لصوص المعرفة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

في العادة نسمع عن لصوص يسرقون الأموال والأشياء الثمينة وغيرها ممن يمكن لهم بيعه ويقدر مادياً، لكن هناك بعض اللصوص الذين يندرجون تحت قائمة أخطر أنواع اللصوص، وهم لصوص المعرفة، هؤلاء الذين يسرقون فكرتك، وكلماتك، وعباراتك، تحت مظلة الكتابة والتأليف. هؤلاء الذين يتحدثون في كتاباتهم عن القيم والوازع الأخلاقي والمثالية وغيرها من الكلمات الرنانة، يتحدثون فيها في معارض الكتب والفعاليات الثقافية والمبادرات المعرفية، تجدهم يخطفون كلماتك وعباراتك ويعيدون صياغتها، وينسبونها إلى أنفسهم بكل بساطة ودون رادع! ولن يردعهم أي قانون أو وسيلة يمكن أن تحميك.

تطورت فكرة سرقة النصوص الأدبية والسطو على أفكار الأديب. بنظرة واحدة لعشرات النصوص في الإنترنت سوف تجد من يعيد كتابها وإعادة صياغتها بعد أن سطا عليها بكل أنانية وقام بإعادة تدويرها لنفسه! هؤلاء في تزايد كبير وتكاثر عجيب. تجدهم موجودين في جميع الأجناس الأدبية، ولا يوجد رادع يمكن أن يقف أمامهم ولا قوة تقدر أن توقفهم، وإذا فكرت في أن تشغل نفسك بهم فحتماً سوف يتشوش ذهنك وسوف تبتعد عن هدفك الرئيسي، لكنني أعترف بأنني أحياناً أشعر بالإحباط من هذا الذي يسرق أفكار الغير وينسبها إلى نفسه دون الإشارة لصاحبها! يمكن أن نقيس ذلك على جميع المجتمعات من حولنا، في الوظيفة عندما تقدم مبادرة أو فعالية غير مسبوقة أو طرحاً جديداً لمديرك أو إدارتك أو لجنة الابتكار، كما يسمونها في بعض الجهات الرسمية، تجد فكرتك يتم تداولها وقد ضاع مصدرها! تصاب بصدمة في داخلك، والأدهى من يقول لك بأن فكرتك، وإن أخذت منك، سوف تكون لمصلحة العمل!

هناك فيلم جميل أمريكي اسمه «الكلمات» أو «The Word» للمخرج بريان كلوجمان، يتحدث عن قصة كاتب يفشل في نشر أولى رواياته حتى تقع بين يديه رواية قديمة ومجهولة المصدر، فيقرر سرقتها ونشرها باسمه، فتعرف نجاحاً لا مثيل له، لكنّ كاتبها الحقيقي يظهر فجأة. وتبدأ المغامرات ويبني السارق نجاحه على كذبة سوف يدفع ثمنها فيما بعد؛ فالنجاح يأتي من جهد شخصي وسعي وتخطيط وهدف وبحث عن الفكرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y5byr64w

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"