أوروبا والطاقة في إفريقيا

21:18 مساء
قراءة 3 دقائق

كيستر كين كلوميغا *

تستضيف باريس منتصف مايو/ أيار المقبل منتدى مخصصاً للطاقة بعنوان «الاستثمار في الطاقة الإفريقية»، من شأنه تسهيل الاستثمار بين أسواق الطاقة الإفريقية والمستثمرين العالميين، وتسليط الضوء على الإمكانات الكامنة لاستكشاف موارد الطاقة في القارة السمراء.

وخلاله، ستبحث كل من أنغولا وموزمبيق ونيجيريا، من بين آخرين، سبل تحفيز الفرص في أسواق النمو الرئيسية في المنطقة. وتشير التقارير إلى أن مسؤولي الدول الإفريقية مستعدون بالفعل للتواصل والمشاركة المكثفة مع خبراء الصناعة ومطوري المشاريع والمستثمرين من الشركات وصناع السياسات.

تمثل موزمبيق واحدة من أسواق الغاز الطبيعي المسال الأكثر ديناميكية في إفريقيا، مع احتياطات بحرية هائلة تجعلها واحدة من أكبر عشرة منتجين على مستوى العالم، ومسؤولة عن حوالي 20% من إنتاج القارة بحلول عام 2040.

وبناء عليه، تعهدت شركة «إيني» الإيطالية متعددة الجنسيات بتحويل موزمبيق إلى مصدر رئيسي للغاز الطبيعي المسال، وذلك من خلال مشروع «Coral Sul FLNG» في منطقة المياه العميقة «4» من حوض روفوما الواقع قبالة سواحل البلاد، وهي أول وحدة عائمة لتسييل الغاز الطبيعي صُممت للقارة الإفريقية تستخدم تقنيات مخصصة لتحسين الطاقة وخفض انبعاثات الكربون بسعة 3.5 مليون طن من الغاز سنوياً.

وتعمل الشركة أيضاً على تطوير محطة «»Coral Norte FLNG، التي يمكن أن تضاعف الطاقة الإنتاجية للسلعة الحيوية التي يطلبها العالم بأسره لتأمين إمدادات الطاقة.

علاوة على ذلك، تقود «إيني»، جنباً إلى جنب مع «إكسون موبيل»، عملية تطوير مشروع «روفوما» للغاز الطبيعي المسال بطاقة 18 مليون طن سنوياً، ما سيعزز مكانة البلاد كمصدر عالمي للغاز. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت الشركة عن خطط إضافية لحفر أربعة آبار هيدروكربونية جديدة وتأمين الخدمات المتكاملة ذات الصلة لاختبارها.

في عام 2019، منح المشروع المشترك عقداً لهندسة وتصميم المراحل الأساسية لمحطة روفوما لتصدير الغاز المسال، ما أعطى الضوء الأخضر لبدء أنشطة التصدير في المحطة البرية، بيد أن المشروع تأخر سنوات نتيجة تفشّي جائحة فيروس كورونا، فضلاً عن المخاوف الأمنية من هجمات المسلحين آنذاك.

وبينما تستهدف «إيني» تطوير وحدتها الثانية لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في موزمبيق، ستناقش في «منتدى الاستثمار في الطاقة الإفريقية 2024» الفرص الناشئة في أحواض الهيدروكربون الرئيسية الأخرى في إفريقيا، وتحسين الاستثمارات طويلة الأجل على طول سلسلة قيمة الطاقة، إضافة إلى خطط لتوسيع حقول الغاز وصادرات الغاز الطبيعي المسال.

يُذكر أن غرفة الطاقة الإفريقية، ومقرها جنوب إفريقيا، عقدت قبل عام «منتدى الاستثمار في الطاقة الإفريقية 2023» بألمانيا، بحضور مستثمرين ألمان وأوروبيين وعالميين ومؤسسات من القطاعين الخاص والعام. وسلط المؤتمر الضوء على الاستثمار في الطاقة والنمو الاقتصادي ومرونة الطاقة وآفاق الاستدامة البيئية لكل من ألمانيا وإفريقيا على خلفية تحسين تطوير الطاقة واستغلالها والعلاقات التجارية.

ومع احتياج القارة إلى حوالي 1.7 تريليون دولار من الدعم في قطاع الغاز لزيادة إنتاجها من الغاز وتكثيف دورها المحوري في رسم ملامح أمن الطاقة العالمي حتى عام 2050، فإن لدى ألمانيا دوراً رئيسياً تلعبه في مساعدة إفريقيا على تعظيم مواردها واستثمارها، وخصوصاً دول السنغال وموريتانيا والجزائر وتونس وموزمبيق وجمهورية الكونغو وناميبيا وأنغولا، والتي تتمتع بمخزونات جيدة لرفد ألمانيا بالطاقة. بالتالي، عُدّ حدث الاستثمار في الطاقة الإفريقية 2023، منصة مثالية لبرلين لتعزيز علاقاتها مع إفريقيا وتأمين مستقبل الطاقة فيها.

وفي سياق تلك المساعي والمؤتمرات، يستمر الطلب على الغاز الطبيعي المسال في الزيادة ويستحوذ على حصة كبيرة من مزيج الطاقة العالمي. لذا، يتعين على إفريقيا إعادة النظر في توسيع حصتها من إمدادات الغاز العالمية.

صحيح أن أبواب التواصل الخارجي مع إفريقيا مفتوحة منذ سنوات عديدة، مع تدفقات كبيرة مستمرة، لكن الكثير منها يعتمد على ديناميكيات الشراكة الاستراتيجية.

إذا كانت إفريقيا تستهدف صنع تاريخ الطاقة في أراضيها بحلول عام 2030، فإنها بحاجة إلى الاستفادة القصوى من جميع الموارد المتاحة.

* كاتب أبحاث مستقل، ومستشار سياسي للشؤون الإفريقية في الاتحادين الروسي والأوراسي (أوراسيا ريفيو)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc2639nt

عن الكاتب

باحث مستقل والممثل الخاص لإفريقيا في مجلس التجارة والتنمية الاقتصادية الروسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"