجها، رغم أنه لم يكن من اللائق لامرأة متزوجة من الطبقة الوسطى أن تعمل خارج المنزل إلا لو كان ذلك العمل تطوعياً.

لم تكن أليتا جاكوبز ثورية ولم ترغب في ذلك، لكن آراءها وسلوكها الشخصي كان سابقاً كثيراً لعصرها، في أواخر القرن التاسع عشر، لم يكن من المفترض أن تسير النساء المحترمات على ضفاف القنوات المائية في الشتاء، أو تسير في بعض الطرق الرئيسية في فترة ما بعد الظهر، ناهيك عن الظهور في الأماكن العامة من دون مرافق أو المشي بمفردهن بعد حلول الظلام، لأن المرأة المحترمة في ذلك الوقت كان يجب أن يكون لها زوج يرعى مصالحها لتجلس هي في المنزل.

مع ذلك استمتعت جاكوبز بالمشي في تلك الطرقات، وأصرت على زيارة مرضاها وعائلتها ليلاً أو نهاراً، سيراً على الأقدام، كما حضرت العروض المسرحية، وشاركت في الاجتماعات السياسية بصفتها امرأة وحيدة، قبل نهاية القرن التاسع عشر.

وبحلول وفاتها في عام 1929 في سن الخامسة والسبعين كانت وجهات نظر جاكوبز المتطورة وأسلوب حياتها، قد أثارت اعتراضات أقل بكثير مما كانت عليه خلال سنوات شبابها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2tvnzeys

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"